أديبات إماراتيات: السرد النسائي يثري الهوية الثقافية

الأديبات المشاركات خلال الجلسة
الأديبات المشاركات خلال الجلسة

أكدت أديبات إماراتيات على أهمية الكتابة السردية النسائية في إبراز الهوية الثقافية لدولة الإمارات، ودورها في تقديم تجارب أدبية تعكس التنوع المجتمعي، وتسهم في بناء جسور التواصل الثقافي، مشيرات إلى أن السرد النسائي الإماراتي يحمل بصمات إبداعية متجددة، تتجاوز الأطر التقليدية، وتجمع بين الأصالة والحداثة.

جاء ذلك خلال جلسة بعنوان «السرد النسائي الإماراتي»، ضمن فعاليات معرض الشارقة الدولي للكتاب 2024، استضافت كلاً من أسماء الزرعوني، الكاتبة والشاعرة المخضرمة، والكاتبة والناقدة الدكتورة بديعة الهاشمي، ومنى عبد القادر آل علي، الكاتبة والمخرجة السينمائية، وأدارتها الإعلامية مانيا سويد.

وتناولت الجلسة التنوع في الكتابة السردية النسوية الإماراتية، مسلطةً الضوء على العوالم الأدبية الثرية التي صاغتها الكاتبات من أجيال مختلفة، وكيفية وضعهن بصمات واضحة على السرد الإماراتي المعاصر.

الكتابة للطفل

واستعرضت الدكتورة بديعة تجربتها الأدبية، موضحةً أن دخولها عالم الأدب بدأ من النقد الأكاديمي، الذي أشعل شغفها للكتابة، خاصة في أدب الطفل. وبيّنت أن بحثها العلمي حول الهوية الوطنية في أدب الأطفال، دفعها لكتابة قصص تعزز هذا الجانب.

مشيرةً إلى أن بعض أعمالها، مثل «مد وجزر» وقصص الأطفال التي حازت جوائز، تعكس التزامها بخلق قصص تربوية تحمل قيماً ثقافية. وأكدت أن الكتابة للطفل تتطلب وعياً خاصاً بمفردات عالم الطفولة وسلوكياتها، ما يجعلها تحدياً إبداعياً، يستدعي مزيداً من القرب من هذا العالم.

السينما مرآة النصوص الأدبية

وتحدثت الكاتبة والمخرجة منى آل علي، عن علاقتها الإبداعية بين الكتابة والإخراج السينمائي، موضحةً أن أعمالها الأدبية تولدت من شغفها بالفنون البصرية.

حيث توظف الصورة السينمائية لإبراز الأحداث في قصصها القصيرة، مشيرةً إلى أن الرواية تتطلب جهداً بحثياً عميقاً. كما أكدت أهمية تعزيز الهوية الوطنية في الأعمال الأدبية، داعية الكتّاب الإماراتيين للتركيز على إبراز تراثهم وثقافتهم، لضمان استمرار الهوية الثقافية في ظل العولمة.

دمج الخيال
وشاركت الكاتبة أسماء الزرعوني تجربتها الإبداعية الممتدة منذ الطفولة، مشيرةً إلى أنها استطاعت عبر أكثر من 30 رواية وقصة، أن تجمع بين الخيال والواقع، ما يجعل أعمالها مرآة لتجاربها الحياتية ومحيطها. وأكدت على أهمية الاعتماد على الذات لدى الكتّاب الناشئين.

والاستمرار في القراءة والبحث لتطوير مهاراتهم. كما سلطت الضوء على دعم المؤسسات الثقافية في الإمارات، ما ساهم في نهضة السرد النسائي، وتمكينه من الوصول إلى جمهور أوسع.

وعكست الجلسة عمق تجربة السرد النسائي الإماراتي، ودوره في الحفاظ على الهوية الثقافية، واستشراف مستقبل الأدب الذي يدمج بين الإرث والتجديد، ليظل مصدر إلهام للأجيال القادمة. فيما يواصل معرض الشارقة الدولي للكتاب فعالياته، بتنظيم من هيئة الشارقة للكتاب، في مركز إكسبو الشارقة، تحت شعار «هكذا نبدأ»، حتى 17 نوفمبر الجاري.