ترامب يتحرك لتسوية في لبنان و«نقطة شائكة» تعرقل الاتفاق

تصاعد الدخان بعد غارة إسرائيلية على مبنى في حي الطيونة جنوب بيروت
تصاعد الدخان بعد غارة إسرائيلية على مبنى في حي الطيونة جنوب بيروت

وكالات

دخلت مساعي حل الصراع الدائر في لبنان بين إسرائيل و«حزب الله» مرحلة الأوراق التفاوضية لأول مرة منذ توسع الحرب أواخر سبتمبر الماضي بعد تسلم رئيس البرلمان نبيه بري اقتراحاً أمريكياً مكتوباً، تلته نقاشات مع الأمريكيين و«حزب الله» الذي سبق له أن فوض بري بالمفاوضات، بينما أبلغ الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو دعمه التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في لبنان، في حين تحدث تقرير لصحيفة «وول ستريت جورنال» عن نقطة شائكة تقف حائلاً دون إتمام التسوية، بينما تحدثت تقارير عن بدء إسرائيل المرحلة الثانية من العملية البرية.

وبحسب الصحيفة الأمريكية، فإن الخطوط العريضة لمقترح التسوية في لبنان تنص على نقل «حزب الله» قواته وأسلحته إلى شمال نهر الليطاني، وأن الجيش اللبناني وقوات «اليونيفيل» ستعمل وفقاً للخطة على منع عودة حزب الله لجنوب لبنان.

وقالت «وول ستريت جورنال» إن «النقطة الرئيسية العالقة هي ضمان قدرة إسرائيل على فرض اتفاق وقف إطلاق النار في حال فشلت الأمم المتحدة والجيش اللبناني في القيام بذلك».

وقالت هيئة البث الإسرائيلية إن وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر التقى ترامب وكبار المسؤولين في إدارته، وناقش معهم مجموعة واسعة من القضايا.

وأضافت: «أعطى ترامب الضوء الأخضر رسمياً لمواصلة محاولة التوصل إلى تسوية بشأن لبنان». ونقلت الهيئة الإسرائيلية عن مصدر مطلع على المحادثات أن الرئيس الأمريكي المنتخب قال لديرمر: «أريدك أن تتوصل إلى اتفاق بشأن لبنان.. ليس لدي أي اعتراضات على المخطط الحالي». وأشارت هيئة البث إلى أن اجتماع ترامب وديرمر «عقد حتى قبل اجتماع ديرمر مع كبار مسؤولي الإدارة الأمريكية هذا الأسبوع».

يأتي هذا وسط تقارير عن قيام السفيرة الأمريكية لدى لبنان ليزا جونسون بتسليم رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري مسودة مقترح هدنة لوقف القتال بين «حزب الله» وإسرائيل، من دون الخوض في تفاصيل، بينما ينتظر أن يرد لبنان على الورقة الأمريكية «قريباً جداً» بورقة مكتوبة أيضاً تتضمن ملحوظات الجانب اللبناني. وقد أكد بري تسلمه المقترح الأمريكي، نافياً أن يكون هذا المقترح قد تضمن أي نوع من حرية الحركة للجيش الإسرائيلي في لبنان، جازماً بأن الأمريكيين وغيرهم يعرفون أنه أمر غير مقبول ولا يمكن حتى النقاش فيه بالمبدأ، وأنه لا يمكن أن نقبل بأي مساس بسيادتنا، كما نفى بري أن يكون المقترح متضمناً نشر قوات أطلسية أو غيرها في لبنان.

نص غير مقبول

وكشف بري أن المقترح يتضمن نصاً «غير مقبول لبنانياً»، وهو مسألة تأليف لجنة إشراف على تنفيذ القرار 1701، تضم عدداً من الدول الغربية، وقال: «هناك نقاش دائر الآن حول الآلية البديلة المقترحة، ونحن لن نسير فيها، فهناك آلية واضحة موجودة لا مانع من تفعيلها»، في إشارة منه إلى القوة الدولية العاملة في جنوب لبنان، التي تتولى مراقبة تنفيذ القرار الصادر في أعقاب حرب عام 2006.

