التحدي رافعة استئناف مسيرة تميز الحضارة العربية

«تحدي القراءة» يعكس تميز رؤى محمد بن راشد وسعة معارفه ووعيه العميق بأهمية القراءة
«تحدي القراءة» يعكس تميز رؤى محمد بن راشد وسعة معارفه ووعيه العميق بأهمية القراءة
مبادرات محمد بن راشد تمكن النشء وتثري معارفهم وتمدهم بأدوات الإبداع
مبادرات محمد بن راشد تمكن النشء وتثري معارفهم وتمدهم بأدوات الإبداع
سالم القاسمي
سالم القاسمي
سلطان سعود القاسمي
سلطان سعود القاسمي
علي عبيد
علي عبيد
هالة بدري
هالة بدري
إيزابيل بالهول
إيزابيل بالهول

أكد عدد من الوزراء والمثقفين والمسؤولين في حديثهم لـ«البيان» أن تحدي القراءة العربي أصبح منارة ورافعة نوعية للتنمية والتطور في مجتمعاتنا العربية، تعزز قدرات أمتنا على استئناف مسارات الحضارة العربية، والإسهام في صوغ ركائز تقدم ونماء وسعادة البشرية.

ذلك بفضل دعم وتوجيهات قائد متنور منفتح، يمتلك فكراً فريداً ورؤى استراتيجية ثاقبة، وهو صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، والذي لا يألو جهداً أو يدخر إمكانات في إثراء قدرات التحدي على نشر أنوار المعرفة والتطور في مجتمعاتنا بموازاة ترسيخ حب القراءة.

وفي استعراضهم لطبيعة سمات وملامح تميز التحدي أوضح المتحدثون أن هذه المبادرة ثرية الآفاق لا حدود لمنجزاتها المستقبلية، خاصة في ظل ما تحققه من نجاحات متوالية لا تضاهي، في كل دورة جديدة، حيث يتجلى هذا وضاء في مضامين وأرقام الإنجازات القياسية، التي حققها تحدي القراءة العربي في الدورة الثامنة، والتي يتوج صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، أبطالها اليوم.

ويقول معالي الشيخ سالم بن خالد القاسمي، وزير الثقافة: «يشكل تحدي القراءة العربي إحدى أهم المبادرات الرائدة، التي تسهم بشكل فعال في تعزيز ثقافة القراءة والمعرفة بين الشباب في الوطن العربي، وترتقي بمستويات التطور والتنمية في مجتمعاتنا، وهو انعكاس لرؤية قيادتنا الرشيدة التي تحرص على الاستثمار في العقول وبناء جيل مثقف، ومطلع على كافة أبعاد المعرفة، إذ يأتي هذا التحدي في إطار الجهود المستمرة لتأسيس مجتمع قارئ ومتعلم»

وأضاف معاليه: «إن التحدي يجسد الرؤى الثاقبة والفكر المستنير لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه لله، الذي يعي جيداً قيمة ودور الثقافة والقراءة في نهضة الشعوب ورقيها،.

ومن المؤكد أن وزارة الثقافة تضطلع بمهام جسام ومحورية في هذا الركب، من خلال مبادراتها الوطنية لتعزيز القراءة وتوسيع نطاق انتشارها، حيث تعمل على تطوير مؤشر القراءة الوطني، الذي يهدف إلى قياس مستويات القراءة في المجتمع، وتحديد الأنماط والاتجاهات، مما يمكننا من اتخاذ خطوات مدروسة لتحسين البيئة الثقافية والتعليمية في الدولة».

وأوضح معالي الشيخ سالم بن خالد القاسمي أن تحدي القراءة العربي، وشهر القراءة في الدولة يعززان أهمية القراءة كممارسة يومية وأسلوب حياة، ويسهمان في نشر ثقافة المعرفة.

واختتم معاليه: «إن هذه المبادرات النوعية، التي تنهض بها الإمارات، مثل تحدي القراة العربي، وشهر القراءة، تدعم الجهود التي تسهم في ترسيخ ثقافة القراءة، وتفي بأغراض الارتقاء بسوية وعي الأفراد، الأمر الذي يعزز بالتالي القدرة على تحقيق رؤية الإمارات 2071».

حراك جوهري

من جهتها أوضحت هالة بدري، مدير عام هيئة الثقافة والفنون في دبي «دبي للثقافة»، أن «تحدي القراءة العربي» نجح على مدار دوراته في إحداث حراك ثقافي واسع على المستوى المحلي والإقليمي والعالمي، انعكس وتجلى في إقبال الطلبة من مختلف الدول والثقافات على القراءة والتمسك بالكتاب، ما أسهم في توسيع مداركهم وإثراء معارفهم.

وتابعت: «بفضل رؤى ودعم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، تحول «تحدي القراءة العربي» إلى نموذج ملهم في تعزيز حب القراءة وشغف المعرفة لدى النشء.

وتمكن من ترسيخ مكانة اللغة العربية في نفوسهم، ما يعكس حرص سموه على الاستثمار في الأجيال القادمة، وإعدادها للمستقبل». ولفتت بدري إلى أهمية إرساء ثقافة القراءة بين أفراد المجتمع، لما لها من تأثير في تربية وإنشاء جيل قارئ، يمتلك روح المثابرة والابتكار ومهارات التفكير الإبداعي، مشيرة إلى أن استضافة دبي لطلبة المشاركين في منافسات التحدي في عالمنا، ترسخ مكانتها مركزاً عالمياً للثقافة، وحاضنة للإبداع، وملتقى للمواهب.

