راشد بن حمدان لـ«البيان»: جائزة التربوي المتميز ستشمل دول التعاون قريباً

راشد بن حمدان خلال الحوار | تصوير: عبدالله المطروشي
راشد بن حمدان خلال الحوار | تصوير: عبدالله المطروشي

في خطوة رائدة نحو تحسين جودة التعليم في الوطن العربي وتعزيز الابتكار الرقمي، أعلن الشيخ راشد بن حمدان آل مكتوم، الرئيس الأعلى لمؤسسة حمدان بن راشد آل مكتوم للعلوم الطبية والتربوية، في حوار إعلامي مع الصحف المحلية، عن إطلاق «جائزة حمدان-الألكسو للابتكارات الرقمية في التعليم»، والتي تأتي ثمرة شراكة استراتيجية بين المؤسسة والمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم «الألكسو»، وتهدف إلى تكريم المبادرات الرائدة التي تسهم في تحسين جودة التعليم باستخدام أحدث التقنيات الرقمية في العالم العربي.

وكشف الشيخ راشد بن حمدان لـ«البيان»، أن المؤسسة تعمل على توسيع نطاق «جائزة التربوي المتميز» لتشمل دول مجلس التعاون الخليجي بعد أن كانت تقتصر على الدولة فقط، موضحاً أن الإجراءات جارية بالتنسيق مع مكتب التربية العربي لدول الخليج، ومن المتوقع تفعيل المشروع عقب توقيع الاتفاقية بين الجانبين قريباً.

وأشار الشيخ راشد إلى أن المؤسسة حددت نصاب عدد الفائزين بالجائزة بـ6 فائزين، ورصدت الجائزة 300 ألف درهم للفائزين إلى جانب كأس التميز وفرصة للالتحاق ببرنامج تدريبي. وأضاف الشيخ راشد، أن الجائزة تهدف إلى تكريم التربويين المتميزين الذين أظهروا منهجيات عمل مبتكرة وحققوا نتائج استثنائية في مواجهة التحديات المستقبلية.

وأكد أن المؤسسة أثبتت ريادتها على مدار 26 عاماً في نشر التميز التعليمي على المستويين المحلي والعالمي، منذ تأسيسها عام 1998 بمبادرة من المغفور له بإذن الله الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم، حيث حرصت على ترسيخ ثقافة الجودة والابتكار في مختلف جوانب المنظومة التعليمية، وبدعم مستمر من القيادة الرشيدة، استطاعت أن تحقق قفزات نوعية في تطوير المناهج، وتعزيز كفاءة المعلمين، وتحسين البيئة التعليمية بما يتماشى مع أرقى المعايير العالمية.

وتابع: «اليوم، باتت مؤسسة حمدان نموذجاً يحتذى به في مجال التميز التعليمي، حيث أسهمت برامجها وجوائزها في رفع مستوى التنافسية بين المؤسسات التعليمية، مع تزويد المكتبة العربية بأبحاث ودراسات أثرت عملية اتخاذ القرار التربوي وساعدت على رسم ملامح مستقبل التعليم في المنطقة».

وأكد الشيخ راشد أن الجائزة الجديدة تجسد رؤية عصرية تسهم في ردم الفجوة بين الواقع التعليمي الحالي والطموحات المستقبلية، وقال: «الانسجام في الرؤى بين مؤسسة حمدان ومنظمة الألكسو أتاح توافقاً حول تصوراتنا للبرامج المشتركة. نحن نسعى إلى نقلة نوعية من التعليم التقليدي إلى تعليم تفاعلي يعتمد على تنمية التفكير الإبداعي».

وأشار إلى أن الجائزة تمثل استجابة للتحديات الحالية في التعليم العربي، موضحاً أن الابتكار الرقمي بات ضرورة ملحة. وأوضح: «نعيش في عالم يشهد تطوراً تقنياً مذهلاً ونمواً متسارعاً في استخدام التكنولوجيا، والذكاء الاصطناعي، والتعليم عبر الإنترنت يفتح آفاقاً جديدة لتحسين المنظومة التعليمية، جائزة حمدان-الألكسو تسعى إلى تشجيع هذه الابتكارات وتكريم المبادرات التي تقدم حلولاً تعليمية مبتكرة».

وأضاف: «الجائزة تستهدف الطلبة، والمعلمين، وأعضاء الهيئات الإدارية، بالإضافة إلى المتخصصين في تقنيات التعليم من المؤسسات الحكومية والشركات، ورؤيتنا هي بناء منظومة تعليمية مرنة ومتطورة قادرة على مواجهة تحديات المستقبل».

وأوضح الشيخ راشد أن الجائزة تسعى إلى تعزيز استخدام تقنيات مثل الذكاء الاصطناعي، الميتافيرس، الواقع الافتراضي والمعزز، وتطبيقات الهواتف الذكية، وقال: «الابتكار في التعليم ليس خياراً، بل هو الطريق لتحقيق تعليم مستدام ومتطور، وجائزة حمدان-الألكسو تسلط الضوء على أهمية استخدام التكنولوجيا في تقديم حلول تعليمية مبتكرة».

