علماء يكتشفون «زر الإيقاف المؤقت» للحياة البشرية

اكتشف باحثون طريقة علمية من شأنها أن توقف نمو الأجنة البشرية بصورة مؤقتة بتقليل النشاط في سلسلة معينة من التفاعلات البيولوجية، وهو الأمر الذي وُصف بأنه «اختراق طبي محتمل» قد يحقق نتائج مفيدة في مجال التلقيح الصناعي وتقييم صحة الجنين.

وأوضح الباحثون، في دراسة نشر تفاصيلها موقع «ديلي ميل» البريطاني، أنه من خلال تقليل النشاط في سلسلة معينة من التفاعلات البيولوجية، يُمكن إيقاف الجنين المخصَّب مؤقتاً في مراحله الأولى بعد نحو أسبوع من الحمل عن الانغراس في جدار الرحم حتى تصبح الظروف مثالية، مشيرين إلى اعتمادهم على إبطاء إنتاج البروتين المشارك في النمو.

وأكدوا أنهم نجحوا في الحفاظ على الأجنة في تلك الحالة الخاملة لمدة 18 يوماً، وبعد ذلك عكسوا التوقف لاستئناف النمو الطبيعي، منوهين بأن التقنية الحديثة يمكن استخدامها لزيادة نجاح التلقيح الصناعي من خلال إنشاء نافذة زمنية أكبر لتقييم صحة الجنين وتحسين فرص الانغراس في الرحم.

ووجد الفريق البحثي من معهد ماكس بلانك في برلين ومعهد التكنولوجيا الحيوية الجزيئية (IMBA) التابع للأكاديمية النمساوية للعلوم في فيينا أن ثمة طريقة لتحفيز حالة تشبه السكون بشكل مصطنع في الخلايا الجذعية البشرية والأورام الأريمية المزروعة في المختبر، ما مكَّنهم من تغيير نشاط سلسلة التفاعلات المعروفة باسم «الشلال الجزيئي».

وقال نيكولاس ريفرون، المؤلف المشارك في الدراسة من معهد التكنولوجيا الحيوية الجزيئية التابع للأكاديمية النمساوية للعلوم في فيينا، في بيان: «على الرغم من أننا فقدنا القدرة على الدخول في حالة الخمول بشكل طبيعي، فإن هذه التجارب تشير إلى أننا احتفظنا بهذه القدرة الداخلية ويمكننا في النهاية إطلاقها».

وأضاف ريفرون: «من المعروف أن الخضوع لتطور أسرع يزيد معدل نجاح التلقيح الاصطناعي في المختبر، ويمكن أن يؤدي تعزيز نشاط mTOR إلى تحقيق ذلك»، موضحاً أن تعلم كيفية الاستفادة من هذه القدرة المخفية داخل خلايانا يمكن أن يكون له آثار كبيرة على علاجات الصحة الإنجابية مثل التلقيح الاصطناعي.

وتابع: «من ناحية أخرى، فإن تحفيز حالة الخمول أثناء إجراء التلقيح الاصطناعي يمكن أن يوفر نافذة زمنية أكبر لتقييم صحة الجنين ومزامنته مع الأم من أجل غرس أفضل داخل الرحم».

وأبدى الباحثون تفاؤلاً بشأن هذا الإنجاز العلمي الذي يمكن أن يؤدي إلى تقدم في علاجات الصحة الإنجابية، لكنهم أكدوا أن الأمر سوف يستغرق المزيد من البحث لصقل القدرة على التحكم في هذه الآلية وإحداث السبات بأمان.