في مدينة لا تعترف بالمستحيل، شكلت رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله»، الأساس لانطلاق مهرجان دبي للتسوق عام 1996، والذي مزج بين الترفيه والفنون والثقافة، إلى جانب التسوق، وجذب ملايين الزوار من مختلف أنحاء العالم إلى دبي.
وتحولت تلك الرؤية إلى قصة نجاح غير مسبوقة تمتد لثلاثة عقود، حيث لم يعد المهرجان مجرد حدث سنوي، بل أسلوب حياة ومصدر إلهام لصناعة التسوق والترفيه عالمياً، وأصبح المهرجان الذي نجح في استقطاب ملايين الزوار وحقق عائدات هائلة لدبي، مساهماً رئيساً في تعزيز مكانة دبي عاصمة للسياحة والتسوق في الشرق الأوسط ومن أهم الوجهات السياحية العالمية.
بداية قوية
بدأ مهرجان دبي للتسوق عام 1996 حينما أطلق هذا الحدث السنوي برعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، ومكنت الميزانية الضخمة التي رصدت لتنظيم الحدث والتي بلغت 2.5 مليار درهم من توفير أنشطة ترفيهية من مستوى عالمي رفيع واجتذاب كبار الفنانين العرب والأجانب لتقديم عروضهم في دبي.
وعلى الرغم من أن التصور الأولي له أن يكون حدثاً يستهدف تجارة التجزئة فقط بهدف تنشيط هذا القطاع في الإمارة، إلا أنه تحول إلى منتج سياحي شامل يتضمن فعاليات ترفيهية متنوعة مصممة لجذب السياحة العائلية من البلدان البعيدة وعلى نطاق واسع.
وفي الدورة الثانية للمهرجان، قفزت المبيعات إلى 2.79 مليار درهم، بزيادة قدرها 29.7 % عن الدورة الأولى وبقي عدد الزوار على ما هو عليه، وعلى الرغم من أن عدد الفعاليات كانت أقل مقارنة بالسنوات اللاحقة، إلا أنه شهد تنوعاً كبيراً في الفعاليات الجذابة، حيث حدث تقارب بين اللجنة المنظمة والقطاع الخاص لتوفير عروض رائعة وحسومات في مختلف المحال الثلاثة آلاف المشاركة في المهرجان.
وفي العام 1998 تبنى المهرجان شعاراً مؤثراً: «دبي ملتقى أطفال العالم»، حيث حقق نجاحاً كبيراً بسبب قدوم العائلات والأطفال إلى دبي بأعداد هائلة، وقد أسهم ذلك بشكل فاعل في صناعة السياحة، وحقق المهرجان نجاحاً جديداً باستقطابه نحو 2.2 مليون زائر بزيادة قدرها 37.5 % مقارنة مع العام 1997.
نمو تصاعدي
وواصل المهرجان مسيرة نموه التصاعدية، وخلال عام 1999 تغير شعار المهرجان ليصبح: «أكبر تجمع عائلي في القرن العشرين»، حيث ارتفع حجم الإنفاق في العام 1999 بنسبة 9 % مقارنة مع العام 1998، وهذا ما أرسل إشارة واضحة إلى أن الركود العالمي لم يمنع دبي من تحقيق هذا النجاح الضخم في هذا الحدث، وكان معدل الزوار أيضاً قد قفز من 73000 إلى 86000 زائر يومياً، وقد شهدت هذه الدورة زيادة في أعداد الزوار من 2.2 مليون زائر إلى 2.4 مليون زائر أي بزيادة قدرها 9 %.
وشهد المهرجان خلال العام 2000 نمواً ملحوظاً في أعداد الزوار بشكل عام والأوروبيين بشكل خاص، وحمل المهرجان رسالة إلى الأم وهو «إلى أمي مع التحية» وفي نفس الوقت تحقق شعار: «عالم واحد.. عائلة واحدة»، وجذبت الفكرة 2.5 مليون سائح، من بقاع مختلفة من العالم مجاورة وبعيدة بزيادة قدرها 4.1 %، وسجل الإنفاق الكلي زيادة بنسبة 3.85 % من 4.15 مليارات درهم إلى 4.31 مليارات درهم.
وفي العام 2001 زادت عائدات الفنادق من 450 مليون درهم إلى 480 مليون درهم والإنفاق على المطاعم، زاد بنسبة 20 %، إلى 510 ملايين درهم، والإنفاق على الترفيه، زاد بنسبة 28 مليون درهم، وعلى أثر ذلك سجل حجم الإنفاق زيادة بنسبة 4.7 % مقارنة مع العام 2000 ليصل إلى 4.5 مليارات درهم. وارتفع عدد الزوار إلى 2.55 مليون زائر.