منارة

يوضح الشيخ سعود بن سلطان القاسمي أن مبادرة تحدي القراءة العربي تعزز المكانة الحضارية للعرب، وتدحض كافة الادعاءات التي تقول إن العرب لا يقرأون، مبيناً أنها استطاعت استقطاب عشرات ملايين الطلبة على مستوى العالم كي يتباروا ويتنافسوا في ميادين القراءة والمعرفة، وفيهم من يستحق لقب بطل التحدي.

ويواصل حديثه: «إن ثمار وأبعاد تحديث القراءة العربي من شأنها أن تخلق جيلاً كاملاً من المثقفين الواعين.. والكتاب الواعدين أيضاً، فالكتابة تبدأ بالطبع من القراءة العميقة، ولا يمكن لها أن تكون حاضرة دون ذلك».

ويختم: «إننا ونحن نرى نتائج ومنجزات التحدي نستطيع أن نقول بثقة، إنه يجب علينا التوقف عن القول إن أمتنا لا تقرأ، إذ لم يعد هذا الأمر مقبولاً في ظل هذه التظاهرة الثقافية، وشواهد الشغف بالقراءة والتنافس في ميادينها».

أرقام وآفاق

يرى الأديب علي عبيد الهاملي، نائب رئيس مجلس إدارة ندوة الثقافة والعلوم، أن التحدي في دورته الثامنة حقق أرقاماً قياسية جديدة، وهذه الأرقام التي تتنامى عاماً بعد آخر، تأتي لتؤكد أن القراءة هي منبع المعرفة الأول، وأن الكتاب هو مصدر الإشعاع والنور.

وأنه يحتل المكانة الأولى بين مصادر المعرفة، ويكتسب أهمية كبرى من ناحية التأثير على الأجيال، التي قد تختلف على أشياء كثيرة، لكنها تتفق على أهمية الكتاب ومكانته ودوره في الارتقاء بالذائقة المعرفية لدى كل من يسعى إلى توسيع مداركه، وتنمية مواهبه، والانطلاق إلى آفاق أرحب.

ويضيف الهاملي: "إن تحدي القراءة العربي أثبت منذ إطلاقه أنه المشروع الأكثر نجاحاً من بين كل المشاريع التي تهدف إلى نشر الثقافة والمعرفة بين الشعوب والأمم، خاصة عندما تضع في حسابها أن فئة الشباب في سني حياتهم الأولى هم الأقدر على استيعاب المعارف وتنميتها ونشرها، للانطلاق إلى آفاق أرحب واستئناف الحضارة وتبادلها ونقلها عبر الأجيال المختلفة.

وأضاف: «لهذا ونحن نقف اليوم أمام نهاية دورة جديدة من هذا المشروع الرائد، وبداية دورة، فإننا نتطلع إلى المزيد من النجاح له، خاصة بفضل الدعم الذي يجده من قبل مؤسسه وراعيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله.

المبادرة الأبرز

تشدد الأديبة، إيزابيل أبو الهول، المؤسسة والمستشارة وعضو مجلس الأمناء في مؤسسة الإمارات للآداب، على أن مبادرة تحدي القراءة العربي واحدة من أهم وأبرز المبادرات الثقافية والتعليمية، إذ إنها نجحت في استقطاب ملايين الطلبة نحو عوالم القراءة والمعرفة، وجعلتهم يتسابقون بهمة عالية في ميادين المعرفة لحصد لقب التحدي، مبينة أيضاً أن التحدي غدا منارة حاضرة مؤثرة في المجتمع العربي والمجتمعات العالمية أيضاً.

وتتابع: «هذه المبادرة ستغير حتماً حياة هؤلاء الأطفال والشباب الذين تعلقوا بالقراءة بفعلها وتأثيرها، حيث ستمدهم بالقوة والشجاعة والعلم والثقافة وستساعدهم في حياتهم للتقدم والتطور، فمجرد أن تصبح قارئاً فإن ذلك ينقلك الى عولم أخرى وحضارات وعلوم مختلفة».

وتستطرد أبو الهول: «إن هذه المبادة بالغة القيمة والأهمية، وهي عزيزة جداً على قلوبنا، ولا نستطيع أبداً أن نفيها حقها، فها هي ثمارها متجلية في أرض الواقع، ونتبناها ونحن نرى هؤلاء الأطفال وهم ممتلئون بالفرح والمحبة، بينما يتنافسون في ميادين المعرفة، وكذا بينما هم يحملون أعلام دولهم، ليمثلوها في هذا التحدي بكل فخر.

فيقفون بين أقرانهم مستعرضين مهاراتهم وقدراتهم على التنافس في عدد الكتب التي قرأوها وفي أنواعها. إنها لمبادرة تتعدى أجمل الأحلام التي كنا نحلم بها يوماً ما، وقد أصبحت حقيقة وواقعاً جميلاً لا يمكن إلا الوقوف عنده وتقديره ولا يمكننا أن نفي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، حقه في الشكر والتقدير على هذا التحدي الفكري والمعرفي، الذي أعاد القيمة للكتاب والأهمية للقراءة لدى الجيل الجديد».