من الأرض المتوترة إلى الفضاء المشترك.. مهمة أمريكية-روسية جديدة

في إطار تعاون مستمر رغم الخلافات السياسية، يستعد رائد فضاء من ناسا ورواد فضاء روس للانطلاق في مهمة مشتركة إلى محطة الفضاء الدولية (ISS) تستمر ثمانية أشهر.

جاءت هذه الخطوة في وقت لا تزال فيه العلاقات بين واشنطن وموسكو متوترة، خاصة مع استمرار النقاش حول الصراع في أوكرانيا. ومع ذلك، يبدو أن التعاون الفضائي بين البلدين يسير بمسار منفصل، حيث يخطط الطرفان لمهمة سير في الفضاء لاحقًا هذا العام.

ومن المقرر أن ينضم رائد الفضاء الأمريكي كريس ويليامز، في أول رحلة فضائية له، إلى الرائدين الروسيين سيرجي كود سفيرشكوف وسيرجي ميكاييف على متن مركبة "سويوز إم إس-28" التابعة لوكالة "روسكوسموس"، والمقرر إطلاقها في نوفمبر 2025.

وستكون هذه المهمة اختبارًا آخر للتعاون الدولي في الفضاء، خاصة بعد الحوادث الأخيرة التي تأخر فيها عودة رواد فضاء أمريكيين بسبب أعطال فنية، ما أجبرهم على البقاء في المدار لفترة أطول بكثير من المخطط لها.

وخلال المهمة، سيقوم ويليامز بإجراء تجارب علمية وتقنية تهدف إلى تمهيد الطريق لاستكشاف الفضاء مستقبلًا، بينما تواصل ناسا الاعتماد على محطة الفضاء الدولية كمنصة حيوية للأبحاث حتى نهاية عقدها التشغيلي المتوقع بحلول عام 2030.

يأتي هذا التعاون في وقت تتسارع فيه الخطط التجارية للفضاء، بدءًا من مشاريع مثل "الحديقة الفضائية" التي يقودها جيف بيزوس، وصولًا إلى طموحات إيلون ماسك في تعزيز السفر الفضائي. ورغم التحديات، تبقى محطة الفضاء الدولية رمزًا للتعاون العلمي الذي يتجاوز الحدود السياسية.

يذكر أنه تم اختيار ويليامز كرائد فضاء لدى وكالة ناسا في عام 2021، وتخرج مع الدفعة 23 من رواد الفضاء في عام 2024. بدأ التدريب على أول مهمة طيران له في محطة الفضاء فور الانتهاء من تدريب مرشح رائد الفضاء الأولي.

وُلد ويليامز في مدينة نيويورك، حصل على درجة البكالوريوس في الفيزياء من جامعة ستانفورد في كاليفورنيا، ودرجة الدكتوراه في الفيزياء من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا في كامبريدج، حيث ركز بحثه على الفيزياء الفلكية.

أكمل ويليامز تدريبه في الفيزياء الطبية في كلية الطب بجامعة هارفارد في بوسطن. كان يعمل فيزيائيًا سريريًا وباحثًا في مستشفى بريغهام في بوسطن عندما تم اختياره رائد فضاء.