تأكيد النجاح
واستمر النمو وتواصل النجاح عندما سجل مهرجان دبي للتسوق زيادة في عدد الزوار لتصل إلى 2.68 مليون زائر في العام 2002 أي بزيادة قدرها 5% مقارنة مع الدورة التي سبقتها، وارتفع حجم الإنفاق إلى 4.6 مليارات درهم أي بزيادة قدرها 2.3 %، وفي نسخة 2003 أضيفت عدد من المفاهيم السياحية والتجارية إلى مهرجان دبي للتسوق، كسوق المهرجان الليلي، الذي شكل واحة للترحيب بالمتسوقين بأوقات غير اعتيادية.
وانضمت دبي إلى مصاف عواصم الموضة العالمية بعد تنظيمها فعالية «أزياء دبي» عام 2003، وأشارت الإحصاءات إلى أن حجم الإنفاق ارتفع من 4.6 مليارات درهم في العام 2002 إلى 5.12 مليارات درهم في العام 2003 أي بزيادة 11.3 %، في حين ارتفع عدد الزوار من 2.68 مليون زائر في العام 2002 إلى 2.92 مليون زائر في العام 2003 أي بزيادة 9 %.
وأكدت دورات المهرجان خلال الأعوام 2004 و2005 على مواصلة النجاح الذي بات محط أنظار العالم، حيث سجل المهرجان ما مجموعه 3.1 ملايين زائر في دورة 2004 ونمواً 6.1 % عن 2003 الذي سجل 2.92 مليون زائر، أما إنفاق الزائرين فناهز 5.8 مليارات درهم في 2004 أي بزيادة 13.28 % مقارنة مع العام 2003. في حين كانت لدورة العام 2005 نكهة خاصة لا سيما أنها شكلت احتفالية بمناسبة مرور 10 أعوام على انطلاق المهرجان، وفي هذا العام ارتفع حجم الإنفاق ليصل إلى 6.67 مليارات درهم أي بزيادة قدرها 15 %، وارتفع عدد الزوار إلى 3.3 ملايين زائر.
وجمع مهرجان دبي للتسوق بين دورتيه الحادية عشرة والثانية عشرة بشكل استثنائي وذلك على مدى 45 يوماً بدأت في 20 ديسمبر 2006 ولغاية 2 فبراير2007، حيث شهد خلال هذه الدورة زيادة كبيرة في العروض الترويجية والنشاطات والفعاليات الترفيهية التي يوفرها. وتم تنظيم سحوبات كبرى على السيارات والجوائز الذهبية، ووصل عدد الزوار خلال دورة العام 2006 - 2007 إلى أكثر من 3.6 ملايين أنفقوا ما يزيد على 10.2 مليارات درهم.
وانطلقت الدورة الثالثة عشرة لمهرجان دبي للتسوق في 24 يناير 2008 واستمرت لمدة 32 يوماً حتى 24 فبراير وتميزت تلك الدورة بكونها أطلقت المهرجان كموسم قائم بحد ذاته تحت عنوان «الموسم الخامس» يضاف إلى مواسم السنة الأربعة، إضافة إلى تطوير استراتيجية المهرجان لتواكب التقدم والتطور الحضاري لمدينة دبي. وركزت الدورة الثالثة عشرة على تعزيز مفهوم التسوق خلال المهرجان من خلال إطلاق العروض الترويجية الضخمة ومشاركة أكثر من 3500 محل تجاري و40 مركز تسوق قدمت أفخم العلامات التجارية العالمية بأسعار تنافسية غير مسبوقة.
متعة السحوبات
وأضاف مهرجان 2008 عنصر الإثارة والمتعة للسحوبات من خلال تنويع الجوائز النقدية لسحوبات لكزس الكبرى، التي منحت يومياً سيارتي لكزس ومبلغ 100000 نقداً بعملات عالمية مختلفة بحسب حظوظ الفائز، وجرى توزيع 72 سيارة لكزس و43 سيارة نيسان و32 كيلوغراماً من الذهب خلال مهرجان دبي للتسوق 2008. وبلغ عدد زوار دبي خلال مهرجان دبي للتسوق 2008 نحو 3.2 ملايين زائر من جنسيات مختلفة حول العالم كما تجاوز حجم الإنفاق في تلك الفترة 10 مليارات درهم.
وتميزت الدورة الرابعة عشرة لمهرجان دبي للتسوق، التي نظمت خلال الفترة بين 15 يناير و15 فبراير 2009 عن سابقاتها كونها شكلت تحدياً كبيراً، واستطاعت بالرغم من الظروف الاقتصادية العالمية تحقيق نتائج فاقت التوقعات، سواء على صعيد القطاع السياحي أو التجاري. وأسهم في رعاية هذا الحدث 23 شركة من كبرى شركات القطاع الخاص، وبلغ عدد المحال المشاركة في العروض الترويجية نحو 6000 محل تجاري.