وأكد الشيخ راشد أن الشراكة مع الألكسو تمثل خطوة استراتيجية لدعم الابتكار الرقمي في التعليم العربي، مشيراً إلى أن خبرات المؤسسة وشراكاتها مع بيوت الخبرة العالمية مكنتها من إطلاق جائزة متميزة تهدف إلى تقديم حلول تعليمية رقمية تخدم العالم العربي وتضعه في مقدمة الدول المتبنية للتعليم الرقمي.

وإلى جانب «جائزة حمدان-الألكسو»، سلط الشيخ راشد الضوء على جائزة البحث العربي، التي تطورت عن جائزة البحث التربوي التطبيقي بالشراكة مع الألكسو. وأوضح أن البحث العلمي هو العمود الفقري لتطوير التعليم ونسعى من خلال هذه الجائزة إلى دعم الأبحاث التي تقدم رؤى جديدة لتحسين المناهج وأساليب التدريس والبيئة التعليمية.

وأضاف، أن المؤسسة زودت المكتبة العربية بالعديد من الدراسات التي ساعدت صناع القرار على تحسين المنظومة التعليمية، وفي الدورة الأخيرة من الجائزة، شهدنا مشاركة 154 بحثاً من 11 دولة، مما يعكس اهتماماً متزايداً من المجتمع التعليمي العربي. وأكد الشيخ راشد أن المؤسسة ستواصل دعم البحث العلمي من خلال شراكاتها مع منظمات دولية، مثل اليونسكو.

وحول نجاح مؤسسة حمدان بن راشد آل مكتوم في تحقيق رؤيتها، أكد الشيخ راشد أن المؤسسة أصبحت نموذجاً للتميز التعليمي. وقال: «منذ إطلاق الجائزة في عام 1998، وبدعم قيادتنا الرشيدة، أسهمت المؤسسة في تأسيس نهج للتميز التعليمي أصبح اليوم أسلوب حياة في الإمارات».

وأوضح الشيخ راشد، أن المؤسسة مرت في مراحل عديدة كانت بدايتها التأسيس لصناعة التميز التعليمي ثم مرحلة العمل على ترسيخ مفهوم التميز في وعي المجتمع بما فيه من منهجيات ومعايير التميز التعليمي وكانت مرحلة غنية بالدعم السخي من راعي الجائزة وبناء الشراكات المحلية والإقليمية والدولية وصولاً إلى مرحلة التطوير والتمكين والتي تخللها تحول جوهري انعكس على مأسسة المبادرة وإطلاق مشروعات نوعية وتوسيع نطاق الإفادة.

وتابع أن الجودة غدت أسلوب حياة في دولة الإمارات وأخذت تنمو بشكل مضطرد في المحيط الخليجي، وقد كان للبرامج الحكومية الموجهة إلى جودة الخدمات بالتزامن مع إطلاق الجائزة أن حدث نوع من الانسجام في تعليم الجودة الذي عكفت عليه الجائزة كإطار نظري مقرون بالتدريب وبين التطبيقات التي حدثت في الخدمات الحكومية مما أوجد سياقاً متسقاً وقناعة بالعمل على مخرجات تعليمية مشبعة بفلسفة الجودة وبقدرات التفكير الإبداعي المتطلع إلى التعاطي مع المشكلات وحلها بطرق ابتكارية، وبفضل ذلك تمكنت مؤسسة حمدان من تحقيق أهدافها وأصبحت من الجهات الرائدة والمستقطبة للمهتمين والمطورين التعليميين، وهي تعمد إلى خوض آفاق أرحب من خلال شراكات قوية مع مؤسسات دولية عريقة، وإذا تفحصنا آثار انتشار التميز التعليمي نجد إسهاماته وانعكاساته جليةً في تحسين المخرجات التعليمية وكفاءة المؤسسات المدرسية إضافة إلى انتشار البرامج التعليمية والتدريبية في مجال الجودة والابتكار وتطوير المعلمين.

وأشار الشيخ راشد إلى أن المؤسسة أسهمت في تحسين المخرجات التعليمية، تطوير المناهج، ونشر ثقافة الجودة والابتكار، وقال: «بفضل شراكاتنا الدولية مع مؤسسات مثل المنظمة الأوروبية لإدارة الجودة «EFQM»، أطلقنا نموذجاً عالمياً يُعد معياراً لتقييم الأداء التعليمي، وهذا النموذج يشهد طلباً متزايداً من مؤسسات تعليمية حول العالم».

