في عيد الفطر المبارك، يزداد الإقبال على شراء مختلف أنواع الأسماك وخاصة الرنجة لتناولها خلال أيام العيد في مصر.
ويحرص المصريون على شراء "الفسيخ" و"الرنجة" لتناولهما كإحدى الوجبات المفضلة في أول أيام عيد الفطر المبارك، وتُتوِج الأسماك المُملحة موائد كثير من المصريين في عيد الفطر، فيما يبدو وكأن ذلك طقس احتفالي تتشارك فيه العائلات، فيُجاورون أسماكهم المملحة بأطباق الخس، والبصل الأخضر، والكثير من الليمون والخبز الطازج، بما يليق بمائدة احتفالية تُواكب أجواء العيد وبهجته.
فما السر وراء حرص المصريين على تناول هذه الأسماك خلال العيد؟
يعد تناول الأسماك المملحة "الفسيخ" و"الرنجة" عادة مصرية قديمة منذ زمن الفراعنة، وكان يتم تناولها في مصر القديمة في فترات مختلفة منها الأعياد. وسُمي "الفسيخ" نسبة لطريقة صنعه، لأنه عند إضافة الملح للأسماك وتخزينها تتفسخ من الداخل، وتصبح شديدة التفكك.
لذا أصبح من المعتاد في مصر بعد انتهاء شهر رمضان الكريم، يبدأ الكثير من المصريين في تناول وجبات الأسماك المملحة "الرنجة" و "الفسيخ"، وتحديداً في أول أيام عيد الفطر المبارك، وهي عادة قديمة ومتوارثة.
ويتم الإقبال على شراء هذه الأسماك من مدينة نبروه، التابعة لمحافظة الدقهلية شمال مصر، كونها أشهر وأقدم مدينة تقوم بتصنيع "الفسيخ" و"الرنجة".
ويشير تقرير صادر عن معهد بحوث تكنولوجيا الأغذية التابع لمركز البحوث الزراعية، إن عملية التصنيع على النطاق التجاري من أسماك الهرنج المستوردة التي تُباع بصورة مجمدة، حيث يتم صهرها جزئيًا من حالة التجميد ثم يجري تمليحها تمليحاً جافاً في طبقات متبادلة من هذه الأسماك على أن تكون الطبقة السفلى والعليا من ملح الطعام وذلك في براميل خشبية أو بلاستيكية ولمدة تصل إلى 48 ساعة.
ومن المفارقات العجيبة أن الإقبال على تناول "الفسيخ" و"الرنجة" كل عام يواكبه تحذيرات من وزارة الصحة المصرية، التي نشرت عبر صفحتها الرسمية على مواقع شبكات التواصل "الاجتماعي" تحذيرات لبعض الفئات من تناول تلك الأكلة، منهم مرضى الكلى، التي أوصت الوزارة بابتعادهم عن تناول "الفسيخ" و"الرنجة" في عيد الفطر نظراً لاحتواء هذه الأسماك على كمية كبيرة من الملح الذي يتسبب في تخزين المياه داخل الجسم، موضحة أن تخزين المياه داخل الجسم يتسبب في مشاكل في التنفس.