وحملت الدورة الخامسة عشرة لمهرجان دبي للتسوق بين 28 يناير و28 فبراير 2010 والتي بلغت ميزانيتها 65 مليون درهم، الشيء الكثير من الفعاليات الترفيهية والعروض الترويجية والجوائز اليومية والكثير من الخيارات الأخرى لتجعل من زيارة دبي متعة لا توصف وتجسد شعار الحملة الترويجية لتلك الدورة «روائع وتسوق بلا حدود». وأثبتت الدورة السادسة عشرة لمهرجان دبي للتسوق أنه بحق المهرجان الأضخم في المنطقة، حيث منحت زواره عدة تجارب فريدة، إذ تنقلوا بين أكثر من 150 فعالية، دفعت عجلة إبداع المهرجان بشدة باتجاه التفرد والإمتاع على مدار 32 يوماً.
عروض وجوائز
وانطلقت الدورة السابعة عشرة لمهرجان دبي للتسوق خلال الفترة بين 5 يناير و5 فبراير 2012 بحلة متجددة تعكس شعار حملتها الترويجية «دبي تتألق في مهرجانها»، حيث قدمت توليفة متنوعة من الفعاليات تضمنت أفضل عروض التسوق والجوائز والفعاليات الترفيهية.ونظمت الدورة الثامنة عشرة لمهرجان دبي للتسوق على مدى 32 يوماً وأخذت حملتها الترويجية شعار «دبي أروع في مهرجانها»، وتضمن الحدث أكثر من 150 فعالية تنوعت بين الفعاليات الترفيهية والخصومات والتنزيلات على مختلف أنواع البضائع والسحوبات والجوائز القيمة.
واحتفت الدورة التاسعة عشرة لمهرجان دبي للتسوق، الذي حمل في جعبته أكثر من 150 فعالية متميزة بالكثير من العروض الترويجية والجوائز القيمة على مدى 32 يوماً تحت شعار «التسوق بكل روائعه»، حيث انطلقت مجموعة من الفعاليات والعروض والسحوبات والتنزيلات في كافة مراكز التسوق في اليوم الأول معلنة بدء هذا الحدث العالمي.وأسدل مهرجان دبي للتسوق الستار على دورته السنوية العشرين بعد 32 يوماً شهدت أكثر من 150 فعالية متميزة وعدداً كبيراً من العروض الترويجية والجوائز القيمة غيرت مجرى حياة كثيرين تحت شعار الحملة التسويقية «رحلة عشرين عاماً.. والعالم يحتفل» قدمت خلالها تجارب فريدة تتلاءم مع احتياجات وتطلعات جميع الزوار من مختلف الجنسيات والأعمار.
واستهل مهرجان دبي للتسوق أول أيام العام 2017 بفعالياته الرائعة، وعروضه الترويجية المذهلة، وجوائزه المميزة، وأهدى زواره الكثير من الروائع وأضفى أجواء الفرح والمرح، وشهدت الدورة الحادية والعشرين تنظيم أكثر من 150 فعالية متميزة، والكثير من العروض الترويجية والجوائز القيمة التي غيرت مجرى حياة الكثيرين. في حين شارك في الدورة الثالثة والعشرين التي استمرت من 26 ديسمبر إلى 27 يناير أكثر من 3220 متجراً على امتداد المدينة.
ونجح مهرجان دبي للتسوق خلال دورتي 2020 و2021 في مواصلة الإنجاز على الرغم من التحديات عبر مواصلة التخفيضات وتقديم العروض والجوائز وتزامنت فعاليات الدورة السابعة والعشرين لمهرجان دبي للتسوّق الذي انطلق في 15 ديسمبر 2021 مع إقامة معرض «إكسبو 2020 دبي»، وكذلك الاحتفالات باليوبيل الذهبي لدولة الإمارات، وعكست الدورة الجديدة عودة الحياة والأنشطة إلى طبيعتها مع استضافة دبي لمجموعة واسعة من الفعاليات.
وقدمت الدور الثامنة والعشرون الكثير من الفعاليات الترفيهية المشوقة، والحفلات الموسيقية المميزة، وعروض الأزياء الحصرية، وباقات الإقامة الفندقية، علاوة على تجارب الطعام، والحملات الترويجية والجوائز الكبرى، وغير ذلك الكثير. وقدم المهرجان في دورته الـ29 التي امتدت على مدار 38 يوماً، العديد من الأنشطة الترفيهية، والعروض الترويجية، والجوائز، والاحتفالات. وشارك في المهرجان أكثر من 200 فنان في 45 حفلة موسيقية.
وفي سياق الاحتفال بمرور 30 عاماً على انطلاقة المهرجان، من المتوقع أن تكون الدورة الثلاثون للمهرجان أكثر تميزاً، مما يعزز مكانة دبي كوجهة سياحية عالمية مع مجموعة رائعة من التجارب المتميزة التي لا تُنسى في جميع أنحاء المدينة، حيث تشارك فيها 1000 علامة تجارية عالمية ومحلية.