تؤكد الحجوزات الأولية وتوقعات شركات الطيران والخبراء، ارتفاع حركة السفر من وإلى دبي إلى أعلى مستوياتها خلال عطلة عيد الفطر التي تتزامن مع عطلة الربيع في الإمارات في ظل زيادة استثنائية في الطلب على السفر من قبل العائلات والأفراد.
وأظهر رصد «البيان» لأسعار التذاكر المعلنة على مواقع الحجز الإلكتروني، وعلى مواقع شركات الطيران، أن أسعار تذاكر السفر المغادرة مع بداية عطلة العيد، شهدت ارتفاعاً بنسب متفاوتة تتراوح بين 25 و65 %، مقارنة بمتوسط أسعار الرحلات قبيل شهر رمضان، وقد تتجاوز ذلك على بعض الوجهات التي تشهد طلباً مرتفعاً على السفر.
وبحسب مواقع الحجز الإلكتروني، سجلت أسعار تذاكر السفر على وجهات محددة ارتفاعات كبيرة، مقارنة بالأيام التي سبقت شهر رمضان، لا سيما على وجهات مثل مصر والأردن ولبنان والعراق، بالإضافة إلى ارتفاع الطلب على السعودية منذ بداية رمضان بغرض العمرة، وعلى بعض الوجهات الأجنبية في أوروبا وآسيا لا سيما للعائلات التي ترغب في الاستفادة من الإجازة في برامج سياحية خارجية.
ووفقاً لبيانات المواقع الشبكية لحجز التذاكر، فإن أسعار التذاكر للرحلات (ذهاباً وإياباً) قفزت بالتوازي مع ارتفاع الطلب، وعلى سبيل المثال تراوحت أسعار تذاكر السفر من مطار دبي إلى القاهرة على أن يتم السفر قبيل عطلة العيد والعودة بعد انتهاء العطلة بين 2500 - 4700 درهم، في حين تراوحت أسعار تذاكر السفر على الرحلات من وإلى عمّان بين 2600 إلى 3300 درهم، وإلى بغداد تراوحت الأسعار بين 1500 إلى 3500 درهم، وتراوح متوسط سعر التذكرة على الرحلات من دبي إلى جدة في الاتجاهين بين 1100 إلى 2300 درهم، وبلغ متوسط سعر الرحلة ذهاباً وإياباً من مطار دبي إلى هيثرو لندن من 5500 إلى 6700 درهم، ومن دبي إلى إسطنبول 2400 إلى 4800 درهم، ومن دبي إلى المغرب ذهاباً وإياباً يتراوح سعر تذكرة السفر 2500 إلى 3300 درهم ومن دبي إلى مسقط ما بين 600 إلى 1500 درهم. علماً أن هذه الأسعار تتغير بشكل مستمر بحسب تاريخ الحجز ووقت الحجز ووقت الرحلة.
وتستعد شركات الطيران بشكل مسبق لذروة الموسم عبر إعادة جدولة رحلاتها للاستفادة من موسم الذروة وتلبية حجم الطلب المتزايد على السفر، من خلال إعادة توزيع طائراتها على بعض المحطات وتشغيل طائرات ذات سعة مقعدية أكبر على الوجهات التي تشهد زيادة في الطلب.
وقال مسؤولو شركات سياحة وسفر إن حجوزات تذاكر الطيران تشهد ارتفاعاً تدريجياً مع اقتراب عطلة الربيع التي ستكون في الثلث الأخير من شهر رمضان وستصل إلى ذروتها قبيل عطلة عيد الفطر في ظل ارتفاع الطلب على السفر إلى وجهات إقليمية وأوروبية وآسيوية. وأضاف المسؤولون إن الحجز المبكر يعتبر أفضل طريقة لتجنب الحصول على تذاكر سفر بأسعار مرتفعة، مشيرين إلى أن ميزة الحجز المبكر أنها تمكن المسافر من الحصول على أسعار الدرجات الدنيا من الفئة نفسها التي قد يصل سعر التذكرة فيها إلى الضعف في حال كان الحجز في اللحظات الأخيرة.
