التهدئة في غزة تنتظر محادثات الفرصة الأخيرة التي ستحتضنها الدوحة هذا الأسبوع، لكن المعطيات الحالية بعد الضغط الأمريكي على إسرائيل لاستئناف محادثات وقف إطلاق النار تتحدث عن تشاؤم كبير يُحيط بملف مفاوضات وقف إطلاق النار بغزة تارة.
وتارة أخرى عن ترحيل الملف بأكمله لما بعد الانتخابات الأمريكية المقررة في شهر نوفمبر المقبل، خاصة بعد أن أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، مصرّ على بقاء الجيش على امتداد محور فيلادلفيا وحرصه على تحقيق النصر النهائي رغم تأكيده في أكثر من مناسبة أن النصر النهائي هو القضاء على قادة «حماس»، ما يدعو للتساؤل حول هدف تعدد جولات التفاوض في غياب أي اتفاق؟
الانتخابات الأمريكية
رغم المقترحات العديدة التي قُدمت خلال الشهور الماضية لوقف إطلاق النار في غزة والتوصل إلى اتفاق نهائي إلا أنه بات واضحاً أن أي اتفاق تهدئة بين إسرائيل وحركة «حماس» لن يُحسم قبل الانتخابات الأمريكية المقررة في 5 نوفمبر.
ويشير محللون إلى أن المشكلة ليست في تفاصيل الاتفاق إنما في تباين استراتيجي حول فكرة التوصل إلى اتفاق من عدمه، إذ «لا يريد» نتنياهو التهدئة ويتعمد الاستمرار في «خلق نقاط تنازع»، الهدنة الوحيدة التي حدثت حتى الآن كانت في شهر نوفمبر، حيث شهدت هدوءاً في غزة لمدة أسبوع تقريباً وقامت «حماس» وإسرائيل بتبادل الأسرى بالسجناء الفلسطينيين.
الفرصة الأخيرة
المسؤولون الأمريكيون ما انفكوا يصرون على أنهم لن يستسلموا، بعد جولة بليكن الـ11 في المنطقة مند بداية الحرب، حيث قالوا إنهم سيقومون بمحاولة أخيرة على أمل إحياء المحادثات ويستمرون في استخدام كلمة «الفرصة»، سيما بعد اغتيال قادة «حماس» لكن إبقاء نتنياهو على شروطه التي أدخلها إلى غرفة المفاوضات المكتظة بالتعقيدات ستدفع إلى التشاؤم من جديد.
وغني عن القول، إن المفاوضات بشأن وقف إطلاق النار في غزة وصلت إلى حالة من عدم اليقين في أعقاب التطورات الأخيرة في الصراع الأوسع نطاقاً بعد أن اغتالت إسرائيل كبار القادة المسلحين في لبنان وإيران. وتشير تقديرات الإسرائيليين إلى أن احتمال تحقيق اختراق في المفاوضات يبدو منخفضاً رغم بعض الآمال المعقودة على نجاح اجتماع الدوحة في تحريك المياه الراكدة من جديد.
يشير محللون إلى أن المفاوضين الإسرائيليين لن يوافقوا على الانسحاب الكامل، ويطالبون بوجود عسكري إسرائيلي «طويل الأمد على طول الحدود بين غزة ومصر»، وآلية أمنية تضمن عدم تمكن مسلحي «حماس» وغيرهم من الفصائل الأخرى من التحرك من جنوب غزة إلى الشمال.
هذه الشروط وغيرها غير مقبولة من قبل المفاوضين الفلسطينيين، وهو ما قد يؤدي حتماً إلى تأجيل الاتفاق إلى ما بعد الانتخابات الأمريكية بما يضمن لإسرائيل التوصل إلى اتفاق في إطار المتغيرات الإقليمية والدولية.