عبد الكريم العفيدلي: ‏الإمارات تبوأت مكانة ‏ فريدة في حفظ التراث‏

شكَّلت القصيدة النبطية على مدى القرون الأربعة الماضية وثيقة وسجلاً للأحداث التاريخية، جمعت مآثر العرب وأنسابهم وتواريخهم ‏وصراعاتهم ونضالهم، مجسدة مقولة الشعر ديوان العرب‏.

وقد أولت دولة الإمارات العربية المتحدة هذا الشكل الشعري اهتماماً ورعاية كبيرين، ‏انطلاقاً من الإيمان بأن الجيل الذي لا يعرف تراثه لن يستطيع أن يصنع مستقبله، ‏ففتحت له المنابر، ما مكن من إنجاز نهضة قلَّ نظيرها ‏في الأدب الشعبي فيها. ‏

وفي هذا السياق ‏ رأى الشاعر السوري عبدالكريم العفيدلي‏ في حوار مع «البيان» أن الشعر النبطي في الإمارات، سجل حضوراً متميزاً نتيجة الدعم والرعاية من الجهات الحكومية، ولا غرابة أن معظم ‏القادة والحكام شعراء وأبناء شعراء، وفي مقدمهم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وسمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع،‏ وهذا من موروثهم ومن تاريخهم الذي حفظوه وتوارثوه.‏

ويستعيد العفيدلي في حديثه توجيه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الإعلام الرسمي منذ سبعينيات القرن الماضي بتخصيص حيز مهم للأدب وللشعر الشعبي،‏ لإيمانه بأن الجيل الذي لا يعرف عن ‏تراثه لن يستطيع أن يصنع مستقبله، ففتحت له المنابر ما جعلنا نرى هذه النهضة ‏في الأدب الشعبي بالإمارات. ‏

ويقول: ولأجل هذه الغاية تأسست فرق من وزارة الثقافة الإماراتية والمهتمين تُرسل إلى ‏كبار السن في بيوتهم لأخذ الموروث من قصائد الشعراء والقصص الشعبية، ‏حيث دونت وقدمت لوزارة الثقافة، لكي تحقق الإمارات ما نراه الآن من مكانة ‏فريدة في حفظ التراث عموماً والشعر النبطي خصوصاً، وصرنا نرى في كل ‏عام صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس ‏الوزراء حاكم دبي، رعاه الله‏، يطرح قصيدة اللغز، فنجد ‏الشعراء على مساحة الوطن العربي يستنفرون لحل هذا اللغز بالشعر، وهنالك ‏أيضاً مسابقة شاعر المليون التي يدعمها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله.

ويشرح العفيدلي العلاقة بين الشعر النبطي والفصيح، فهما متلازمان من حيث البناء والتراكيب والألفاظ ‏والبحور المتشابهة والمستنبطة من بعضها، وجاءت كلمة النبطي لأنه استنبط من ‏الفصحى، ولكنه يختلف عن الشعر الفصيح بأنه لا يقوم على علامات الإعراب، ‏وهو يتفق مع الفصيح في بعض بحور الشعر ويختلف في بعضها، حيث ابتكر ‏تفعيلات جديدة على بعض البحور الفصيحة وأخذ مسميات أخرى، مثال ذلك ‏البحر الوافر ويقابله في النبطي البحر الصخَرِي، والطويل ويقابله القصير، ويقول: بالمحصلة يوجد في الشعر النبطي 13 بحراً، منها ما يتفق مع الفصيح، ومنها ما ‏يختلف عنه.‏ ‏ويؤكد أن الحداثة في الشعر النبطي هي ذاتها في الشعر الفصيح، والتحديث يكون ‏في المفردة والمعنى دون المساس بالقالب.