في سياق نقاش محتدم على الإنترنت حول تأشيرة العمل H-1B وإصلاح قوانين الهجرة في الولايات المتحدة، أثار الملياردير إيلون ماسك جدلًا واسعًا بعد رده الناري على أحد مؤيدي الرئيس السابق دونالد ترامب.
ماسك، الذي قاد العديد من الابتكارات التكنولوجية بفضل نظام الهجرة الأمريكي، لم يتردد في التعبير عن رأيه بطريقة مباشرة وصادمة.
جاءت الواقعة بعد أن شارك مستخدم يدعى ستيف ماكي مقطع فيديو قديمًا لماسك يناقش فيه حدود التعليم، محاولًا توظيف تصريحاته لتعزيز خطاب معاد لتأشيرة H-1B.
رد ماسك على التغريدة بشكل حاد، قائلًا: "السبب وراء وجودي في أمريكا، مع العديد من الأشخاص الذين أسهموا في بناء شركات مثل سبيس إكس وتسلا، هو تأشيرة H-1B. خذ خطوة كبيرة إلى الوراء واذهب إلى الجحيم. سأقاتل من أجل هذه القضية التي يبدو أنك لا تفهمها".
بعد الرد القاسي، حاول المستخدم تخفيف حدة النقاش، مؤكدًا أنه من أشد المعجبين بماسك: "أنا أكبر معجب بإيلون على هذا الكوكب، وسأظل كذلك دائمًا. ولكن يمكنني أن أختلف مع الأشخاص الذين أقدرهم".
لم يكن هذا النقاش الوحيد الذي أثار اهتمام ماسك. ففي وقت سابق، دعا علنًا إلى استئصال "العنصريين البغيضين" من الحزب الجمهوري، وكتب على منصة X (تويتر سابقًا): "يجب إزالة هؤلاء الأشخاص من الحزب، من الجذور والجذع".
وماسك، المعروف بدفاعه عن جلب أفضل المواهب العالمية إلى الولايات المتحدة، أكد مرارًا أن الابتكار في بلاده يعتمد على سياسة هجرة مرنة، هذا الموقف جعله في مواجهة مباشرة مع بعض الجمهوريين المتشددين، الذين يرون في الهجرة تهديدًا للوظائف الأمريكية.
تأتي هذه التصريحات في وقت تشهد فيه الولايات المتحدة انقسامًا حادًا حول سياسة الهجرة، حيث يسعى بعض الحلفاء الجمهوريين إلى فرض قيود صارمة على الهجرة القانونية، بما في ذلك تأشيرات H-1B. ومع ذلك، يرى ماسك أن استقطاب المواهب الأجنبية هو أحد العوامل التي جعلت أمريكا "قوية ومبتكرة".
الجدل حول الهجرة يعكس الانقسام العميق في الحزب الجمهوري، حيث يخشى البعض أن يؤدي تبني سياسات متشددة إلى فقدان الحزب لجاذبيته أمام الناخبين الشباب والمعتدلين. ماسك، بشخصيته الجريئة وتصريحاته الحادة، يضع نفسه في قلب هذا النقاش، مما يعكس أهمية دور التكنولوجيا والهجرة في تشكيل مستقبل السياسة الأمريكية.