كشف العلماء عن أدق خريطة حتى الآن للتضاريس المخفية تحت جليد القارة القطبية الجنوبية (أنتاركتيكا). وتعرض هذه الخريطة عالية الدقة شكل القارة المتجمدة تحت طبقات الجليد السميكة، ما يساعد العلماء على التنبؤ بتأثير تغير المناخ عليها.
وتعتمد الخريطة، التي تحمل اسم Bedmap3، على بيانات من دراستين سابقتين، حيث أزيل الجليد رقمياً من أنتاركتيكا. وتجمع بين بيانات Bedmap1 وBedmap2، إضافة إلى قياسات جمعتها الطائرات، الأقمار الصناعية، السفن، وحتى الزلاجات التي تجرها الكلاب.
واستغرقت عملية تجميع البيانات أكثر من ستة عقود، حيث أوضح هاميش بريتشارد، عالم الجليد في المسح البريطاني لأنتاركتيكا وأحد مؤلفي الدراسة، أن هذه المعلومات أساسية للنماذج الحاسوبية التي تحلل حركة الجليد مع ارتفاع درجات الحرارة. وتم ترميز الخريطة الجديدة بالألوان لإظهار ارتفاع الصخور الأساسية للقارة فوق مستوى سطح البحر، ما يبرز أعلى الجبال وأعمق الوديان.
واستخدم العلماء تقنيات متقدمة، مثل قياسات الرادار والزلازل والجاذبية، لرسم خريطة مفصلة للصخور الأساسية، وتحديد سمك الجليد فوقها. وتبين أن أسمك جليد في القارة يقع في وادٍ في شرق أنتاركتيكا، يبلغ سمكه 4.8 كيلومترات.