اعتُقد أنه علامة على الاكتئاب.. ماذا يعني فقدان حاسة الشم؟

كشفت دراسة علمية حديثة أعراضاً تتعلَّق بفقدان حاسة الشم، مؤكدةً ارتباط مشكلات إدراك الرائحة بمجموعة من المشكلات الصحية.

وأوضحت الدراسة، التي نشر تفاصيلها موقع صحيفة «ذي غارديان» البريطاني، أن الأشخاص الذين يولدون بدون حاسة الشم يتنفسون بشكل مختلف عن أولئك الذين يتمتعون بها، مشيرةً إلى اعتقادات قديمة بشأن ذلك، إذ ربطت دراسات فقدانها بالاكتئاب، والشعور بالعزلة الشخصية، وحتى زيادة خطر الموت المبكر.

وقال البروفيسور نعوم سوبل، أحد مؤلفي الدراسة: «هناك فكرة مفادها أن هذه الحاسة غير مهمة على الإطلاق، ومع ذلك إذا فقدتها، فإن الكثير من الأشياء السيئة تحدث؛ لذا يبدو الأمر وكأنه مفارقة».

وذكر الفريق البحثي أنهم درسوا 21 شخصاً مصابين بفقدان الشم الخلقي، ما يعني أنهم لم يتمكنوا من الشم منذ الولادة، و31 شخصاً أبلغوا عن ضعف حاسة الشم، وأمضى كل مشارك 24 ساعة يمارس حياته الطبيعية أثناء ارتداء جهاز يناسب فتحات أنفه ويقيس تدفق الهواء.

وكشفت البيانات أن المشاركين الذين لديهم حاسة شم عاملة استنشقوا المزيد من الروائح أثناء الاستنشاق مقارنة بأولئك الذين يعانون فقدان حاسة الشم، وهو الأمر الذي اقترحه الفريق أنه قد يكون استجابة للروائح في البيئة.

وتم دعم الفكرة من خلال تجربة أخرى كشفت أن هذه الاستنشاقات الإضافية لم تحدث بين الأشخاص الذين لديهم حاسة شم عاملة عندما كانوا في بيئة خالية من الروائح.

ووجد الباحثون أنه عندما يكون المشاركون الذين يعانون فقدان حاسة الشم مستيقظين، كانت لديهم فترات توقف أكثر أثناء التنفس وتدفق ذروة أقل أثناء الزفير مقارنة بمن لا يعانون هذه الحالة، فضلاً عن اختلافات أخرى في أنماط تنفسهم أثناء النوم، وهي الفترة التي لاحظها الفريق عندما تظل الروائح المحيطة ثابتة إلى حد كبير.

وأدخل الباحثون البيانات في خوارزمية التعلم الآلي، ووجدوا أنها كانت قادرة على التنبؤ بما إذا كان المشارك يعاني فقدان حاسة الشم أم لا بدقة إجمالية بلغت 83%.

لكن الدراسة بها بعض الإشكالات، بما في ذلك صغر حجمها، وعدم أخذها بعين الاعتبار التنفس عبر الفم، وعدم قدرتها على إثبات أن الاختلافات في أنماط التنفس تؤدي إلى مشكلات صحية لدى الأشخاص الذين يعانون فقدان حاسة الشم.

وعلاوة على ذلك، لم يشمل الفريق سوى الأشخاص الذين ولدوا بدون حاسة الشم، برغم أنه يجري الآن أبحاثاً مع أشخاص فقدوها في وقت لاحق من حياتهم.

وفي حين أكد الفريق أن هناك أسباباً محتملة أخرى للارتباط بين فقدان الشم والمشكلات الصحية، فإنهم يقولون إن الاختلافات في أنماط التنفس يمكن أن تكون عاملاً مسهماً، ما قد يؤثر في الصحة البدنية والعقلية، بما في ذلك من خلال التغيرات في نشاط الدماغ.

وقال سوبل إن الفكرة كانت لها الأسبقية. وأضاف: «إذا لم تتنهد فسوف تموت؛ لذا فإن فكرة أن أنماط التنفس قد تكون مؤثرة حقاً ليست بعيدة المنال».