شهد الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، الجلسة الرمضانية الرابعة التي نظمها مجلس محمد بن زايد في موسمه الحالي، تحت عنوان: «تعزيز القيم الإيجابية في المجتمع».
وتناولت الجلسة أهمية تعزيز قيم التعاون والتضامن والتكافل والعطاء، التي تسهم في بناء مجتمع قوي قادر على تحقيق طموحاته ومواجهة تحدياته والنظر إلى المستقبل بتفاؤل وثقة، بجانب ترسيخ القيم الإنسانية والمجتمعية التي تأسست عليها دولة الإمارات العربية المتحدة، وأصبحت مصدراً من مصادر قوة مجتمعها وحيويته وتماسكه.
وسلطت الضوء على نماذج من أفراد المجتمع تركوا أثراً إيجابياً في محيطهم من خلال مبادرات تطوعية واجتماعية وإنسانية.
وتحدث خلال الجلسة التي عقدت في مقر المجلس في جامع الشيخ زايد الكبير في أبوظبي كل من الدكتورة عائشة البوسميط، أم حاضنة، والمهندس سنان الأوسي صاحب مبادرة زراعية، وسالم البريكي مؤسس فريق ربدان التطوعي، وريم الظبياني متطوعة - مؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم، فيما أدار الجلسة عيسى السبوسي مدير مشروع «عام المجتمع» في دولة الإمارات.
وركّزت المحاضرة، على 3 محاور رئيسة هي: دور العطاء والمشاركة المجتمعية في تحقيق التنمية المستدامة، دور التطوع في إلهام الآخرين وتحفيزهم على المشاركة المجتمعية، الآثار الإيجابية للإسهامات المجتمعية.
وبدأت المحاضرة، بعرض فيلم تسجيلي، يستعرض أهمية القيم الإنسانية والأخلاقية في حياة المجتمعات، ودور العمل التطوعي في تغيير حياة الفرد والمجتمع، وجهود الجهات الحكومية.
وعرفت الدكتورة عائشة البوسميط «أم حاضنة»، الاحتضان، بأنه شكل قانوني وأيضاً تشريعي ديني لأسرة ترغب في إنها تحتضن طفل، حيث تقوم بتقديم طلب للجهات الرسمية، والتي تتولى بدورها اتخاذ الإجراءات اللازمة، والتي تتمثل في التأكد من كون الأسرة التي ترغب في الاحتضان مهيأة وقادرة اجتماعياً ونفسياً على احتضان هذا الطفل.
ولفتت إلى أن الجهات المعنية، حريصة عند تنفيذ إجراءات الاحتضان، التأكد من أن المنزل الذي سيعيش فيه المحضون يتناسب معه، وأن البيئة التي سيعيش فيها تساعد على أن تنشئ هذا الطفل بصورة سليمة، تمكنه بالمستقبل في أن يكون عضواً فاعلاً ومساهماً بشكل إيجابي في المجتمع.
مفاهيم مغلوطة
وقالت الدكتورة عائشة : «هناك مفاهيم مغلوطة عن الاحتضان، فالعديد من الأشخاص يعتقد بأن الاحتضان هو مرادف لمفهوم التبني، حيث أن الأخير، قد يتسبب في حدوث اختلاط في الأنساب، وذلك في حال قام المتبني بمنح الطفل اسم الأب والعائلة كاملاً، فضلاً عن تمتعه بجميع الحقوق الأسرية، بما فيها الحصول على الإرث».
وأشارت إلى أن ديننا الإسلامي، شجعنا على الاحتضان، داعية إلى تغيير كلمة مجهولي النسب إلى كلمة فاقدي الرعاية الأسرية، نظراً لكونها تنطبق على كل الأطفال.
وأضافت: يتوجب علينا جميعاً، قبل الشروع في احتضان أطفال، أن نفتح قلوبنا، قبل أن نفتح أبواب بيوتنا، فعلينا أن نراعي هذا الطفل وأن نوفر له كامل الدعم ليعيش حياة طبيعية ومستقرة، بما يمكنه في أن يكون عضواً مساهماً في تطور ونمو مجتمعة.
