كشفت دراسة حديثة عن الآثار السلبية المتزايدة لطفرة الذكاء الاصطناعي على الصحة العامة والبيئة، متوقعة أن يؤدي تلوث الهواء الناتج عن عمليات مراكز البيانات ومحطات الطاقة إلى ما يصل إلى 1300 حالة وفاة مبكرة سنويًا في الولايات المتحدة بحلول عام 2030.
وتشير التقديرات إلى أن التكاليف الصحية المرتبطة بذلك، بما في ذلك علاج الأمراض المزمنة مثل السرطان والربو، قد تصل إلى 20 مليار دولار سنويًا، وفقا لموقع ndtv.
الدراسة، التي أعدها علماء من جامعة كاليفورنيا ريفرسايد ومعهد كاليفورنيا للتكنولوجيا، حذرت من أن البنية التحتية اللازمة لتشغيل أنظمة الذكاء الاصطناعي، مثل مراكز معالجة البيانات والمولدات الاحتياطية، تمثل مصدرًا رئيسيًا للملوثات الهوائية التي تؤثر على صحة البشر.
مخاطر
بحسب البروفيسور شاولي رين، الأستاذ المشارك في جامعة كاليفورنيا ريفرسايد وأحد معدي الدراسة، فإن شركات التكنولوجيا غالبًا ما تركز في تقاريرها البيئية على انبعاثات الكربون فقط، متجاهلة الملوثات الأخرى التي تُحدث تأثيرات خطيرة على الصحة العامة.
وقال رين: "هذه الملوثات تخلق أعباء صحية ملموسة، لكنها غير مدرجة في تقارير الاستدامة لتلك الشركات".
تأثير
وأوضحت الدراسة أن تأثير تلوث الهواء الناتج عن مراكز البيانات يمتد بشكل غير عادل إلى المجتمعات ذات الدخل المنخفض، التي تكون غالبًا أقرب إلى محطات الطاقة أو المولدات الاحتياطية، كما أن التلوث لا يبقى محصورًا في مناطق معينة، بل ينتشر عبر حدود الولايات، ما يعمق المشكلة الصحية على نطاق وطني.
توصيات
دعا الباحثون شركات التكنولوجيا إلى تبني معايير شفافة للإبلاغ عن انبعاثات الملوثات الهوائية، وتعويض المجتمعات المتضررة من تلوث الهواء الناتج عن استهلاك الطاقة في مراكز البيانات.
وشدد الباحثون على أهمية تطوير حلول مستدامة للحد من الآثار البيئية لهذه الطفرة التكنولوجية، مثل استخدام مصادر طاقة نظيفة وتقنيات تقلل من الانبعاثات.
في ظل التسارع الكبير لتطور الذكاء الاصطناعي، تسلط هذه الدراسة الضوء على ضرورة التوازن بين التقدم التكنولوجي والمسؤولية البيئية والاجتماعية، لضمان حماية صحة الإنسان والكوكب على حد سواء.