خصص عدد من المدارس الخاصة في دبي 10 دقائق يومياً خلال فترة الاستراحة الثانية لأداء صلاة الظهر جماعة، في خطوة تهدف إلى تعزيز القيم الدينية بين الطلبة، إلى جانب إدخال أنشطة إضافية تشمل تحفيظ القرآن الكريم وتنمية الهوية الإسلامية.
وأوضحت إدارات المدارس أن الخطوة جاءت استجابة لاحتياجات الطلبة وأولياء الأمور الذين يرغبون في غرس القيم الإسلامية في نفوس أبنائهم، في بيئة مدرسية تجمع بين التعليم الأكاديمي والتربية الدينية، كما أكدت الإدارات المدرسية أن هذه المبادرات تعكس التزامهم بتوفير بيئة تعليمية متكاملة توازن بين التحصيل العلمي والتربية الأخلاقية والدينية.
وقالت تسليم كوثر، مديرة مدرسة السلام، إن المدرسة خصصت وقتاً محدداً يومياً لصلاة الجماعة، حرصاً منها على ترسيخ العادات الدينية بين الطلبة، موضحة أن هذا الوقت تم تحديده خلال فترة الاستراحة الثانية، ما يتيح للطلبة فرصة أداء الصلاة دون التأثير على البرنامج الأكاديمي.
وأضافت تسليم أن المدرسة خصصت أيضاً فترة صباحية لأنشطة تحفيظ القرآن الكريم، مؤكدة أن الطلبة يتمتعون بحرية الاختيار بين تعلم تحفيظ القرآن أو دراسة لغة ثالثة، مشيرة إلى الإقبال الكبير على برامج تحفيظ القرآن. ومن جانبه، أكد محمد مطاوع، المدير التنفيذي للشركة القابضة للتعليم، أن المدرسة تحرص على الالتزام بالعادات والتقاليد الدينية، معتبراً أن تخصيص وقت للصلاة ليس فقط أمراً دينياً، بل يعزز الراحة النفسية للطلبة.
من جانبها، أكدت الدكتورة مروة علي مهيأ رئيس قسم اللغة العربية والتربية الإسلامية في مدرسة أوكسفورد، أن مدرستها تستثمر هذا الوقت لتعليم الطلبة القيم الإسلامية منذ الصغر، مشيرة إلى أن السنوات الدراسية الأولى هي المرحلة الأمثل لغرس المبادئ الدينية والأخلاقية في نفوس الطلبة.
وفي إطار الجهود الرامية إلى تعزيز الأنشطة الدينية داخل المدارس الحكومية، أطلقت الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف والزكاة بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم في وقت سابق، مبادرة «مصلّى مدرستنا»، وتهدف المبادرة إلى تنشيط دور المصليات المدرسية، من خلال إعمارها بأنشطة ثقافية ومحاضرات دينية تهدف إلى غرس القيم الإسلامية الأصيلة في نفوس الطلبة، كما تسعى المبادرة إلى زيادة وعي الطلبة بالعادات والتقاليد الاجتماعية التي تعكس هويتنا الوطنية. وتسعى وزارة التربية والتعليم من خلال هذه المبادرة إلى تحقيق التكامل بين الجوانب التعليمية والتربوية، بما يسهم في إعداد جيل ملتزم بهويته الدينية والثقافية، وقادر على الموازنة بين تطلعاته الأكاديمية وقيمه الأخلاقية.
وأكدت عدد من إدارات المدارس الحكومية أن هذه الجهود من شأنها أن تسهم في زيادة تفاعل الطلبة مع القيم الإسلامية، وجعل المدارس نموذجاً يحتذى بها في تعزيز الهوية الوطنية والدينية، وتعزز الفهم الديني والتسامح بين الأجيال الجديدة.