سوريا بين الغموض الأمريكي والانفتاح الفرنسي

امرأة وطفلة في مخيم «أطمة» على مشارف إدلب
امرأة وطفلة في مخيم «أطمة» على مشارف إدلب

تتضارب التقارير والتسريبات بشأن مصير القوات الأمريكية في سوريا وكذلك مدى الانفتاح السياسي الذي أبداه الغرب في البداية بحماس.

وتظهر بين الفينة والأخرى أنباء عن خطة أمريكية للانسحاب من سوريا خلال وقت قصير، وهي أنباء تخلط أوراق اللاعبين المحليين في سوريا، خاصة قوات سوريا الديمقراطية التي تعتمد بشكل أساسي على الدعم الغربي في محاولة حجز مكان لنفسها مع السلطة الجديدة في دمشق.

ويبدو موقف «قسد» مطمئناً بخصوص ضمانها بقاء التحالف الدولي في مهامه لمكافحة الإرهاب لمدة سنة على الأقل، وهي تحاول استغلال هذا الوقت للتوصل إلى اتفاق سياسي وعسكري مع دمشق تضمن مكتسبات دستورية واقتصادية.

غياب اليقين السياسي هو سمة المرحلة الحالية في سوريا، ليس فقط في الجانب العسكري الأجنبي، حيث تتواجد جيوش أربعة دول داخل سوريا، بل أيضاً الشق السياسي وخاصة الغربي.

وقد كسر اتصال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بالرئيس السوري أحمد الشرع، أمس، شيئاً من الفتور الدبلوماسي منذ تسلم إدارة ترامب السلطة.

حيث لم تجر الإدارة الأمريكية أي اتصالات مباشرة رفيعة المستوى مع القيادة السورية الجديدة، وحتى ترامب يتفادى الحديث عن الانفتاح السياسي على دمشق أو التطرق لها في سيل تصريحاته المثيرة للجدل بخصوص الشرق الأوسط.

أكدت باريس أن ماكرون شدّد على ثلاثة أمور أساسية هي: عملية انتقالية تتوافق مع «تطلعات الشعب السوري»، و«الاندماج الكامل» للأكراد السوريين في هذه العملية، و«ضرورة الاستمرار في مكافحة الإرهاب».

بينما أشارت الرئاسة السورية إلى دعوة وجهها ماكرون للشرع لزيارة باريس في الأيام المقبلة دون تحديد موعد. وتأتي المحادثة الهاتفية، وهي الأولى من نوعها لزعيم غربي، في إطار التمهيد لمؤتمر دولي من أجل سوريا سيعقد على المستوى الوزاري في باريس في 13 فبراير.

ومن المقرر أن يشكل المؤتمر منصة لاختبار أداء الحكومة السورية الجديدة وما إذا كانت ستصدر دعوات إيجابية في المؤتمر يفتح الباب أمام المستثمرين للاستفادة من فرص إعادة الإعمار في سوريا. وكذلك فرصة للسلطة السورية لتأكيد جاهزيتها للمرحلة الجديدة وانفتاحها السياسي.