أفاد تربويون بأن تعزيز مشاركة أصحاب الهمم في الأنشطة والمشاريع المدرسية يمثل خطوة حيوية نحو بناء بيئة تعليمية شاملة تدعم جميع الطلاب على اختلاف قدراتهم، مؤكدين أن تطبيق استراتيجيات مبتكرة ومبادرات متطورة يسهم في دمج أصحاب الهمم في العملية التعليمية وتحفيز إبداعاتهم ومهاراتهم.
واقترح التربويون 5 استراتيجيات و6 مبادرات يمكنها المساهمة في تحقيق تكافؤ الفرص التعليمية بين جميع الطلاب، بمن فيهم أصحاب الهمم، موضحين أن هذه الجهود تسهم في خلق بيئة تعليمية شاملة تعزز من التفاعل الاجتماعي والإبداع، وتشجع الطلاب على المشاركة الفعالة في الأنشطة والمشاريع المدرسية.
وتشمل المبادرات (التكيف مع الاحتياجات الفردية، واستخدام التعلم التعاوني، وتوفير بيئة آمنة وداعمة، واستخدام التكنولوجيا المساعدة، وتحديد أهداف قابلة للتحقيق)، أما المبادرات المقترحة فتتمثل في: (فريق الأصدقاء الداعمين، مختبر الإبداع التكنولوجي، برنامج أبطال الأنشطة، حصة المهارات المشتركة، برنامج التعلم المدمج، وورش العمل التفاعلية).
تكيف الاحتياجات
وأفاد الدكتور محمد فتح الباب، الخبير التربوي، أن دعم أصحاب الهمم يتطلب منهجيات متطورة تعتمد على استراتيجيات ومبادرات عملية، مؤكداً أهمية تكييف الأنشطة التعليمية لتتناسب مع احتياجات أصحاب الهمم، موضحاً أن ذلك يشمل توفير أدوات تعليمية متخصصة مثل الوسائل السمعية والبصرية، مؤكداً أن هذا التكيف لا يعني تقليل معايير التعليم، بل يعكس التزاماً بتمكين جميع الطلاب من تحقيق أقصى إمكانياتهم.
ولفت إلى أن التعلم التعاوني يمثل إحدى الاستراتيجيات الفعالة لتعزيز مشاركة الطلاب، حيث يتيح للطلاب العمل في مجموعات متنوعة تساعدهم على تبادل الخبرات.
مختبر الإبداع
وأوضح الدكتور فتح الباب أن «فريق الأصدقاء الداعمين» نموذج فعال لتعزيز التفاعل الاجتماعي، حيث يعتمد على تكوين مجموعات من الطلاب المتطوعين لتقديم الدعم اللازم لأصحاب الهمم أثناء الأنشطة الدراسية. وأشار إلى أن مختبر الإبداع التكنولوجي يمكن أن يحدث نقلة نوعية في التعليم، حيث يتيح استخدام تقنيات مثل الواقع الافتراضي والذكاء الاصطناعي لتقديم تجارب تعليمية مميزة، موضحاً أن هذا النوع من المختبرات يفتح آفاقاً جديدة للتعلم التفاعلي. وأكد أن تطبيق «برنامج التعلم المدمج» يتيح لأصحاب الهمم فرصة التعلم بطريقة مرنة تجمع بين التعليم التقليدي والتعليم الإلكتروني، مؤكداً أن هذا النموذج يوفر بيئة تعليمية تتكيف مع قدرات واحتياجات كل طالب، مما يعزز من فرصهم لتحقيق النجاح.
تنوع التقييمات
وأكدت التربوية رائدة فيصل شفيق، أن التقييمات المدرسية يجب أن تكون مرنة ومتنوعة، وقالت: «لا يمكن قياس قدرات الطلاب من خلال الامتحانات التقليدية فقط، بل يتم ذلك أيضاً من خلال الأنشطة العملية والمشاريع كونها تعد أدوات فعالة تعكس الإمكانيات الحقيقية للطلاب».
وأفادت بأن هذا النوع من التقييم لا يعزز فقط المهارات الأكاديمية، بل يساعد أيضاً في بناء مهارات اجتماعية وشخصية لدى الطلاب، وفيما يخص الأنشطة الرياضية والفنية، وأشارت إلى أهمية تطبيق «برنامج أبطال الأنشطة»، الذي يتيح لأصحاب الهمم المشاركة في الأنشطة الرياضية والفنية من خلال تكييف الأدوات والأنشطة.
وأضافت أن «حصة المهارات المشتركة» تمثل فرصة لتعزيز العمل الجماعي، حيث تجمع هذه الحصة بين الطلاب من مختلف القدرات للمشاركة في أنشطة جماعية تسهم في تعزيز المهارات الاجتماعية والعاطفية.
التكنولوجيا المساعدة
وذكرت التربوية الدكتورة رانيا مدحت، أن استخدام التكنولوجيا المساعدة أصبح ضرورة لتلبية احتياجات أصحاب الهمم، موضحة أن الأدوات الرقمية مثل الأجهزة اللوحية والبرامج التفاعلية تسهم في تحسين تجربة التعلم.
وشددت على أهمية خلق بيئة آمنة وداعمة، مضيفة أن الطلاب يجب أن يشعروا بالثقة والأمان أثناء المشاركة، مما يحفزهم على الإبداع والتطور. وأوضح الدكتور هادي فاروق فراج، معلم التربية الخاصة، أن ورش العمل التفاعلية تعد من بين المبادرات الأكثر فاعلية لتطوير المهارات الشخصية والاجتماعية لأصحاب الهمم.
وأكد أنها تعد فرصة مميزة لتلبية احتياجات أصحاب الهمم، حيث توفر بيئة تعليمية مرنة تجمع بين التعليم التقليدي والتعليم الإلكتروني، كما تمنح الطلاب حرية التعلم وفقاً لإيقاعهم الخاص، مما يعزز من فرص نجاحهم الأكاديمي والشخصي.