السوق العائم.. تجربة طعام استثنائية في القرية العالمية

«القرية العالمية».. مرافق أخّاذة لمتعة الزوار
«القرية العالمية».. مرافق أخّاذة لمتعة الزوار

تصطف منافذ الطعام في القرية العالمية بدبي، على هيئة قوارب خشبية ذات اليمين وذات اليسار، فوق المياه الهادئة، تتلألأ أضواؤها المدلاة، وعلى متنها يقف طهاة مهرة، يستقبلون الناس بابتسامات ترحيب دافئة، ويعدون بكل شغف أشهى الوصفات التقليدية والمنتسبة إلى تراث المطبخ الآسيوي العريق.

هنا السوق العائم، حيث يحظى زوار القرية بتجربة فريدة لتذوق المأكولات البحرية على الطريقة التايلاندية، أو «السوشي الياباني»، أو الجمبري مع الكاجو على الطريقة الصينية، أو كعكة المانجو الفلبينية، فضلاً عن الأطباق المقلية مثل الباد تاي، والسبرينغ رولز، وساتاي اللحم، والنودلز.

وتعد الأطباق البحرية هي الأكثر شهرة في السوق العائم، وتحظى بنصيب الأسد من إقبال الزوار، ومن أشهرها القريدس المشوي، وسرطان البحر، والمحار، ويتم تحضير هذه الأصناف أولاً بأول، لضمان أن تكون طازجة لدى تناولها.

أما المشروبات فتتضمن العصائر الطبيعية بنكهات فواكه الأفوكادو والمانجو وجوز الهند والبابايا وتقدم غالباً في أكواب مصنوعة من الخيزران أو جوز الهند، مما يضيف لمسة تراثية جذابة.

ويضم السوق العائم 32 منفذاً تقدم خيارات واسعة من الأطعمة الآسيوية، ونظراً للإقبال الكبير عليه من قبل زوار القرية، فقد جرى تجديده وفق تصاميم هندسية عززت من جمالياته مع مراعاة إضافة مساحات جديدة إليه.

تداعب رائحة الأطعمة الشهية حواس الزائر للسوق، في حين تنظر عيناه خيارات الطعام المعروضة، وبوسعه أيضاً أن يطلب تذوق بعضها، فهذا من الأمور المرحب بها، ومتى يصل إلى مقعده يمكنه أن يطلب ما لذ وطاب.

ويحقق تصميم السوق بعد تجديده هذا العام، المتعة البصرية لرواده، فالأضواء الملونة وانعكاساتها على صفحة الماء، والموسيقى الآسيوية التراثية، وعروض الليزر، كلها مجتمعة تعطي إحساساً بالسكينة والهدوء.

ولا يقتصر الهدف من السوق على أنه منفذ لبيع الأطعمة، فزيارته تشكل تجربة ثقافية متكاملة، إذ يعكس الطعام عادات وطبائع المجتمعات، فعلى سبيل المثال يعتقد الكثيرون أن مسحوق الكاري يجلب الحظ، فيما تعتبر عيدان تناول الطعام الصينية رمزاً ثقافياً مهماً ويدل على القوة والقدرة على التحكم.

وحتى تكتمل التجربة الثقافية، فإن إدارة القرية راعت في تصميم السوق أن يحاكي الأسواق العائمة في جنوب شرق آسيا، إذ تزين مداخله نقوش التنين، وهناك دكة للتصوير إلى جوار تنين ضخم خلفه البحيرة، ويطل زوار السوق .

بالإضافة إلى ذلك، على منظر عريض مفتوح للأجنحة الثقافية في القرية، فضلاً عن المساحات الخضراء الجديدة.. وهكذا تتحقق ثلاثية الخضرة والماء والطعام الحسن.

ويتيح تصميم السوق لمرتاديه التفاعل مباشرة مع الطهاة، وتجاذب أطراف الحديث وإياهم، وتلقي مقترحاتهم حول أشهى المأكولات، وهو الأمر الذي يؤدي إلى رواج المعروضات وتوفير فرص استثنائية لأصحاب العلامات التجارية في مجال المطاعم لتوسيع أعمالهم، خصوصاً وأن السوق يرتاده المقيمون في دبي والسياح الذين يتوافدون عليها من كل الجنسيات.

وهكذا يوفر السوق العائم تجربة غير تقليدية لضيوفه من السواح، حيث يعرض لهم مفهوم الأسواق العائمة الشهيرة في دول جنوب شرق آسيا، مما يعطيهم شعوراً بأنهم ارتحلوا إلى هذه البقاع الساحرة من الأرض، في حين أنهم لم يغادروا دبي التي تجتمع الدنيا بأسرها في أحضانها.