يمثل عيد الاتحاد الـ 53 لدولة الإمارات مناسبة وطنية عظيمة تحتفي بها المدارس في جميع أنحاء الدولة، حيث ركزت هذا العام على إبراز مسيرة وإنجازات القائدين المؤسسين المغفور لهما بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، والشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، رحمه الله، وكان لهذين القائدين دور محوري في تأسيس دولة الاتحاد وتحقيق رؤيتهما في بناء وطن مزدهر وموحد، وهو ما جعل جهودهما محط اهتمام الميدان التربوي وعنوانا رئيسيا لاحتفالات المدارس بهذه المناسبة.
واستثمرت المدارس هذه الفرصة ليس فقط في إحياء ذكرى "الاتحاد"، بل أيضا في تعريف الطلبة بدور القادة المؤسسين في بناء دولة الإمارات، وتسليط الضوء على القيم التي عملوا على ترسيخها، مثل الوحدة، العطاء، والتكاتف، وذلك من خلال الأنشطة التعليمية والفعاليات المتنوعة، تحولت هذه المناسبة إلى منصة تعليمية تفاعلية تعزز الفخر الوطني وتنقل إلى الطلبة الروح التي جمعت الإماراتيين منذ أكثر من خمسة عقود.
إنجازات زايد وراشد
ومن جهتها أوضحت تسليم كوثر مديرة مدرسة خاصة، أن احتفالات "عيد الاتحاد" هذا العام ركزت بشكل كبير على تعريف الطلبة بمسيرة الغفور لهما بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، وتوضيح الدور الكبير الذي لعبه هذان القائدان في تأسيس دولة الاتحاد، مؤكدة أن المدرسة نظمت سلسلة من الأنشطة والبرامج التفاعلية التي تهدف إلى تسليط الضوء على إنجازاتهما التاريخية.
وذكرت أن الطلبة شاركوا في ورش عمل إبداعية تضمنت كتابة تقارير وأبحاث قصيرة حول مسيرة الشيخ زايد والشيخ راشد، بالإضافة إلى ذلك، تضمنت الاحتفالات عرض أفلام وثائقية تروي جهود القادة المؤسسين في بناء الدولة الحديثة، مما منح الطلبة فرصة للتعرف على تفاصيل تلك الفترة الزمنية والتأثر بجهودهم الوطنية الملهمة.
قدوة للأجيال القادمة
ومن جهتها أشارت التربوية الدكتورة فاطمة الظاهري إلى أن التركيز على القادة المؤسسين في احتفالات عيد الاتحاد يعزز فهم الطلبة للمبادئ التي قامت عليها دولة الإمارات، وذكرت أن المغفور لهما، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان والشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، لم يكونا فقط قادة مؤسسين، بل قدوة في التضحية والعمل الجماعي، وهو ما يجب غرسه في نفوس الأجيال الجديدة.
وأضافت أن المدارس اليوم تسعى إلى إبراز هذه القيم من خلال أنشطة تعليمية مبتكرة، تتجاوز مجرد العرض التقليدي إلى مشاركة الطلبة بشكل فاعل في التعرف على تفاصيل التاريخ الوطني، مضيفة أن البرامج الوطنية التي تنظمها المدارس تسهم في بناء جيل واعٍ بدوره في تحقيق استدامة الاتحاد، وبينت أن تسليط الضوء على إنجازات القادة المؤسسين، مثل تأسيس الاتحاد وتطوير البنية التحتية، يساعد الطلبة على فهم حجم الجهود التي بذلت لبناء الدولة.
القيم الوطنية في المناهج والأنشطة
وتعتبر المناهج الدراسية والأنشطة اللاصفية من أبرز الأدوات التي تعتمد عليها المدارس في غرس قيم الاتحاد في نفوس الطلبة، ومن جهتها، أكدت اعتدال سحويل مديرة مدرسة خاصة، أن المدارس تلعب دورا حيويا في نقل القيم الوطنية للطلبة من خلال إدماج هذه القيم في جميع جوانب التعليم.
وأوضحت ان مدرستها نظمت هذا العام فعاليات خاصة بعيد الاتحاد تضمنت عروضا مسرحية تحكي قصة تأسيس الدولة ومبادئ القادة المؤسسين، إضافة إلى مسابقات إبداعية مثل كتابة الشعر والقصص التي تتمحور حول الاتحاد وأهميته، كما تضمنت الأنشطة ورش عمل تفاعلية للطلبة تهدف إلى تعريفهم بقيم مثل الوحدة، التضامن، والتفاني في خدمة الوطن.
وأكدت سحويل أن مثل هذه الأنشطة لا تشعر الطلبة فقط بالفخر بتاريخ بلادهم، بل تمنحهم أيضًا منصة للتعبير عن مشاعرهم الوطنية بشكل إبداعي.
مناسبة مستدامة
ولفتت هيام الحمادي مديرة مدرسة خاصة، إلى أن "عيد الاتحاد" ليس مجرد ذكرى لتأسيس الدولة، بل هو فرصة لتأكيد القيم التي نجتمع عليها تحت راية واحدة، ومن خلال البرامج التعليمية والأنشطة التفاعلية، نسعى إلى تعزيز وعي الطلبة بتاريخ بلادهم وأهمية الاتحاد في تشكيل حاضرهم ومستقبلهم.
وذكرت أن المسؤولية الأكبر تقع على عاتق المدارس في جعل هذه المناسبة مصدر إلهام للأجيال القادمة، ما يضمن استمرار روح الاتحاد كأساس لبناء مجتمع متماسك قادر على مواجهة التحديات وتحقيق الإنجازات.
دور محوري
وشدد أحمد يحيي نائب مدير مدرسة خاصة في دبي على أهمية دور القيادة المدرسية في ترسيخ القيم الوطنية، موضحا أن الاحتفال بعيد الاتحاد ليس مجرد فعالية سنوية، بل هو محطة للتذكير بالقيم التي يجب أن تدرج في كل جوانب العملية التعليمية.
ولفت إلى انه مدرسته تعتمد خطة مستدامة تعمل على تعزيز القيم الوطنية طوال العام الدراسي، وهذه الخطة تشمل مبادرات تطوعية للطلبة حيث يتعلمون من خلالها أهمية المسؤولية المجتمعية وخدمة الوطن.
ويرى أن غرس القيم الوطنية يحتاج إلى تكامل بين الجوانب التعليمية والسلوكية، بحيث تصبح هذه القيم جزءا من شخصية الطالب.