في دبي.. ما تفقده سيبحث عنك حتى يجدك

شرطة دبي حريصة على حصر المفقودات وإعادتها إلى أصحابها أينما تواجدوا | أرشيفية
شرطة دبي حريصة على حصر المفقودات وإعادتها إلى أصحابها أينما تواجدوا | أرشيفية
ريم الحوسني
ريم الحوسني

في مدينة مزدحمة، نشطة لا تعرف النوم، يتوافد عليها السياح من كل حدب وصوب، ما تفقده سيبحث عنك حتى يجدك، ولن يضيع شقاء العمر.. هنا في دبي ليس للاحتمالات وارد، فما هو لك عائد إليك شعار يتسيد قصصاً لأناس فقدوا ثمينهم ولكن برنة هاتف يتحدث إليك شخص تألف صوته ليقول لك: هل أضعت أو فقدت شيئاً، ما إن تقول نعم حتى تسمع بالبشارة، خاصة إذا لم تكن تنبهت بعد وعرفت أنك أضعت شيئاً ثميناً، فتنطبق عليك مقولة ما تفقده سيبحث عنك حتى يجدك، أو بالأحرى ستتولى إدارة المفقودات والمعثورات في شرطة دبي هذه المهمة، وقد تسترد ضالتك قبل أن تكتشف أنك فقدتها.

هذا ما تؤكده الملازم ريم الحوسني، رئيس قسم الاتصال ومتابعة الشكاوى بالإدارة، إذ تقول: «دورنا استباقي وكثيراً ما نتواصل مع الأشخاص قبل حتى أن يعرفوا أنهم ضيّعوا أشياءهم، وذلك في إطار مبادرة معثورات السعادة».

وتوضح أن هناك أشخاصاً استردوا أشياءهم بعد 5 دقائق فقط من ضياعها منهم، وهو معدل ليس سهلاً تحقيقه في أي مكان بالعالم. ووفق إحصائيات العام الماضي، فقد كان فقدان وثائق رسمية، منها جوازات السفر في صدارة قائمة المفقودات بواقع 73 ألف حالة، في حين بلغ عدد الأغراض التي أعيدت لأصحابها 128 ألفاً و443، وقد زاد الرقم في العام الجاري إذ سجل حتى بداية أكتوبر الماضي 550 ألف غرض جرى التوصل إلى أصحابه.

وتوضح أن النظام الذكي المعتمد عام 2020 ساهم إلى حد كبير في تسهيل العمل وتسريع وتيرة إنجازه. ونجح النظام الذكي لتسجيل المعثورات والمفقودات والتعامل مع البلاغات في اختصار الخطوات من 7 إلى خطوة واحدة.
وتضيف إن الإدارة نجحت في إعادة معثورات إلى أشخاص يتواجدون خارج الدولة، كانت طائراتهم حطت على سبيل الترانزيت في مطار دبي، وقد فوجئوا بأننا نتواصل معهم لإيجاد الوسائل المناسبة لتسليمهم أغراضهم.

وتروي أنه عُثر على هاتف محمول، ولم تكن به شريحة تدل على صاحبه، فاستخدمت شرطة دبي أساليب التتبع التقنية حتى توصلت إلى مالكه، ومن ثم تم إرساله إلى صاحبه في المملكة العربية السعودية، فإذا به يكتب قصيدة للإشادة بشرطة دبي، كما نجحت شرطة دبي في إرسال ساعة إلى سيدة فقدتها في أحد فنادق دبي، وكانت ذات قيمة مالية مرتفعة، فضلاً عن كمبيوتر محمول «لاب توب»، يرجع لسيدة أسترالية، كانت فقدته في قاعة ترانزيت مطار دبي، وعليه بيانات مهمة تخص عملها الأمر الذي كان مؤلماً للغاية بالنسبة لها، وحين أبلغناها بالعثور عليه لم تكد تصدق نفسها.

وتتعاون الإدارة في سبيل تحقيق أهدافها مع مختلف القطاعات الحكومية والخاصة ذات الصلة بالنشاط السياحي في الإمارة، بما يشمله ذلك من المطارات والفنادق ومراكز التسوق. كما ترتبط الإدارة إلكترونياً بأكثر من 2450 جهة، وجميعها لديها مكاتب معثورات ومفقودات، تسجل على الفور أي شيء يُعثر عليه، عبر نظام ربط ذكي، بحيث تكون الإدارة مستعدة للتعامل مع بلاغات الفقد في التو واللحظة.

وتقول: «إن الإدارة تعمل وسط تحديات كبرى، فالتزايد المطرد في عدد القادمين إلى دبي، يزيد بالتبعية من حالات فقد الممتلكات، وهذا يستلزم الاعتماد دائماً على التقنيات الحديثة لتسيير العمل، وهناك عدة وسائل لتسليم المعثورات إلى أصحابها، فبوسعهم الحضور بأنفسهم، وهناك خدمة توصيل وهذه كانت متبعة خلال جائحة كورونا، كذلك توجد خاصية تتبع».

ورداً على سؤال حول الإجراءات المتبعة بعد تسجيل المعثورات في حال لم يُستدل على أصحابها تقول: «هذه فرضية بعيدة نوعاً ما، فمعظم الحالات تبدأ وتنتهي في محض ساعات على الأكثر، لكن بطبيعة الحال هناك بروتوكول، فبعد تسليم الأشياء المفقودة إلى الإدارة يجري تصنيفها بحسب قيمتها المادية وكذلك أهميتها، وتعد الوثائق على رأس قائمة الأشياء المهمة».

وبعد تسجيل المعثورات على شبكة معلومات الإدارة، يتم إيداع الأشياء الثمينة في خزانة مخصصة لذلك، حتى يتقدم إلى الإدارة أصحابها على أن يثبتوا أن ملكيتها تعود إليهم. ووفقاً للقانون تُخزِّن الإدارة المعثورات لديها لمدة عام، وفي حال لم يُستدل على أصحابها يتم طرحها في مزاد، أو إتلافها، وقد يجري التبرع بها لعدد من الجهات الخيرية، وخلال العام الماضي أقامت الإدارة 82 مزاداً ومعظمها كان على إلكترونيات مختلفة.