تمسك عربي إسلامي بهدنة غزة ورفض للتهجير

فلسطينيون ينقلون فتاة مصابة بعد غارات إسرائيلية على مخيم نازحين وسط غزة
فلسطينيون ينقلون فتاة مصابة بعد غارات إسرائيلية على مخيم نازحين وسط غزة

موقف عربي إسلامي يتجدد داعياً للتنفيذ الكامل لاتفاق الهدنة في قطاع غزة، ورافضاً تهجير الفلسطينيين، ومؤكداً على وحدة الأراضي الفلسطينية.

هذا الموقف عبرت عنه اللجنة الوزارية العربية الإسلامية التي اجتمعت أمس، في القاهرة مع كايا كالاس، الممثلة العليا للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية للاتحاد الأوروبي.

وترأس معالي خليفة شاهين المرر وزير دولة، وفد دولة الإمارات المشارك في الاجتماع، وجرى خلال الاجتماع، مناقشة التطورات الخطيرة في قطاع غزة والضفة الغربية، وانهيار اتفاق وقف إطلاق النار وعودة إسرائيل إلى التصعيد العسكري.

كما تمت مناقشة الدور الذي يمكن أن يلعبه الاتحاد الأوروبي بالتعاون مع لجنة الاتصال الوزارية العربية الإسلامية بشأن العمل على إحلال السلام في المنطقة ووقف دوامة القتل والتدمير.

وصدر بيان عن الاجتماع تضمن المطالبة بالعودة الفورية إلى التنفيذ الكامل لاتفاق وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الأسرى والمعتقلين، الذي توسطت فيه قطر ومصر والولايات المتحدة، ورفض تهجير الفلسطينيين من أراضيهم، وشددت اللجنة على ضرورة إحراز تقدم نحو مرحلته الثانية بهدف تنفيذه بالكامل، ووقف الأعمال العدائية بشكل دائم، كما تضمن الدعوة إلى الاحترام الكامل للقانون الإنساني الدولي والقانون الدولي، وضرورة فتح كافة المعابر لضمان دخول المساعدات الإنسانية بشكل موسع ومستمر إلى مختلف أنحاء القطاع الذي يعاني من كارثة إنسانية غير مسبوقة.

وأكدت اللجنة مجدداً التزامها الكامل بحل سياسي للصراع الفلسطيني الإسرائيلي على أساس حل الدولتين، حيث تعيش إسرائيل وفلسطين جنباً إلى جنب في سلام وأمن، وتمهيد الطريق لسلام دائم وتعايش بين جميع شعوب المنطقة.

ورحبت اللجنة بالخطة العربية لإعمار غزة التي تم تقديمها في قمة القاهرة في 4 مارس 2025، مؤكدة ضرورة دعم مؤتمر إعادة الإعمار في القطاع.

وأعربت عن قلقها العميق إزاء انهيار وقف إطلاق النار وارتفاع أعداد الضحايا المدنيين، داعية إلى التنفيذ الكامل للاتفاق، بما يشمل تبادل الأسرى وانسحاب القوات الإسرائيلية من غزة.

كما أكدت على ضرورة ضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة من دون عوائق، مع رفع القيود التي تعيق تدفق المساعدات واستعادة الخدمات الأساسية.

وعبرت عن القلق إزاء الاقتحامات العسكرية الإسرائيلية في الضفة الغربية والممارسات الاستيطانية التي تهدد عملية السلام.

مسار آخر

وتزور كالاس اليوم إسرائيل والضفة، للحث على الاستئناف الفوري لتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، وعشية الزيارة قالت إن الموقف الأوروبي بشأن «حماس» هو أنها لا يجب أن تلعب دوراً في غزة.

جاء ذلك خلال المؤتمر الصحافي المشترك الذي عقده وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي مع كالاس في القاهرة.

وقال الوزير إنه تم الاتفاق على ضرورة تقديم الدعم اللازم لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) التي لا بديل عنها.

لكن إسرائيل تتبع مساراً آخر، وسيبحث وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر مع مسؤولين أمريكيين كبار في واشنطن هذا الأسبوع، خطة للسيطرة العسكرية على غزة، طبقاً لما قاله مسؤول إسرائيلي لصحيفة تايمز أوف إسرائيل.

وامتنع مكتب رئيس الوزراء عن التعليق على محتوى اجتماعات ديرمر مع مستشار الأمن القومي الأمريكي، مايك والتز وغيره من كبار المسؤولين في الاستخبارات والدفاع والدبلوماسية، حسب تايمز أوف إسرائيل.

العملية البرية

في غضون ذلك، واصل الجيش الإسرائيلي عملياته البرية في غزة وحاصر حي تل السلطان في رفح جنوب القطاع، بعد أن أنذر سكانه بالإخلاء، بعد مرور أسبوع من خرقه اتفاق الهدنة.

وقال الجيش الإسرائيلي في بيان إنه «في الساعات الأخيرة، أكملت القوات الإسرائيلية تطويق حي تل السلطان في رفح».

وأنذر سكان المنطقة من خلال إلقاء منشورات مطالبة بالإخلاء عبر طائرات مسيرة، وفق ما أكد مراسل وكالة فرانس برس في غزة.

وأعلنت وزارة الصحة في غزة «ارتفاع حصيلة العدوان الاسرائيلي إلى 50,021 شهيداً و113,274 إصابة منذ السابع من أكتوبر للعام 2023».

وفي الثاني من مارس، أوقفت إسرائيل دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة، كما قطعت الكهرباء، ما أدى إلى توقف عمل محطة تحلية المياه الرئيسية في القطاع، وبالتالي فاقم الوضع الإنساني الكارثي لسكان القطاع البالغ عددهم نحو 2,4 مليون نسمة.

وأعادت الغارات غير المسبوقة من حيث الكثافة والنطاق منذ سريان الهدنة، إلى سكان القطاع ذكريات الأيام الأولى من الحرب.