ليبيا.. تفكيك الميليشيات مطلب الشارع

عادت حالة الانفلات الأمني لتثير عدداً من الأسئلة في غرب ليبيا حول واقع الميليشيات وشروط حلها وجمع السلاح الذي تحتكم عليه واستعادة سيادة الدولة، لا سيما بعد عودة مشروع تفكيك الميليشيات لصدارة الاهتمام.

وشهدت منطقة النجيلة بالعاصمة طرابلس، الأربعاء، اشتباكات مسلحة عند بوابة الكتيبة 55 مشاة أدت لسقوط 7 قتلى أثناء مرور رتل أمني مشترك لجهازي دعم الاستقرار والردع الحكوميين، حيث وقعت مشادات بين الجانبين وحدث إطلاق نار.

ووفق مصادر أمنية، فقد أدت الاشتباكات لمقتل ثلاثة عناصر من السرية الثالثة بأولاد عيسى، وعنصرين من جهاز الردع، وآخر من كتيبة 55 مشاة، إلى جانب قتيل من جهاز دعم الاستقرار و5 جرحى.

وأعلنت الكتيبة 55 مشاة، أن آمرها معمر الضاوي اتفق مع آمر جهاز الردع عبد الرؤوف كارة، على تسليم المجموعة التابعة لجهازه المتسببة في إطلاق النار لمكتب النائب العام وإخضاعهم للتحقيق قبل إحالتهم رسمياً إلى المحكمة لمقاضاتهم، فيما يرى مراقبون أن مثل هذا الأحداث باتت تتكرر باستمرار، ما يؤدي إلى سقوط المزيد من الضحايا.

وقبل هذه الأحداث، اندلعت اشتباكات بين ميليشيات تابعة لحكومة الوحدة في جزيرة الركينة، بالقرب من مصفاة مدينة الزاوية، ما أدى إلى سقوط 3 قتلى و5 جرحى وإلحاق أضرار جسيمة بالممتلكات العامة والخاصة. وجرت الاشتباكات بين 3 ميليشيات في سياق التنافس على النفوذ والمصالح.

وفي إطار تصفية الحسابات بين القوى الميدانية المتصارعة. كما شهدت مدينة صرمان مقتل مدير المدرسة الثانوية بالمدينة، سيف الحق مصطفى سمهود، برصاصة طائشة خلال تبادل إطلاق نار بين سيارتين يقودهما مسلحان.

كما اهتز الشارع الليبي، الأسبوع الماضي، لحادثة مقتل امرأة حامل كانت تستقل السيارة رفقة زوجها الذي أصيب بدوره، إثر إطلاق مسلحين يرتدون ملابس عسكرية النار على سيارتهم. وكشفت المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان في ليبيا في بيان، أن إطلاق الرصاص أدى إلى إصابة سائق السيارة ووفاة زوجته الحامل في الشهر الرابع، مطالبة بمحاسبة المسؤولين والمتورطين في ارتكاب تلك الجريمة وتقديمهم للعدالة.

معاناة سكان

وحملت المؤسسة، السلطات الحكومية المسؤولية القانونية حيال ما يتعرض له السكان في بلديات الساحل الغربي من مدينة الزاوية وصرمان وصبراتة والعجيلات والجميل، من تفشٍ للجريمة والجريمة المنظمة وحوادث الاختطاف والقتل خارج إطار القانون وانتشار تجارة المخدرات والمؤثرات العقلية، مطالبة بالعمل على ضباط الأمن وتحقيق الاستقرار ومقاومة الجريمة بكل أشكالها وفرض الأمن وتحقيق الاستقرار بمدن الساحل الغربي.

والقضاء على أوكار الجريمة وعصابات التهريب وعصابات الجريمة والجريمة المنظمة، وشبكات تهريب المهاجرين والاتجار بالبشر والمخدرات والمؤثرات العقلية، والتي تنشط في منطقة الساحل الغربي وبشكلٍ خاص بمدن ومناطق صياد والزاوية والمطرد وصرمان وصبراتة وزوارة والعجيلات.

جهد أممي

وفي محاولة من الأمم المتحدة للسير على الطريق الذي عبدته اللجنة العسكرية الليبية المشتركة، عقدت لقاءً مع العديد من المؤسسات الليبية ومنظمات المجتمع المدني من جميع أنحاء البلاد ونظرائها الدولية، لمناقشة التحديات والفرص في دعم جهود نزع السلاح والتسريح وإعادة الإدماج في ليبيا.

وأكدت البعثة الأممية، التزامها والمجتمع الدولي ودورهما في دعم عملية السلام في ليبيا، مشيرة إلى أنها تركز حالياً على تعزيز الوحدة وتيسير الحوار وتعزيز التعاون بين جميع الأطراف الليبية، بهدف بناء الثقة ومنع النزاع وإرساء الأساس للسلام الدائم.

وأكد المشاركون في المباحثات في ملتقى على دور المجتمع المدني في دعم ومناصرة حقوق الإنسان والدفاع عنها والعمل على حث السلطات على رصد الانتهاكات واحترام حقوق الإنسان واحتياجات المجتمعات المحلية المختلفة للحد من التوترات.