دبي تفتح طريق العالمية للمواهب الشابة في هندسة الأوامر البرمجية

تنافس كبير بين المتسابقين خلال التحدي
تنافس كبير بين المتسابقين خلال التحدي
راشد العور
راشد العور
حمد الشيراوي
حمد الشيراوي
عائشة الحمراني
عائشة الحمراني
محمد منصور
محمد منصور

 وائل نعيم وعبادة إبراهيم

شهد «التحدي الدولي للذكاء الاصطناعي 2025»، على مدار يومين ضمن فعاليات أسبوع دبي للذكاء الاصطناعي منافسة كبيرة بين المتسابقين، وتنافست أفضل العقول والمواهب المتخصصة في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي في هندسة الأوامر البرمجية المبتكرة عبر تطبيقاته، ضمن 4 فئات رئيسة، وهي: الصور الفنية، الفيديوهات القصيرة، الألعاب الإلكترونية، والبرمجة.

وأكد أعضاء لجان تحكيمية في التحدي أن معايير التحكيم فيه، تركز على التوازن بين التقنية والإبداع والابتكار، وقدرة المتنافسين على تقديم حلول تقنية فعّالة باستخدام هذه التقنيات المتقدمة، حيث يكشف هذا التحدي الموهوبين في هذا المجال، ويقدم لهم فرصاً ذهبية، ليحولوا مشروعاتهم وأفكارهم الإبداعية إلى استثمار يجعلهم من مبتكري العالم.

مبادرات رائدة

وقال حمد الشيراوي، مدير أسبوع دبي للذكاء الاصطناعي: ما شاهدناه في هذا الحدث كان بالفعل مبهراً، حيث استقبلنا 24 متسابقاً تم اختيارهم بعناية من بين أكثر من 3,800 مشارك مسجل من أكثر من 120 دولة حول العالم، وهو ما يعكس مدى الاهتمام العالمي بهذا الحدث.

وتدور المنافسة هذا العام حول 4 محاور رئيسة وهي: البرمجة، والألعاب الإلكترونية، والفيديوهات القصيرة، والصور الفنية، وكلها محاور تُظهر إمكانات الذكاء الاصطناعي في تطبيقات إبداعية وعملية، مشيراً إلى أن ما قدّمه المتسابقون فاق التوقعات من حيث الجودة والابتكار.

وأضاف: فخورون بهذا المستوى المتميز ونتطلع إلى رؤية المزيد من الإبداع على مدار انعقاد التحدي الذي يؤكد مرة أخرى أن الذكاء الاصطناعي ليس تقنية فحسب، بل هو لغة عالمية تجمع العقول المبدعة من مختلف أنحاء العالم تحت سقف واحد، وأن دبي تواصل ترسيخ مكانتها عاصمة عالمية للذكاء الاصطناعي، من خلال استثمارات استراتيجية ومبادرات رائدة.

معايير التحكيم

وركزت معايير التحكيم على التوازن بين التقنية والإبداع والابتكار، وقدرة المتنافسين على تقديم حلول تقنية فعّالة باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي المتقدمة، وهذا ما أكده أعضاء اللجان التحكيمية، حيث قال محمد منصور عضو اللجنة في فئة البرمجة: ركزنا على الابتكار والتقنيات الحديثة في تقييم المشاركات؛ بناءً على مجموعة من المعايير الدقيقة التي تهدف إلى تعزيز الابتكار وتطبيق أحدث التقنيات في هذا المجال.

وأكد منصور أن المعايير التي اعتمدتها اللجنة ركزت على مدى التزام المشاركين بالتحدي المعلن، وقدرتهم على تقديم حلول تقنية فعّالة باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي المتقدمة. وأضاف: من المهم أن نرى كيف يوظف المتسابقون cutting-edge technology والأبحاث الحديثة في مشاريعهم، وهذا ما ميز عدداً من المشاركات التي استطاعت دمج هذه الابتكارات بفعالية.

