فيما يظل عشرات الآلاف من السودانيين محاصرين في مناطق الصراع لا سيما في العاصمة الخرطوم، مع شح في الخدمات الضرورية وانقطاع لخدمات الاتصالات والإنترنت، ارتفع عدد الوفيات جراء تفشي الكوليرا في السودان إلى 1235 حالة.
وأعلنت وزارة الصحة السودانية في بيان لها أن إجمالي عدد حالات الإصابة بالكوليرا في البلاد بلغ 47.366 حالة. وأشارت الوزارة في بيانها إلى أن عدد الوفيات نتيجة تفشي الكوليرا ارتفع إلى 1235.
وأعلن متطوعون أن الأوضاع في الخرطوم وعدد من المناطق تزداد تعقيداً مع مرور الأيام، لا سيما في ظل تصاعد حدة القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع ما أدى لسقوط مئات القتلى والمصابين في غضون الشهرين الماضيين بمنطقة جنوب الحزام جنوبي الخرطوم وحدها.
وأعلنت غرفة طوارئ منطقة جنوب الحزام التي تغطي مناطق جنوب العاصمة الخرطوم تصاعد الأزمة مع انقطاع خدمتي الإنترنت والاتصالات لتسعة أشهر متتالية، وانقطاع التيار الكهربائي عن المنطقة لسبعة أشهر متواصلة، ولفتت إلى أن سكان المنطقة يواجهون صعوبات بالغة في الحصول على مياه الشرب، حيث يتم الاعتماد كلياً على الآبار الجوفية بالطرق البدائية، وكذلك يتم شراء المياه بأسعار باهظة من «تناكر المياه» التي تجرها الحمير.
ومما فاقم المعاناة على عشرات الآلاف من السكان العالقين شح الدعم للمتطوعين في المطابخ التكافلية مما أدى إلى توقف عدد التكايا «المطابخ التكافلية» بالمنطقة، إذ يعتمد عليها السودانيون بشكل أساسي، الأمر الذي يعرض حياة الآلاف من الأسر لخطر الموت جوعاً.
وتتعرض منطقة جنوب الحزام ومناطق أخرى بولاية الخرطوم من حين لآخر إلى قصف متبادل بين الجيش وقوات الدعم السريع، ودائماً ما يسقط عشرات الضحايا في أوساط المدنيين بالمنطقة، إذ تقع أحياء جنوب الخرطوم في قلب المعارك الدائرة منذ بداية الحرب، وآثر الكثير من سكان تلك المناطق البقاء في مساكنهم بعد تعثر عملية خروجهم نتيجة لعدم توفر الممرات الآمنة للإجلاء.