قتل الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة 130 فلسطينياً، وأصاب 263 بجروح، خلال 48 ساعة، فيما نددت جهات دولية عديدة باستئناف القصف الدامي على غزة، وانتهاج سياسة التعطيش والتجويع، وندد بعضها بسياسة التهجير بحق الفلسطينيين، واصفة إياها بـ«حكم الإعدام».
وأفادت وكالة «وام» نقلاً عن مصادر طبية فلسطينية في غزة «بوصول 130 شهيداً إلى مستشفيات القطاع، بينهم اثنان تم انتشالهم، بالإضافة إلى تسجيل 263 إصابة جراء القصف الإسرائيلي خلال الساعات الـ 48 ساعة الماضية».
وأضافت الوكالة أنه لا يزال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، حيث لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.وحيث تستمر السلطات الإسرائيلية في منع وصول الصحافيين الأجانب إلى القطاع. ونقلت صحيفة لوموند الفرنسية عن محمد ضاهر، وهو شاب يبلغ من العمر 24 عاماً من غزة، وكان يدرس القانون قبل الحرب، حيث قال «يا إلهي، الأمر صعب، أصعب من ذي قبل».
وأضاف: إن «الوضع كارثي على كافة المستويات، سواء الاجتماعية أو الصحية والمستشفيات تفتقر إلى كل شيء».
وأكد المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان أن إسرائيل تستخدم «التعطيش» سلاحاً لتحويل غزة إلى مكان غير قابل للحياة، وحذر من «كارثة إنسانية غير مسبوقة» تهدد حياة الفلسطينيين عبر حرمانهم من مصادر المياه النظيفة والآمنة.
وبمناسبة اليوم العالمي للمياه الذي يوافق 22 مارس من كل عام، قال المركز أنه يحذر من «كارثة إنسانية غير مسبوقة تهدد حياة 2.3 مليون فلسطيني بغزة يعيشون واقعاً مروعاً يحكم عليهم فيه بالموت البطيء، عبر تعطيشهم وحرمانهم بشكل ممنهج من مصادر المياه النظيفة والآمنة». وأوضح أن إسرائيل تواصل «استخدام التعطيش وقطع المياه كجزء من جريمة الإبادة الجماعية».
مغادرة اضطرارية
واضطرت مئات العائلات إلى مغادرة منازلها مجدداً بعد صدور أوامر إخلاء قسري من الجيش الإسرائيلي. وفي رسالة صوتية نشرتها منظمة غير حكومية بريطانية تدعى «المساعدة الطبية للفلسطينيين» على منصة «إكس»، تصف طبيبة الأطفال الفلسطينية الأمريكية تانيا الحاج حسن «الفوضى» في قسم الطوارئ بمستشفى ناصر، وهو الأكبر في جنوب غزة.، قائلة: «إن المرضى كانوا في كل مكان على الأرض.. ربما كان هناك ثلاثة شباب، أما الآخرون فكانوا جميعاً أطفالاً ونساءً وكبار السن.
لقد فوجئوا أثناء نومهم، وهم ما زالوا ملفوفين في بطانياتهم». وقال الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر إن «الوضع يتدهور بسرعة» بسبب نقص إمدادات الأدوية، حيث منعت الحكومة الإسرائيلية دخول كل المساعدات إلى الأراضي الفلسطينية منذ الثاني من مارس.
تراجع جذري
واعتبر وزراء خارجية فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة أن استئناف الضربات الجوية على غزة يعد تراجعاً جذرياً للوراء بالنسبة لأهالي القطاع، والأسرى، وعائلاتهم، والمنطقة بأسرها.
وقالوا: في بيان مشترك: «راعنا سقوط ضحايا مدنيين، وندعو عاجلاً للعودة إلى وقف إطلاق النار». وأكدوا أنه يجب على إسرائيل أن تحترم القانون الدولي وتسمح بدخول المساعدات فوراً، كما يجب حماية المدنيين وعدم قطع المساعدات الأساسية عنهم.
وطالبوا إسرائيل باستئناف الخدمات الإنسانية، بما فيها الماء والكهرباء، وضمان توفير الرعاية الطبية والسماح بالإجلاء الطبي المؤقت تماشياً مع القانون الدولي الإنساني.
حكم بالإعدام
وانتقد حمزة يوسف، رئيس وزراء اسكتلندا السابق وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس بسبب تصريحات هدد فيها غزة بتدمير شامل ولوح مرة أخرى بتهجير أهلها.
وقال الوزير الأسكتلندي: «كلامٌ مُريعٌ من الوزير الإسرائيلي لأهل غزة، مُهدداً إياهم بالإبادة.. يُطالبهم بمغادرة منازلهم، ولكن إلى أين يذهبون؟. هذا ليس تحذيراً بل حكم بالإعدام». كما أعربت الصين عن قلقها العميق إزاء انهيار وقف إطلاق النار في غزة. وشددت على ضرورة العودة الفورية إلى التهدئة، وحماية المدنيين، وتفادي التصعيد الذي قد يؤدي إلى كارثة إنسانية أوسع.