وأشار إلى أن المتسابقين طُلب منهم تطوير موقع إلكتروني يعمل بشكل كامل خلال وقت محدود، وتم تقييم المشاريع بناءً على عدة عناصر، أبرزها: وجود شات بوت، فعّالية تقديم اقتراحات مفيدة، الجاهزية التقنية، التصميم والإبداع في تقديم الفكرة، ووجود إضافات تتجاوز التوقعات.

وأوضح منصور أن التحدي الأهم في الذكاء الاصطناعي حالياً هو الدمج الفعلي للتقنيات في حلول قابلة للاستمرار، مشيراً إلى أن اللجنة رصدت مشاريع يمكن البناء عليها مستقبلاً، وهناك شركات ناشئة تواصلت بالفعل مع بعض الفائزين لبحث فرص الاستثمار. كما أن المواهب المشاركة تتميز بقدرات تقنية وبعضهم استخدم تقنيات متقدمة جداً تفوق ما هو متاح حالياً في السوق، وهذا يدل على جاهزية حقيقية لدخول عالم الذكاء الاصطناعي من أوسع أبوابه.

ترفيه وتعليم

من جانبه قال راشد العور عضو لجنة تحكيم في فئة الألعاب الإلكترونية: نسعى من خلال هذا التحدي إلى تسليط الضوء على أفضل الطرق لاستخدام الذكاء الاصطناعي في تطوير الألعاب، ليس فقط من الجانب الترفيهي، بل أيضاً من الجانب التدريبي والتعليمي، بهدف معرفة كيفية تصميم البرامج، والأوامر والتعليمات التي يتم إدخالها للذكاء الاصطناعي، وهل يتم تنفيذها بالشكل الصحيح.

وأضاف: تضمن التحدي تصميم لعبة كاملة باستخدام الذكاء الاصطناعي خلال 20 دقيقة فقط، حيث يتم تقييم المشاركين بناءً على دقة الأوامر وجودة المخرجات النهائية، وسيُعلن في نهاية التحدي عن فائز واحد، يحصل على جائزة مالية تتيح له فرصة استثمارها في مشروعه الخاص.

وقال العور: نطمح إلى أن يتحول الفائز إلى مؤسس لأول استوديو ألعاب يعتمد بشكل كامل على الذكاء الاصطناعي في تطوير الألعاب، ما يفتح آفاقاً جديدة لسوق الألعاب ويعزز مكانة دبي كمركز للابتكار الرقمي.

أداة داعمة للفن

بدورها أكدت الفنانة الإماراتية عائشة الحمراني، عضو لجنة التحكيم في فئة الصور الفنية أن معايير تقييم هذه الفئة ترتكز على المزج بين الإبداع الفني والتقنية المستخدمة في توليد الأعمال، مشيرة إلى أن مشاركتها محكمة جاءت من منطلق رغبتها في استكشاف هذا المجال التكنولوجي المتطور، الذي يُنظر إليه أحياناً كمنافس للفنان، لكنني أؤمن بأهمية استكشافه ليصبح أداة داعمة للفن لا بديلة عنه.

وأوضحت الحمراني أن معايير التحكيم شملت جانبين رئيسيين: أولهما الجانب التقني الذي يتمثل في كيفية توظيف المشاركين لتقنيات الذكاء الاصطناعي في إنتاج الصور، وثانيهما الجانب الفني الذي يركز على مدى الإبداع والانسجام الجمالي في الأعمال المعروضة، لافتةً إلى دور دبي الريادي في تبني التكنولوجيا المتقدمة ودعم الابتكار.

منافسة قوية

البيان التقت بعدد من المشاركين الذين أكدوا أن التحدي يعد فرصة فريدة للمهتمين والمتخصصين في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي للإسهام في دفع عجلة الابتكار في مجال الذكاء الاصطناعي إلى جانب استعراض مهاراتهم ومواهبهم عبر منصة دولية مميزة واستكشاف المنظومة البيئية المتطورة للابتكار.