عناية
وتطرق المهندس سنان الأوسي إلى دور دولة الإمارات في دعم المبادرات المجتمعية، وهو الأمر الذي لمسه بشكل واضح، من خلال الأثر الذي أحدثته مبادرته الشخصية، المتمثلة في زراعة الأشجار والاعتناء بها في أحد شوارع أبوظبي، والتي لقيت إشادة كبيرة على كافة المستويات والأصعدة.
وبين أن المبادرة جاءت لترسخ وتشجع المبادرات الشخصية المجتمعية التي تعزز ثقافة الحفاظ على الموارد واستدامتها، وروح المسؤولية تجاه المجتمع، مضيفاً بأن المبادرة رسالة محبة وفرصة لرد الجميل لدولة الإمارات، وطنه الثاني، الذي استضافه واحتضنه وأفراد أسرته منذ 26 عاماً متواصلة، دون أن يشعر بأنه مقيم، حيث يعامل كأحد أبناء الدولة، وينعم بالخير ويتمتع بالأمن والأمان.
ولفت المهندس سنان الأوسي إلى أن مبادرته تضمنت زراعة 209 شجرات من أشجار «البلومريا» و«الياسمين» و«ملكة النهار»، على مسافة 500 متر، في محيط المنطقة التي يقطن بها، موضحاً بأن المبادرات المجتمعية، تعبر عن مدى شعور الإنسان بالمسؤولية الأخلاقية تجاه المجتمع من حوله، ومدى حبه وولائه لهذا الوطن.
ونوه سالم البريكي، مؤسس فريق ربدان التطوعي إلى أن المبادرات الاجتماعية والإنسانية التي تحرص دولة الإمارات على إطلاقها بشكل مستمر، جعلتها اليوم نموذجاً عالمياً للعمل الاجتماعي، ومنارة تسترشد بها دول العالم في كافة ممارسات المسؤولية المجتمعية.
وقال: «إن العمل التطوعي، هو إرث استلهمناه وغرسه فينا القائد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان»، مشيداً في الوقت نفسه، بالجهود التي تتبناها الجهات المعنية في رفع الوعي بأهمية العمل المجتمعي، وإطلاقها العديد من البرامج التوعوية.
قدرات
وحول الآليات التي يمكن من خلالها أن يكون لأصحاب الهمم دور فعال في المجتمع، أفادت ريم الظبياني، متطوعة في مؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم، أن الإنجازات التي حققها أصحاب الهمم على الصعيد الرياضي والاجتماعي، تعكس القدرات الكبيرة التي تتمتع بها هذه الفئة.
وقالت: «إن أهم الدروس التي يتوجب على المتطوع الالتزام بها، هي العطاء من غير مقابل»، مضيفة أن التطوع له أثر إيجابي في الحياة العملية والعلمية للفرد، ويمثل دافعاً لمزيد من العطاء والتفاني في العمل، وفرصة مهمة لبناء علاقات وصداقات بين مختلف فئات المجتمع.
وبينت ريم الظبياني أن العمل التطوعي جعل منها أكثر وعياً وإدراكاً للصفات والاختلافات المجتمعية.
توصيات
وفي ختام الجلسة أوصى المشاركون، بزيادة الحملات التوعوية المتعلقة بنشر مفاهيم الاحتضان في المجتمع، والتوسع في إنشاء الشركات الزراعية لما لها من أهمية في التنمية الاقتصادية والبيئية في المجتمع، وإطلاق برامج مجتمعية تركز على الاستفادة من طاقات الشباب، وإنشاء أكبر بنك لجينات البذور في الدولة بهدف الحفاظ على بذور التكاثر، والتوسع في تأسيس الفرق المجتمعية، وإنشاء جمعية ذات نفع عام، تواصل دعمها للأسرة الحاضنة.