جهود أفريقية لبعث مسار المصالحة في ليبيا

 تفعيل الحوار بين الفرقاء
تفعيل الحوار بين الفرقاء

يتجه الاتحاد الأفريقي إلى الرفع من مستوى تحركاته في ليبيا بما يساعد على تفعيل الحوار بين الفرقاء والانطلاق في العمل لاستعادة جسور الثقة بينهم، ولا سيما بخصوص ملف المصالحة الوطنية الذي لا يزال يواجه عراقيل عدة أدت إلى تأجيل عدد من الاجتماعات التي كان الاتحاد يراهن عليها، ومنها المؤتمر الذي كان مقرراً عقده في أديس أبابا منتصف أكتوبر الجاري قبل أن يتم تأجيله إلى فبراير 2025.

وفي السياق، أكدت تقارير إعلامية أن وفداً من الاتحاد الأفريقي سيزور ليبيا يومي 11 و12 أكتوبر الجاري بهدف العمل على حلحلة الأزمة السياسية وتهيئة الظروف الملائمة لتحقيق المصالحة الوطنية.

ومن المنتظر أن يقود الوفد، الرئيس الموريتاني الرئيس الحالي للاتحاد الأفريقي محمد ولد الغزواني، وأن يشارك فيه كلّ من رئيس مفوضية الاتحاد موسى فقي محمد، ورئيس الكونغو برازافيل دنيس ساسو نغيسو، بصفته رئيس اللجنة رفيعة المستوى للاتحاد حول ليبيا.

زيارة

وسيزور الوفد العاصمة طرابلس ومدينة بنغازي عاصمة شرق البلاد، حيث ستكون له لقاءات مع أبرز الفاعلين السياسيين والاجتماعيين والقيادات الميدانية في محاولة لتقريب وجهات النظر حول مشروع المصالحة الذي يتبناه الاتحاد الأفريقي.

وسيجتمع الوفد مع قيادات المجلس الرئاسي ومجلس الدولة وحكومة الوحدة الوطنية في طرابلس، ومع القيادة العامة للجيش الوطني ورئاسة مجلس النواب والحكومة المنبثقة عنه في بنغازي، بالإضافة إلى ممثلي الأطراف المشاركة في الاجتماعات التحضيرية للمصالحة الوطنية التي كانت انعقدت برعاية المجلس الرئاسي والاتحاد الأفريقي.

خلافات

ويرى مراقبون، أن معالجة ملف المصالحة الوطنية تأخرت كثيراً، وأن السبب لا يعود فقط إلى الخلافات السياسية، وإنما إلى الصراع على السلطة وعقلية الغنيمة التي تسيطر على أغلب الفاعلين الأساسيين، بالإضافة إلى ثقافة الإقصاء التي انتشرت بقوة وخاصة من قبل التيارات المتطرفة، وإلى التدخلات الخارجية التي لا تزال تعيق كل محاولات توحيد مؤسسات الدولة والمضي نحو تنظيم الانتخابات الرئاسية والبرلمانية.

ويضيف المراقبون إن الاتحاد الأفريقي يندفع بقوة لإقناع الفرقاء الليبيين بضرورة تحقيق المصالحة، وبعدم استثناء أي طرف سياسي أو اجتماعي من المنافسة على إدارة العملية السياسية في البلاد، وهو ما جعله يرسل رئيسه ورئيس اللجنة رفيعة المستوى المكلفة بالملف الليبي، وهما رئيسا موريتانيا والكونغو برازفيل في زيارة غير مسبوقة إلى طرابلس ومنها إلى بنغازي.

والأسبوع الماضي، قال رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي إن مشروع المصالحة الوطنية يسير بوتيرة بطيئة نتيجة التطورات الأخيرة التي شهدتها البلاد، ومحاولة بعض الأطراف السياسية عرقلته بكل السبل.

حوار ليبي

وجدد المنفي التأكيد على أهمية تسريع مسار المصالحة الوطنية لإرساء وتوطيد الثقة، مشيداً في هذا الصدد بجهود الاتحاد الأفريقي، داعياً لخلق حوار ليبي لأجل إنجاز ميثاق وطني ومؤتمر مصالحة شامل.


وكان المبعوث الأمريكي الخاص إلى ليبيا السفير ريتشارد نورلاند ناقش مع وزير خارجية جمهورية الكونغو جان كلود غاكوسو الجهود المشتركة لإحياء العملية السياسية في ليبيا، وذلك خلال اجتماع على هامش اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة.

واستمع نورلاند من الوزير الكونغولي إلى «إحاطة حول دعم الاتحاد الأفريقي لعقد مؤتمر للمصالحة يجمع الخصوم السابقين لتمهيد الطريق نحو إعادة توحيد ليبيا»، وأكد بالمقابل دعم الولايات المتحدة للاتحاد الأفريقي.