الوجهات الأكثر طلباً
وقال مأمون حميدان، الرئيس التنفيذي للأعمال في «ويجو»: إنه مع قدوم عطلة العيد والإجازة المدرسية ارتفع الطلب على الحجوزات بشكل كبير من وإلى الإمارات، حيث يستغل المسافرون هذه العطلة لزيارة العائلة، استكشاف وجهات سياحية جديدة، مشيراً إلى أن وجهات هذا الموسم تعكس مزيجاً من الروابط الثقافية والأسعار التنافسية وخيارات السفر الترفيهية.
وأضاف: «تشمل الوجهات الأكثر طلباً بين المسافرين من الإمارات: الهند، وباكستان، ومصر، والسعودية، والفلبين، ونيبال، وتايلاند، والأردن، والمغرب، وتركيا، وهي وجهات مفضلة نظراً لسهولة الوصول إليها، وتوفر الرحلات المباشرة، والسياسات الميسرة للتأشيرات للمقيمين في الإمارات».
وأشار إلى أن أسعار التذاكر شهدت ارتفاعاً بسبب زيادة الطلب خلال فترة العيد. كما أن الرحلات إلى مصر والأردن تحظى بطلب قوي نظراً لشعبيتها كوجهات للزيارات العائلية والسياحية.
وأضاف: «أما الوجهات السياحية مثل تايلاند وتركيا، فلا تزال خياراً جذاباً، حيث تبقى أسعار التذاكر فيها تنافسية مقارنة بمواسم الذروة الصيفية، مما يجعلها مثالية لقضاء العطلات. وفي المقابل، يظل الطلب على السفر إلى الفلبين ونيبال مرتفعاً، مع تباين أسعار التذاكر حسب شركات الطيران وخيارات الترانزيت».
وقال إنه بالنسبة لأولئك الذين يبحثون عن تجربة ثقافية أو مغامرة في وجهة جديدة، يكتسب المغرب شعبية متزايدة. أما السعودية، فتبقى ضمن الوجهات الأكثر طلباً، خصوصاً مع تزايد أعداد المسافرين لأداء العمرة خلال الأيام العشرة الأواخر من رمضان.
ونصح حميدان المسافرين الراغبين في الحصول على أفضل الأسعار بالحجز المبكر أو البحث عن خيارات بديلة للمسارات الجوية للحصول على أسعار تنافسية، ومن المتوقع أن تكون عطلة العيد فترة نشطة جداً للسفر، حيث تعمل شركات الطيران على زيادة السعة الاستيعابية لتلبية الطلب المتزايد.
وقال ياسين دياب مدير عام «وكالة الفيصل للسفريات والسياحة»، إن تزامن عطلتي الربيع المدرسية مع إجازة عيد الفطر، في نهاية مارس المقبل، رفع الطلب على تذاكر الطيران للسفر من وإلى الإمارات، مشيراً إلى أن معدل الطلب أكبر من مستوياته مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي.
وأضاف إن الطلب يكون في ذروته في الأسبوع الأخير من مارس وحتى منتصف أبريل في ظل وجود رغبة كبيرة بالسفر خلال هذه الفترة، سواء لزيارة الأهل والأقارب أم لقضاء عطلات سياحية.
وقال إن الطلب يتركز على مصر، والأردن، ولبنان، وغيرها من المحطات العربية، إلى جانب وجهات سياحية قريبة نسبياً في شرق أوروبا وجنوب آسيا، مشيراً إلى أن ارتفاع الطلب انعكس على الأسعار التي ارتفعت بالتوازي مع ارتفاع الطلب. وتشهد أسعار التذاكرارتفاعاً كبيراً مع زيادة الطلب، مشيراً إلى أن الفروق السعرية بين الطيران التجاري والاقتصادي تكاد تختفي بسبب الطلب الكبير.
