تضاربت الأنباء حول مصفاة الجيلي لتكرير النفط في الخرطوم، التي يشهد محيطها معارك طاحنة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، منذ أربعة أيام، ففي الوقت الذي أعلنت فيه منصات إعلامية سيطرة الجيش على المصفاة الرئيسية في البلاد، نفت قوات الدعم السريع ذلك، وأكدت أنها صدت قوة للجيش حاولت التوغل عبر محور الجيلي شمالي الخرطوم، وكبدتها خسائر كبيرة، بينما لم يصدر عن الجيش أي تعليق حول ما يدور من معارك هناك.
وتواصلت لليوم الرابع، الاشتباكات العنيفة في العاصمة السودانية، ولا سيما في منطقة المقرن، حيث تحاول قوات الجيش، التي عبرت يوم الخميس الجسور النيلية، التوغل وسط الخرطوم، وتجد مقاومة شرسة من قبل قوات الدعم السريع، التي ظلت تسيطر على منطقة وسط الخرطوم منذ الأيام الأولى للحرب. وبحسب مصادر عسكرية تحدثت لـ«البيان»، فإن المعارك لا تزال مستمرة رغم التقدم الذي أحرزه الجيش، وأكدت أن الجيش استطاع تحييد عدد من المباني في منطقة المقرن، والتي كانت تتخذها عناصر الدعم السريع كمنصات للقصف المدفعي والقناصة.
غارات جوية
ونفذ الجيش غارات جوية متتالية في حي المعمورة بالقرب من شارع الستين شرق الخرطوم مع تحليق مستمر للطائرات الحربية في سماء العاصمة.
وفي محور الجيلي، شمالي الخرطوم بحري، اشتدت وتيرة المعارك بين الجيش والقوات المساندة له من جهة وقوات الدعم السريع من جهة أخرى، وذلك بعد التعزيزات الكبيرة التي دفعت بها قيادة الفرقة الثالثة شندي لمساندة القوات التي تحاصر مصفاة الجيلي للنفط، والذي تتخذه قوات الدعم السريع مركزاً لقيادة قواتها شمال الخرطوم، ورغم أن الجيش لم يفصح عن مجريات المعارك حول المصفاة، إلا أن منصات على وسائل التواصل الاجتماعي، أعلنت سيطرة الجيش على الموقع المهم، ما أثار موجة من الاحتفالات في الولايات والمدن الواقعة تحت سيطرة الجيش، وفي أوساط اللاجئين ببعض دول الجوار.
خطة عسكرية
وأكدت مصادر عسكرية لـ«البيان» أن المعارك التي تدور في العاصمة الخرطوم منذ يوم الخميس الماضي بما فيها منطقة مصفاة الجيلي لا تزال مستمرة وتمضي وفق خطة عسكرية محكمة وضعتها قيادة الجيش لاستعادة المناطق التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع. وأضافت المصادر: «العملية في بداياتها وحققت خلال الأيام الماضية نتائج ميدانية مهمة وستتواصل».
بالمقابل، قالت قوات الدعم السريع في بيان، إنها كبدت الجيش خسائر كبيرة وتمكنت من القضاء على قوة له بعد أن حاولت التوغل عبر محور الجيلي شمالي العاصمة، غير أن البيان لم يشر إلى مصير المصفاة الذي ظل محوراً مهماً للمعارك طوال فترة الحرب، وازداد التركيز عليه بشكل أكبر خلال الآونة الأخيرة، لموقعه الحاكم لمجريات المعارك في العاصمة الخرطوم من جهة، وقربه من ولاية نهر النيل شمالي البلاد.