غداة الحدث الأشد خطورة منذ إعلان اتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل في 28 نوفمبر من العام الماضي، الذي تمثل بإطلاق 5 صواريخ من جنوب لبنان باتجاه مستعمرة المطلة في شمال إسرائيل، قالت مصادر سياسية لـ«البيان»: إن مكمن الخطورة في مجريات الجنوب اللبناني تمثل في استحضار جهة مشبوهة ظاهرة الصواريخ المجهولة الهوية والمصدر، لاستهداف إسرائيل من جنوب الليطاني، ووضع لبنان الرسمي في موقف حرج، مع تسارع خطر احتمالات تجدد الحرب الإسرائيلية على الجنوب والعمق، بما فيه بيروت نفسها، وفق تهديد وزير الجيش الإسرائيلي بمعادلة «بيروت مقابل المطلة».
ومنذ الطلقة الأولى للصواريخ مجهولة المصدر، بدأت إسرائيل بقصف وصفته بالمرحلة الأولى من تصعيد يضع بيروت مقابل «المطلة». ومع تقدم المعلومات عن رفع مسؤولية «حزب الله»، تلاشت المراحل التالية، وبدأ الجيش اللبناني عمليات مسح وتفتيش، عثر من خلالها على 3 منصات صواريخ بدائية الصنع، في المنطقة الواقعة شمال نهر الليطاني بين بلدتَي كفرتبنيت وأرنون-النبطية، وعمل على تفكيكها.
وفي محصلة المشهد، فإن المعطيات المتصلة بالملف الحدودي الجنوبي تشير إلى مخاوف من خطة إسرائيلية لتوسيع الواقع الاحتلالي في الجنوب، بما يضع العهد والحكومة أمام امتحان قاسٍ ومبكر.
الصواريخ اللقيطة
ولليوم الثاني على التوالي، بقي الجواب عن السؤال المرتبط بمن أطلق الصواريخ الخمسة من جنوب لبنان مجهولاً، تماماً كمصير هذه الصواريخ، إلا أن الأكيد، بحسب قول مصادر لـ«البيان»، أن الصواريخ التي أُطلقت تجاه إسرائيل لا تزال «لقيطة»، إذ لم تجد من يتبنى إطلاقها، ذلك أن «حزب الله» نفى أي علاقة له بها.