عمل طلبة الثانوية في الإجازة.. «سنة أولى مهارات»

تدريب الطلبة تأهيل للحياة المهنية
تدريب الطلبة تأهيل للحياة المهنية
ياسمين زهرة
ياسمين زهرة
حسن سوالمة
حسن سوالمة
رانيا مدحت
رانيا مدحت

اتجه العديد من طلبة المرحلة الثانوية إلى العمل المؤقت، مستغلين هذه الفترة في اكتساب مهارات جديدة، وخبرات عملية، تعزز من استعدادهم للحياة المهنية، ويأتي هذا التوجه في إطار التوجيهات بالسماح للطالب بالعمل، وتلقي التدريب لدى المنشآت العاملة في الدولة، والذي يسمح لأي منشأة في دولة الإمارات تشغيل الطلبة، الذين بلغوا سن الـ 15 فما فوق أثناء إجازاتهم الدراسية، بشرط ألا تتجاوز مدة العمل ثلاثة أشهر في المرة الواحدة، مما يؤهل الطلبة للالتحاق بأولى سنواتهم في مدرسة المهارات بالحياة.

وقال حسن سوالمة، مدير مدرسة الأهلية الخيرية بنين في دبي: «إن العمل خلال الإجازة الشتوية يمثل فرصة قيمة للطلاب لاكتساب مهارات عملية، وتعزيز قيم المسؤولية والانضباط، مشيراً إلى أن هذه التجارب تمكن الشباب من تطبيق ما يتعلمونه نظرياً في المدرسة ضمن بيئة عملية، مما يسهم في بناء شخصية أكثر نضجاً». وأكد سوالمة أن التوازن بين العمل والراحة ضروري، لتحقيق أقصى استفادة من الإجازة، مشيراً إلى أهمية توعية الطلاب بضرورة تخصيص وقت للراحة والترفيه، إلى جانب العمل، حتى لا يشعروا بالإرهاق أو الضغط النفسي.

مسارات مهنية

وأكدت التربوية الدكتورة رانيا مدحت أن العمل خلال الإجازة الدراسية يساعد الطلاب على استكشاف اهتماماتهم، وتحديد مساراتهم المهنية المستقبلية، موضحة أن خوض تجربة عملية في مجالات مختلفة يمكن أن يساعد الطلاب على تحديد التخصصات، التي يرغبون في دراستها بالجامعة أو العمل بها مستقبلاً.

وأشارت إلى أن العمل في سن مبكرة يعلم الطلاب مهارات أساسية مثل إدارة الوقت، والالتزام بالمواعيد، وتحمل المسؤولية، مضيفة أن هذه التجربة تجعلهم أكثر استعداداً لمواجهة متطلبات سوق العمل في المستقبل، خاصة في ظل التغيرات المتسارعة في مجالات العمل.

تجربة تعليمية

وأوضحت التربوية ياسمين زهرة أن العمل خلال الإجازة الدراسية ليس مجرد وسيلة لكسب المال، بل هو تجربة تعليمية متكاملة، تسهم في بناء شخصية الطلاب، مشيرة إلى أن هذه الفرصة تمكنهم من تطوير المهارات الحياتية الأساسية مثل إدارة الوقت، العمل تحت الضغط، والتفاعل مع أشخاص من خلفيات مختلفة.

وأضافت أن العمل المبكر يسهم في غرس قيمة الاستقلالية لدى الطلاب، حيث يتعلمون كيفية اتخاذ القرارات المناسبة وتحمل مسؤولية أفعالهم، مؤكدة أن الطلاب الذين يخوضون تجربة العمل في مرحلة مبكرة يكونون أكثر استعداداً للتعامل مع تحديات الحياة الجامعية وسوق العمل.

كما شددت زهرة على أهمية أن تكون الوظائف التي يعمل بها الطلاب آمنة ومناسبة لمرحلتهم العمرية، ودعت المؤسسات التعليمية إلى التعاون مع الشركات، لتوفير فرص عمل تدريبية مصممة خصيصاً للطلاب، بحيث تركز على تطوير مهاراتهم العملية، وتوجيههم نحو المسارات المهنية، التي تتناسب مع قدراتهم واهتماماتهم.

وقال محمد حسن، طالب في الصف الثاني عشر، إن عمله خلال الإجازة منحه فرصة لتطوير مهاراته في التعامل مع العملاء وتنظيم الوقت، مؤكداً أن هذه التجربة جعلته أكثر استعدادًا للحياة الجامعية، من خلال تعلم كيفية مواجهة التحديات اليومية، أما سلمان خميس، الذي يدرس في الصف الحادي عشر، فأشار إلى أن عمله في متجر ملابس ساعده على اكتساب مهارات الإقناع والتواصل، مضيفاً أن الالتزام بالمواعيد والمسؤولية هما أهم القيم، التي تعلمها خلال هذه التجربة.

البحث والتنسيق

أما الطالب بلال السيد، الذي يدرس في الصف الثاني عشر، فقال إن العمل في مكتب والده خلال الإجازة الشتوية جعله أكثر استقلالاً ومسؤولية، موضحاً أن هذه التجربة وفرت له فرصة لتطوير مهارات البحث والتنسيق، مما زاد من حماسه لدراسة إدارة الأعمال في المستقبل.

وأكد يوسف حسن، طالب في الصف الحادي عشر أن العمل في مركز إلكترونيات أضاف له الكثير من المهارات التقنية، إلى جانب تعليمه أهمية التعاون والعمل الجماعي، موضحاً أن هذه التجربة زادت من فهمه لطبيعة سوق العمل، وأساليب تحقيق الأهداف.