متكئة على إرث حضاري عريق ومتنوع تحضر المملكة المغربية مكللة بالغار في معرض الشارقة الدولي للكتاب تحت شعار «مغرب الثقافات» كضيف شرف المعرض في دورته الـ 43، متلفعة بعباءة حضارات شتى.
من الحضارة الفينيقية التي شهدت تأسيس الفينيقيين مراكز تجارية على سواحل المغرب، ونقلوا إليها حرفهم وحضارتهم، وخاصة في مجال التجارة والصناعة، مروراً بالحضارة القرطاجية، حيث استطاعت قرطاج أن تبسط سيطرتها على جزء كبير من المغرب، وخلفت آثاراً معمارية مهمة، إلى الحضارة الرومانية، فبعد انتصار الرومان على القرطاجيين، أصبحت أجزاء من المغرب تابعة للإمبراطورية الرومانية.
ونقلت إليها عاداتها وتقاليدها، وبنت مدناً كبيرة مثل «فولوبيليس»، والحضارة الإسلامية مع الفتوحات الإسلامية، حيث دخل الإسلام إلى المغرب، وحمل معه اللغة العربية والثقافة الإسلامية.
مما شكل تحولاً جذرياً في تاريخ المغرب، وصولاً إلى الحضارات الأندلسية بعد سقوط الأندلس، حيث لجأ الكثير من الأندلسيين إلى المغرب، ونقلوا معهم علومهم وفنونهم، مما أثرى الحضارة المغربية.
يتربع جناح المملكة المغربية على مساحة 190 متراً مربعاً مستعيداً في جنباته مختلف جوانب الثقافة المغربية بألوانها المتعددة، ومحتفياً بتراثها الثقافي الثري وإبداعات كتابها ومفكريها ليمنح الزوار فرصة للتعرف على تاريخ المغرب الغني وإرثه الحضاري المتنوع.
وتقدم المملكة المغربية برنامجاً ثقافياً غنياً يضم 107 فعاليات بمشاركة 100 كاتب وأديب وناشر وأسماء ثقافية بارزة منها أحمد شحلان، وعبد السلام بنعبد العالي، محمد نور الدين أفاية، محمد الأشعري، عبدالإله بلقزيز، عائشة بلعربي، مبارك ربيع، حسن نجمي، وتغطي الفعاليات مجالات ثقافية وفنية وأدبية، بالإضافة إلى عشر جلسات للتعرف على المطبخ المغربي..
وسيكون زوار المعرض على موعد مع فعاليات متجولة، للاستمتاع بالإيقاعات والصور والألوان المغربية، والتي تضم عروضاً مسرحية وسينمائية وموسيقية، بالإضافة إلى تذوق فعلي لعينات مختارة من إبداعات المطبخ المغربي في فضاء مطعمي معد لهذه الغاية، كما تضم الفعاليات ورشا خاصة بالأطفال لاستكشاف بعض من عناصر الصناعات التقليدية والمشاركة في إنجازها كفنون الخزف والزخرفة والنسيج، علاوة على الإنصات لفن الحكي المغربي.
وقال عبدالله صديق رئيس قسم المعارض بوزارة الثقافة المغربية إن مشاركة المغرب كضيف شرف الدورة ال 43 لا يمكن النظر إليها إلا في سياق العلاقات المتميزة التي تربط البلدين فالإمارات في الوجدان المغربي، مشيراً إلى أن الجناح يستعرض الثقافة المغربية بكل مستوياتها وأبعادها، حيث يقدم فكرة عن المعمار واستحضار فنون النحت على الخشب والأقواس داخل الرواق، وفضاءات من المخطوطات.
وقال: «المغرب كما هو معروف بلد زاخر بالمخطوطات، والعلاقة مع المخطوطات وثيقة وقديمة، حيث نعرض بالجناح نماذج مستنسخة كما ركزنا على ابن بطوطة الذي انطلق من طنجة وأول من رسم خريطة هو الشريف الإدريسي، وفضاء خاص بالكتب ذات الطابع الموسوعي ونستعرض مختلف حقول المعرفة المغربية».