حققت مبادرة «قراء دبي» التي أطلقتها دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري في دبي في بداية شهر رمضان المبارك نجاحاً لافتاً، حيث جمعت قراء من مختلف الفئات العمرية لإمامة المصلين في أكثر من 150 مسجداً على مستوى الإمارة.
وركزت المبادرة على تفعيل برامج الدائرة الرائدة والاستفادة منها مثل «توطين المنبر» و«إمام الفريج» و«مؤذن الفريج»، بهدف تلبية احتياجات المجتمع الدينية من خلال كوادر وطنية مؤهلة، مما يعزز الدور الروحي والإيماني للمساجد ويعمق ارتباط المجتمع بالأنشطة الدينية.
وقال يوسف صلاح يوسف، رئيس قسم فريق قراء ومؤذني رمضان ورئيس قسم الخدمات الدينية بالدائرة، إن مبادرة «قراء دبي» تم ربطها في هذا العام بمساجد الأحياء السكنية تحت مسمى «مساجد الفرجان»، لتسهيل وصول المصلين إلى المسجد الأقرب إليهم والاستمتاع بتلاوات مميزة بأندى الأصوات، مما يضفي روحانية خاصة على ليالي الشهر الفضيل.
وأوضح أنه وفقاً للإحصاءات الرسمية، فقد شهدت المبادرة حضوراً تجاوز 350 ألف مصلٍ منذ انطلاقها وحتى 17 رمضان، بفضل التوزيع الاستراتيجي للقراء والمؤذنين في 41 منطقة مستهدفة، حيث شملت المبادرة 8 مساجد رئيسية و82 مسجداً فرعياً في الأحياء السكنية، إضافة إلى 70 مسجداً ضمن إطار مبادرة «توطين المنبر»، مما يعكس النجاح في نشر قيم الروحانية وتعزيز التجربة الدينية بين أفراد المجتمع.
دور مجتمعي
وأشار إلى أن المبادرة سجلت خطوات مهمة في تأهيل كوادر دينية جديدة، إذ شارك فيها 117 مؤذناً ضمن برنامج «مؤذن الفريج»، و31 إماماً ضمن برنامج «إمام الفريج».
إضافة إلى 25 خطيباً تم تدريبهم وتأهيلهم في إطار «توطين المنبر»، لافتاً إلى أن هذه الجهود تأتي في إطار حرص الدائرة على رفد المساجد بطاقات وطنية قادرة على تحقيق الرسالة الإيمانية وتعزيز الدور المجتمعي للمؤسسات الدينية.
وأكد يوسف أن المبادرة لاقت تفاعلاً واسعاً، حيث شارك فيها 29 قارئاً من المواطنين، إلى جانب 21 طالباً من إدارة مراكز مكتوم وإدارة المؤسسات الإسلامية، فضلاً عن 5 قراء من داخل الدائرة واثنين من خارجها، مما يعكس مستوى كبيراً من الإقبال والتفاعل مع أهداف المبادرة.
وأوضح أن مبادرة «قراء دبي» تأتي ضمن رؤية دبي لتعزيز دور المساجد كمراكز إشعاع ديني وثقافي.
حيث تعتبر منصة فعالة لتوطيد الروابط بين أفراد المجتمع وإثراء التجربة الروحانية خلال شهر رمضان المبارك، مع التركيز على إعداد جيل جديد من الأئمة والمؤذنين يحمل رسالة الدين ويعزز قيم التسامح والاعتدال.
كما تؤكد المبادرة على التزام الدائرة المستمر بتطوير المبادرات التي تضمن بقاء المساجد كبيوت للعبادة والتقوى ومراكز اجتماعية تعكس روح الشهر الفضيل وتعزز قيم التلاحم المجتمعي.