دشن وفد رئاسة الاتحاد الأفريقي أمس، زيارته إلى العاصمة الليبية طرابلس، بعقد سلسلة من الاجتماعات مع الفاعلين الأساسيين في المشهد الليبي، على أن يُجري اليوم لقاءات أخرى في مدينة بنغاري، شرقي البلاد، بهدف تحريك المياه الراكدة وتنشيط مشروع المصالحة، وفتح باب النقاش بخصوص الشروط المناسبة لإنجاز الحل السياسي للأزمة.
ويقود الوفد الأفريقي الذي يزور ليبيا حالياً الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني بصفته رئيس الاتحاد الأفريقي، ويرافقه رئيس مفوضية الاتحاد موسى فقي، والممثل الخاص لرئيس الكونغو برازافيل، رئيس لجنة الاتحاد الأفريقي رفيعة المستوى المعنية بليبيا، وزير الخارجية، جان كلود جاكوسو.
ودشن الوفد نشاطه في طرابلس باجتماع مع رئيس المجلس الرئاسي محمد يونس المنفي ونائبه عبد اللافي المكلف بإدارة ملف المصالحة. وبحسب المكتب الإعلامي للمجلس الرئاسي، فإن «الاجتماع استعرض الخطوات التي اتخذت منذ انطلاق عملية المصالحة الوطنية بقيادة المجلس الرئاسي بالشراكة مع الاتحاد الأفريقي، وبدعم من المجتمع الدولي من خلال قرارات مجلس الأمن ذات الصلة، ومخرجات مسار برلين، والتحديات التي تواجه إنجاز هذا الاستحقاق التاريخي، والسُبل الكفيلة لتجاوزها».
وشدد ولد الشيخ الغزواني على أن الاجتماع يشكّل استمراراً لالتزام الاتحاد الأفريقي بمسار المصالحة الوطنية وبوحدة ليبيا وسيادتها واستقرارها في مواجهة التدخلات الخارجية. وهو ما أكده رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي ووزير خارجية الكونغو برازفيل.
التزام أفريقي
وفي ختام الاجتماع، أشاد المنفي بالمبادرة المتمثلة في «الاجتماع بطرابلس وما تحمله من معانٍ ورسائل تعبر عن التزام أفريقيا بمساعدة ليبيا في تجاوز هذه الظروف وعلى الانتماء المصيري لليبيا لقارة أفريقيا».
وقال الجانب الموريتاني إن ولد الشيخ الغزواني، بحث مع المنفي، تسريع وتيرة السلام والمصالحة في ليبيا، وأن الطرفين ناقشا متابعة جهود لجنة الاتحاد الأفريقي الرفيعة المستوى بشأن ليبيا، إضافة إلى بعض القضايا ذات الاهتمام المشترك.
وأكد رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبدالحميد الدبيبة أن الزيارة تمثل رسالة دعم قوية لليبيا، في هذا الوقت الحاسم، حيث يدخل المشهد السياسي الليبي مرحلة جديدة، وفق تعبيره.
وأكد أعضاء وفد الاتحاد الأفريقي على دعم الاتحاد المتواصل لليبيا، وقال الرئيس الموريتاني، إن استقرار ليبيا هو استقرار للقارة الأفريقية. وأوضح رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي أن الاتحاد سيواصل تقديم ما يلزم لدعم ليبيا في مساعيها لتحقيق الأمن والاستقرار.
مشيراً إلى أن التعاون الأفريقي مع ليبيا لا يقتصر فقط على الجانب السياسي، بل يمتد ليشمل التنمية في مختلف المجالات، وأن المصالحة هي الأساس لبناء مستقبل مستدام في ليبيا.