عاشت ليبيا، أمس، لحظات فارقة مع تدشين المرحلة الأولى من الانتخابات البلدية، في ظل تفاؤل الشارع وترحيب المجتمع الدولي. وبعد إدلائه بصوته في مكتب الاقتراع بمدينة القبة، أعرب رئيس مجلس النواب، عقيلة صالح، عن أمله في نجاح الاستحقاق، داعياً الليبيين إلى القيام بواجبهم الانتخابي، مشيراً إلى أن هذا الاستحقاق سيعزز الأمل والطمأنينة لمستقبل زاهر للشعب الليبي.
كما دعا رئيس حكومة الوحدة الوطنية المؤقتة، عبدالحميد الدبيبة، الناخبين إلى الإدلاء بأصواتهم في الاقتراع، ووجه رسالة إلى الليبيين بقوله: «علينا جميعاً في هذا العرس الانتخابي أن نتوجه إلى مراكز الاقتراع، وأن نشارك في اختيار الكفاءات، لقيادة المستقبل. كونوا في الموعد لأداء هذا الواجب الوطني، ولا تتأخروا».
واعتبر المجلس الأعلى للدولة، تنظيم المرحلة الأولى من الانتخابات المحلية في 58 بلدية، دليلاً على إمكانية إجراء الانتخابات في ليبيا. ووصف الانتخابات البلدية بأنها الخطوة المهمة نحو الديمقراطية، معرباً عن تطلعه لاستكمال بقية الاستحقاقات المقبلة، وأهمها الانتخابات التشريعية في أقرب الآجال.
ودعت مفوضية الانتخابات، في بيان، كل المسجلين لتحمل مسؤوليتهم والتوجه إلى مراكز الانتخاب المسجلين بها وممارسة حقهم في التصويت واختيار من يمثلهم في المجلس البلدي، وألا يتركوا المجال لمن يحاول أن يخطف أصواتهم ويتعدى على حقوقهم.
كما دعت المنظمات التي اعتمدت لمراقبة الانتخابات ووكلاء المرشحين إلى ضرورة التقيد بالنظم التي وضعت لممارسة مهامهم، واتباع القواعد التي تنظم عملية المراقبة والمتابعة لسير العملية الانتخابية داخل محطات الاقتراع، والالتزام بالتعليمات التي تصدر عن رؤساء مراكز الانتخاب تنظيماً لسير العملية الانتخابية ومنعاً لأي عملية اختراق قد تحصل أثناء تنفيذ عملية الاقتراع.
وطالب رئيس المفوضية، عماد السايح، مجلس النواب بضرورة إدخال بعض التعديلات على القانون المتعلق بنظام الإدارة المحلية حتى يكون مؤهلاً للتنفيذ والتطبيق على أرض الواقع.
وقال خلال مؤتمر صحفي، إن هذه التعديلات تستهدف انتخاب مجالس بلدية تمثل قاعدة الإدارة المحلية الرشيدة، وتسهم في تحقيق مبدأ التوزيع العادل للثروة ومشاريع التنمية المناطقية، وتمكن الأجهزة التنفيذية والرقابية من ممارسة مهامها بشكل قابل للتنفيذ، ومن ثم المساءلة. ويرى مراقبون، أن الاستحقاق الانتخابي الذي شهدته البلاد يمكن أن يكون منطلقاً لمرحلة جديدة بعد 13 عاماً من الفوضى والانقسام.
علامة فارقة
وأكدت البعثة الأممية لدى ليبيا أن الانتخابات البلدية علامة فارقة في مسيرة البلاد نحو الديمقراطية، وخطوة مهمة على طريق إعادة الشرعية للمؤسسات، معتبرة أن الانتخابات دعوة للشعب لممارسة حقه في انتخاب ممثليه في المجالس البلدية، معلنة دعمها لعملية انتخابية سلمية وشاملة وتشجيعها جميع الناخبين المسجلين على المشاركة بكثافة والإدلاء بأصواتهم.
ورافقت نائبة الممثل الخاص القائمة بأعمال رئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، ستيفاني خوري، والممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، صوفي كيمخدزة، رئيس مجلس المفوضية في زيارة إلى غرفة العمليات المركزية التي تتولى المتابعة التشغيلية طوال ذروة العملية الانتخابية، من خلال مراقبة غرف العمليات الميدانية الـ16 التابعة للمكاتب الميدانية للمفوضية، والتي تغطي 352 مركز اقتراع و777 محطة اقتراع موزعة على البلديات الـ58 التي شملتها الجولة الأولى من انتخابات المجلس البلدية في ليبيا.
إنجاز مهم
بدورها، أشادت بعثة الاتحاد الأوروبي، والبعثات الدبلوماسية للدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي لدى ليبيا، بجهود المفوضية الوطنية العليا للانتخابات وجميع الأطراف المعنية في إجراء الانتخابات البلدية، ووصفته بـ«الإنجاز المهم، والهادف إلى ضمان الحكم المحلي التمثيلي، وتوجيه المشاركة السياسية من خلال السياسة الانتخابية».
وشجعت البعثة، في بيان، الناخبين المسجلين على المشاركة الفعالة، وانتخاب القادة الممثلين بما يتماشى مع احتياجاتهم وتطلعاتهم، وحثت جميع المرشحين على اغتنام الفرصة والمشاركة في العملية الانتخابية بنزاهة، وبما يتماشى مع مدونة قواعد السلوك التي وضعتها مفوضية الانتخابات.
ودعا الاتحاد الأوروبي جميع الأطراف والسلطات المعنية، على المستويين المحلي والمركزي، قبل وفي أثناء وبعد يوم التصويت، إلى دعم العملية الديمقراطية، وضمان أن تسود بيئة آمنة وشاملة. وأكد في بيان التزام بعثته والبعثات الدبلوماسية للدول الأعضاء في الاتحاد لدى ليبيا بدعم جميع المؤسسات ذات الصلة، لتعزيز العملية الديمقراطية في ليبيا.