وقال عبدالرحمن المرزوقي، طالب في جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي، ومتخصص في تعلم الآلة: من خلال الجامعة تم الإعلان عن المسابقة، وأحببت أن أخوض هذه التجربة. أشارك اليوم في تحدي البرمجة، وهو من التحديات التي تتطلب مهارات عالية في التفكير والتحليل.

المنافسة قوية جداً، لأن الجميع يمتلك خلفيات متميزة في الذكاء الاصطناعي. دبي تقدم دعماً كبيراً للذكاء الاصطناعي، ولديها رؤية طموحة للذكاء الاصطناعي، كما أن العديد من الجهات الحكومية تعمل على اعتماد الذكاء الاصطناعي بنسبة 100% بحلول عام 2027، وهذا يدل على التزام الدولة بالتحول الرقمي وتبني التقنيات المتقدمة.

الألعاب الإلكترونية
من جانبها قالت رهف شورى، متسابقة سورية: أعيش في دبي منذ أقل من سنتين، ولم تكن لديّ خبرة سابقة في تطوير الألعاب. بدأت استكشاف مجال الذكاء الاصطناعي في الألعاب، ووجدته مثيراً للاهتمام، وعندما تم الإعلان عن هذا التحدي، قررت المشاركة في فئة الألعاب كتجربة أولى.

لم أكن أتوقع التأهل، وخاصةً مع وجود أكثر من 3800 مشارك من 125 دولة، لكن اختياري تم ضمن 24 متسابقاً فقط، وهو جعلني أشعر بالفخر، رغم أنني كنت متوترة بعض الشيء، فقد كانت المنافسة قوية، وخاصة أن العديد من المشاركين متخصصون في مجال الألعاب.

وتابعت: قررت أن أعتبرها تجربة تعليمية، وأبذل قصارى جهدي. كنت أتابع أخبار التحدي باستمرار، وأعتقد بأن هذه المبادرة رائعة، وتُظهر التزام دبي بدعم المواهب في مجال الذكاء الاصطناعي، حيث ساعدني وجودي فيها كثيراً على اكتشاف مجال الذكاء الاصطناعي، فالحملات الدعائية والمبادرات التي تُنظم هنا كانت مصدر إلهام لي، وشجعتني على استكشاف هذا المجال بعمق.

وأضافت رهف: أطمح إلى التخصص أكثر في مجال الذكاء الاصطناعي، وتطوير مهاراتي فيه، فأنا أؤمن بأن هذا المجال هو مستقبل التكنولوجيا، وأرغب في أن أكون جزءاً من هذا المستقبل.

شريك في الإبداع

وأوضح يحيى قدورة، مهندس معماري فلسطيني، مقيم في دبي، أنه شارك في فئة الفن، حيث يستخدم الذكاء الاصطناعي يومياً في عمله المعماري، و يساعده على تحويل الأفكار المعمارية من مجرد تصورات ذهنية إلى تصاميم ملموسة بسرعة وكفاءة.

وقال: كنت أحتاج سابقاً إلى شهر لتطوير فكرة تصميمية، أما الآن، وبفضل الذكاء الاصطناعي، يمكنني إنجاز ذلك في نصف ساعة فقط، ما يمنحني وقتاً أكبر لتطوير الأفكار. لافتاً إلى أن دبي تسعى دائماً إلى أن تكون في طليعة الابتكار، و أظهرت ذلك من خلال تنظيم تحديات فريدة مثل هذا التحدي، الذي يجمع مشاركين من مختلف أنحاء العالم.

وتابع: حرصت على متابعة كيف يستخدم كل مشارك أدوات الذكاء الاصطناعي بطرق مختلفة، ما يعكس تنوع الأفكار والإبداع. ففي فئة الصور الفنية، يتم منح المشاركين 20 دقيقة فقط لإنشاء صورة تحكي قصة؛ ما يتطلب تركيزاً عالياً وإبداعاً في وقت محدود. وأنا أرى أن الذكاء الاصطناعي ليس مجرد أداة، بل هو شريك في الإبداع، يساعدنا على تحويل الأفكار إلى واقع بسرعة وكفاءة، ويمنحنا الفرصة للتركيز على الجانب الإبداعي من عملنا.