القرية العالمية تجمع العالم وتمزج الثقافات وتطلق الفرح

الحكايات تعيد اكتشاف نفسها هنا في دبي.. في القرية العالمية، حطت الأضواء رحالها، عقب رحلة طويلة في قارات العالم.

في القرية العالمية، تعيد الأرواح تعريف الإنسانية، التي تجد موئلها الطبيعي هنا، حيث يتوهج العشق الإنساني بكل تجلياته، بتمازج الأرواح، متجاوزين حدود اللغة واللون والمعتقدات.

هنا في دبي، وفي القرية العالمية، لا مكان إلا للفرح وللنور، وهو يعكس ضحكات الأطفال بكل اللغات، وهي تزين دروب القرية العالمية.

حكايات

على تخوم دبي، هناك آلاف الحكايات التي تنتظر أن تروى.. وهناك آلاف الوجوه، التي تحمل في قلبها حقولاً شاسعة من الفرح، لتسكبها في دروب مدينة تحتضن الجميع، ولا تغني إلا للفرح.

هنا الثقافات تتلاقى، والعالم كله يغدو بين يديك، مع افتتاح الموسم الـ 29 للقرية العالمية في دبي، مساء الأربعاء الماضي.

افتتاح فاق التوقعات، تضمن عرض «آينجا» الإيقاعي الشهير، الذي يعتمد على قرع الطبول والقفز وعرض الليزر والنار في «بحيرة التنين»، علاوة على عروض الحربية والليوا، وهو ما يؤكد أن هذا الموسم سيكون استثنائياً بكل معنى الكلمة، بخاصة مع التطوير الكبير الذي شهدته القرية، التي أصبحت معلماً مهماً للغاية على خارطة الترفيه في الإمارة.

تنوع وتجديد

مايا أبو جود المتحدث الرسمي باسم القرية، تقول: إن الموسم الحالي يشهد تنوعاً وتجديداً كبيرين، فمن حيث الأنشطة الاقتصادية، يشارك في القرية 30 جناحاً، منها أجنحة جديدة، من العراق والأردن وسيريلانكا وبنغلاديش، وتضم الأجنحة أكثر من 3500 متجر.

أما من حيث العروض، فهناك أكثر من 40 ألف عرض ترفيهي، تعبّر جميعها عن الشرق والغرب، ما يجعل القرية نموذجاً لالتقاء الحضارات، وتعبيراً عن تسامح إمارة دبي، وانفتاحها على جميع الثقافات، كما تشمل الفعاليات أكثر من 200 جولة ألعاب ومغامرات، تحقق المتعة، وتستحوذ على شغف الزوار.

وسيستمتع مرتادو القرية بردهة المطاعم الجديدة في منطقة كرنفال الألعاب، التي تسمى «بلازا المطاعم»، وتضم 11 مطعماً، يتألف الواحد منها من طابقين، ويتوسطه مسرح صغير، حتى تتحقق أقصى درجات المتعة.

وترى مايا أبو جود، أن الحضور الجماهيري منقطع النظير، لدى افتتاح الموسم 29، يؤكد أنها أصبحت جزءاً أصيلاً من الهوية السياحية والثقافية لإمارة دبي.

هوية حضارية

ويقول خالد عزيز مدير جناح الإمارات، إنه روعي في طبيعة الجناح الذي يضم 122 متجراً متنوعاً، أن يعبّر عن الهوية الحضارية لدولة الإمارات، مضيفاً «كانت البداية من السؤال: ما طبيعة هذه الهوية؟».

ويتابع «لم نشأ أن يكون الجناح الإماراتي تراثياً فحسب، فنعرض مثلاً الملابس التراثية، أو مجسمات تنتمي إلى حياة البداوة، وما نحو ذلك من منتجات، فإلى جانب ذلك، هناك وجه حديث للإمارات، وكان لزاماً التعبير عنه.

ويشيد عزيز بتعاون إدارة القرية، وحرصها على تذليل كافة الصعوبات، الأمر الذي أسفر عن ظهور هذه الدورة بهذا المستوى المتميز.

مردود

ويقول مكرم الجبتي، وهو صاحب مجموعة محلات بجناح العراق وجناح أوروبا، إن الوجود في القرية ذو مردود إيجابي على التجار، وهو الأمر الذي يجعلني أشارك للعام الثالث على التوالي.

ويقدم الجبتي لزوار القرية تشكيلة واسعة من التحف «الأنتيكات»، ومنتجات الفخار والبشت العراقي النجفي، الذي يعد من الملابس التراثية، التي تحظى بإقبال كبير من زوار القرية.

تحديث

ويعتقد سالم باحاج مشرف جناح السعودية وإيران، أن الموسم الحالي للقرية، سيكون جيداً للغاية، مشيراً إلى أنه يشارك في فعاليات القرية منذ سنوات، وقد تولى الإشراف في ما سبق على الأجنة الأفريقية والعمانية وغيرها.

ويقول: نظراً لأني لست حديث عهد بالقرية، فإنني أستطيع أن أؤكد أن التحديث الذي شهدته في الدورة الراهنة غير مسبوق، سواء بالنسبة لزيادة عدد الأجنحة أو المتاجر، أو بالنسبة للأنشطة الترفيهية.

ويوضح أن جناح العراق، يتضمن 85 متجراً، وتبلغ نسبة العراقيين العاملين فيه 80 %، ويتميز بأن تصميم بوابته يحاكي بوابة بابل التاريخية، مشيراً إلى أن زائر الجناح، ما إن يخطو خطوة في أروقته، حتى يحس أنه في زيارة عبر الزمن لبلاد الرافدين.

أما مي محمد، وهي مقيمة بالإمارات منذ 21 سنة، فتقول: لدي ارتباط وجداني بالقرية، أزورها سنوياً منذ دورتها الأولى، وفي كل عام أرصد التقدم والتوسع في الأنشطة والفعاليات، لا أظن أن متعة زيارة دبي تكتمل من دون جولة في القرية العالمية.

استكشاف

هذا، وتستقبل القرية العالمية ضيوفها يومياً، بدءاً من الساعة 4:00 مساءً، وتدعوهم لاستكشاف 30 جناحاً متنوّعاً، بما في ذلك الأجنحة الثقافية الجديدة «العراق» و«الأردن»، و«سريلانكا» و«بنغلاديش»، بالإضافة إلى الاستمتاع بأكثر من 250 من خيارات المطاعم، والخوض بأكثر من 200 جولة ألعاب ومغامرة، وحضور ما يزيد على 40,000 عرض ترفيهي، على امتداد الموسم. يمكن حضور هذه العروض في المسرح الرئيس ومسرح الأطفال، بجانب العروض المتجوّلة في كل أرجاء القرية العالمية.