شراكات دولية

أكد الشيخ راشد بن حمدان آل مكتوم أن العلاقة بين مؤسسة حمدان ومنظمة اليونسكو تعود إلى عام 2008، عندما حصل المغفور له بإذن الله الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم على أرفع ميدالية تقديرية من المنظمة الدولية تقديراً لدعمه المستمر للتعليم، موضحاً أن هذه العلاقة أثمرت عن إطلاق جائزة حمدان-اليونسكو لتنمية أداء المعلمين عام 2010، إلى جانب مبادرات أخرى مثل صندوق حمدان-اليونسكو، الذي يمول برامج تعليمية عالمية، ومشروع تحديث القاعة الرئيسية في مقر اليونسكو.

وأشار الشيخ راشد إلى أن هذه الجهود جاءت امتداداً للنهج الذي أرساه المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وتعكس رؤية القيادة الرشيدة، في دعم التعليم عالمياً، مضيفاً أن نجاح المؤسسة مع اليونسكو في دعم المعلمين، خاصة في المناطق التي تفتقر إلى الموارد، عزز مكانة الإمارات في الساحة الدولية وأسهم في تطوير التعليم.

وفي ما يتعلق بتوسيع نطاق الشراكات الدولية، أوضح الشيخ راشد أن المؤسسة استلهمت نجاحها مع اليونسكو لتبني شراكات جديدة مع منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة «الإيسسكو» والمنظمة العربية للتربية والعلوم والثقافة «الألكسو»، من خلال إطلاق جوائز وبرامج مشتركة تسهم في تحقيق رؤية المؤسسة لدعم التعليم وتحسين مخرجاته.

وعن برنامج حمدان الدولي للجودة والتعليم المتميز، أكد الشيخ راشد أن المؤسسة تعاونت مع المؤسسة الأوروبية لإدارة الجودة «EFQM» لإطلاق نموذج حمدان التعليمي العالمي، الذي يُعد أداة مبتكرة لقياس جودة المؤسسات التعليمية على مستوى العالم، ويمنح شهادات اعتماد دولية تُعتمد كمؤشر رئيسي للجودة.

وأشار الشيخ راشد إلى أن المؤسسة تعمل مع أكثر من 70 جهة دولية في إطار برنامج التلمذة الموجهة للطلبة الموهوبين، والذي يُنفذ تحت مظلة المركز العالمي للموهوبين. وأضاف أن المؤسسة عززت حضورها في مجال التصنيع الرقمي من خلال التعاون مع منظمة فاب لاب الدولية وإنشاء فاب لاب الإمارات كأول مختبر معتمد في الدولة.

وأكد أن هذه الشراكات الدولية كان لها تأثير مباشر على تطوير التعليم في الإمارات، حيث أسهمت في إدخال أفضل الممارسات العالمية إلى النظام التعليمي المحلي، ووفرت فرصاً لتطوير برامج تستهدف المعلمين والطلبة. كما عززت هذه الشراكات مكانة الإمارات كدولة رائدة في تطوير التعليم عالمياً ودعم الابتكار التعليمي.

تعاون

وأكد الشيخ راشد بن حمدان آل مكتوم أن المؤسسة تعمل حالياً على بلورة أطر تعاون جديدة بالتنسيق مع الجهات المعنية في دولة الإمارات، تهدف إلى تعزيز الجهود العالمية في المجال الصحي، موضحاً أن المؤسسة لديها تصورات مبدئية لمشروعات طموحة من شأنها الإسهام في دعم الصحة العالمية وتعزيز التعاون الدولي لمواجهة التحديات الصحية الراهنة.

وأشار الشيخ راشد إلى أن مؤسسة حمدان تحمل إرثاً عريقاً في دعم القطاع الطبي، مستمدة رؤيتها من المغفور له بإذن الله الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم، مضيفاً أن إطلاق جائزة حمدان للعلوم الطبية عام 1999 كان بمثابة نقلة نوعية لتكريم الإنجازات المتميزة وتشجيع الابتكار في المجال الطبي.

وأوضح أن الجوائز الطبية أسهمت على مدى أكثر من عقدين في تحسين الخدمات العلاجية والرعاية الصحية من خلال تنظيم مؤتمرات طبية عالمية تسلط الضوء على موضوعات ملحة، وتكريم الأطباء والباحثين والمؤسسات المؤثرة التي أحدثت فارقاً إيجابياً في القطاع الصحي، لافتاً إلى أن المؤسسة تعمل على إعادة صياغة معايير الجوائز لتستهدف تحسين جودة الرعاية الصحية بشكل أعمق وأكثر شمولية.

وفي ما يتعلق بالشراكات الدولية، شدد الشيخ راشد على أن مكانة الإمارات المتميزة على الساحة الدولية، بفضل القيادة الرشيدة، توفر فرصاً كبيرة لبناء شراكات استراتيجية مع المنظمات الصحية العالمية، مضيفاً أن المؤسسة تسعى لتوظيف إمكاناتها لنقل المعرفة والخبرات الصحية بين الدول، بما يعزز كفاءة الأنظمة الصحية ويسهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، خاصة تلك المتعلقة بالصحة والرفاهية.