وحرص بري على تأكيد أن النقاش جارٍ بالفعل حول هذه التفاصيل، وأن «الجو إيجابي، والعبرة بالخواتيم»، وأشار إلى أن قدوم المبعوث الأمريكي آموس هوكستين إلى لبنان «رهن بتطور المفاوضات وتقدمها».

وتتواصل المفاوضات الهادفة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل و«حزب الله» في لبنان، بينما أكدت مصادر مطلعة أن بيروت مصممة على التطبيق الكامل للقرار 1701 مع وجود خلافات على بعض النقاط، أبرزها شرط أمريكي مرتبط بخرق الاتفاق.

رد «حزب الله»

وقالت هيئة البث الإسرائيلية نقلاً عن مسؤول إسرائيلي إن «رد حزب الله على المقترح لوقف إطلاق النار متوقع خلال أيام، لكن نتوقع الرفض الكامل للنص». وأوضحت أن مشروع الاتفاق بين إسرائيل ولبنان يتضمن إقرار الطرفين بأهمية قرار الأمم المتحدة رقم 1701، وأنه يعطي للطرفين حق الدفاع عن النفس إذا لزم الأمر. ووفق مشروع الاتفاق، فإن الجيش اللبناني هو القوة المسلحة الوحيدة بالجنوب مع اليونيفيل، وأن أي بيع للأسلحة إلى لبنان أو إنتاجها داخله ستشرف عليه الحكومة، مشيرة إلى أنه وفق مشروع الاتفاق سيتعين على إسرائيل سحب قواتها من جنوب لبنان خلال 7 أيام.

وقالت صحيفة «وول ستريت جورنال»: «إن قوات الجيش اللبناني وقوات اليونيفيل التابعة للأمم المتحدة ستعملان على منع عودة حزب الله إلى جنوب لبنان»، كما تتضمن الخطوط العريضة لمقترح التسوية نقل حزب الله قواته وأسلحته إلى شمال نهر الليطاني.

ميدانياً، كثف الجيش الإسرائيلي استهدافه لمناطق متفرقة في الضاحية الجنوبية لبيروت منذ صباح أمس، وقام بهجومين متتاليين.

وقالت الوكالة الوطنية للإعلام إن الغارة المحاذية لحرج بيروت باتجاه الغبيري تردد صداها في العاصمة اللبنانية متسببة بتصدع في الأبنية المجاورة لها، وتحطيم زجاج الأبنية المحيطة بالمنطقة.

وأطلق الجيش الإسرائيلي تحذيراً لإخلاء سكان في الضاحية الجنوبية، قبل أن تستهدف طائراته محيط مقر البلدية وشارع الغبيري الرئيسي، ليرتفع عدد الهجمات الجوية على الضاحية إلى 5 هجمات خلال الـ24 ساعة الماضية، في المنطقة ذاتها، إلى جانب مبانٍ أخرى في حارة حريك وبرج البراجنة.

في المقابل، قال الجيش الإسرائيلي إنه رصد إطلاق خمسة صواريخ باتجاه خليج حيفا، وإن عدداً منها سقط في المنطقة.

توغل جديد

في الأثناء، نقلت شبكة بلومبرغ الأمريكية عن مسؤول إسرائيلي قوله إن الجيش الإسرائيلي أعلن عن بدء المرحلة الثانية من العملية البرية بالتوغل في خط ثانٍ من القرى اللبنانية خارج منطقة عملياته الأولية بجنوب لبنان، التي بلغ عمقها 3 كيلومترات تقريباً.

كما نقلت الشبكة عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي أن قواتهم «تعمل في أماكن جديدة»، لكن «بالنمط نفسه من المدى أو المسافة».

وقد ذكر الجيش الإسرائيلي في بيان أن وحدات إيغوز ودوفدفان وماغلان بدأت العمل في مناطق جديدة بالجنوب اللبناني تحت قيادة فرقة الجليل. وتحدث الجيش الإسرائيلي عن تقدم قواته في جنوب لبنان بعد أن أوردت وسائل إعلام إسرائيلية تقارير عن بدء ما أسمتها المرحلة الثانية من العملية البرية.