حذّر تربويون من مجموعة من السلوكيات والممارسات الخاطئة التي قد تنتشر خلال عيد الفطر المبارك، وتؤثر سلباً على صحة الأفراد وسلامتهم، خصوصاً الأطفال، وأكدوا ضرورة التوعية بمخاطر هذه الممارسات لتجنّب العواقب الوخيمة التي قد تنتج عنها.
وتتعدد المخاطر التي قد يواجهها الأفراد خلال العيد، ما بين استخدام الألعاب النارية، والإفراط في تناول الأطعمة الدسمة، والسهر لأوقات متأخرة، إلى جانب الإسراف في الإنفاق، والاستخدام المفرط للأجهزة الإلكترونية. وشدد التربويون على أهمية توعية المجتمع بهذه المحاذير لضمان قضاء عيد فطر سعيد وآمن للجميع.
ألعاب نارية
ومن جهته أكد التربوي أيمن النقيب أن استخدام الألعاب النارية يُعَدّ من أبرز المخاطر التي تواجه الأطفال خلال عيد الفطر، مشيراً إلى أن هذه المواد قد تتسبب في حروق وإصابات جسدية خطيرة، بالإضافة إلى إمكانية اندلاع الحرائق في المناطق السكنية. وقال النقيب: «المشكلة لا تقتصر فقط على الإصابات الجسدية، بل تشمل أيضاً التأثيرات النفسية للأطفال الذين يتعرضون للضوضاء الشديدة الناتجة عن هذه المفرقعات، كما أن تكرار هذه الممارسات يجعل الأطفال يعتادون على سلوكيات خطرة وغير مسؤولة».
مأكولات وحلويات
وأوضح مستشار جودة الحياة الدكتور أسامة اللالا، أن عيد الفطر يُعتبر مناسبة يتناول فيها الناس كميات كبيرة من الحلويات والمأكولات الدسمة، ما قد يؤدي إلى مشكلات صحية مثل عسر الهضم وزيادة الوزن، مشيراً إلى أن الجهاز الهضمي يكون قد اعتاد على نمط غذائي معين خلال شهر رمضان، والتغيير المفاجئ في نوعية وكمية الطعام قد يسبب اضطرابات هضمية.
وقال اللالا: «الإفراط في تناول الحلويات والأطعمة الغنية بالدهون يُعدّ أحد أبرز المشكلات الصحية التي نشهدها خلال العيد، وبعض الأطفال يتناولون كميات كبيرة من الحلويات فور انتهاء الصيام، ما يؤدي إلى ارتفاع مستويات السكر في الدم، وتعرضهم لمشكلات مثل الغثيان والقيء».
السهر لوقت متأخر
وأشار الخبير التربوي الدكتور محمد البستاوي إلى أن السهر لوقت متأخر خلال ليالي العيد قد يؤثر سلباً على صحة الأطفال والمراهقين، حيث يؤدي إلى اضطرابات في النوم وتعب خلال النهار. وأكد أن النوم الكافي ضروري لنمو الأطفال وتطورهم العقلي والجسدي.
وقال البستاوي: «الأطفال بحاجة إلى النوم لساعات كافية حتى يتمكنوا من النمو بشكل سليم، والسهر المتواصل خلال العيد قد يؤدي إلى ضعف في التركيز، وشعور بالإجهاد خلال النهار، ما يؤثر على نشاط الطفل في الأيام التالية».
أجهزة إلكترونية
وأشارت التربوية فوزية الشيخ إلى أن الأطفال قد يقضون وقتاً طويلًا أمام الشاشات خلال فترة العيد، سواء لمشاهدة التلفاز أو اللعب بالألعاب الإلكترونية، ما قد يؤثر سلباً على صحتهم البدنية والنفسية، موضحة أن الاستخدام المفرط للأجهزة الإلكترونية قد يؤدي إلى مشكلات صحية مثل السمنة، وضعف النظر، واضطرابات النوم.
وقالت الشيخ: «بعض الأطفال يقضون ساعات طويلة في اللعب بالأجهزة الإلكترونية، ما يُضعف من تفاعلهم الاجتماعي ويؤثر على صحتهم البدنية، كما أن التعرض المستمر للضوء الأزرق من الشاشات قد يسبب اضطرابات في النوم».
إنفاق خلال العيد
وحذّر الخبير التربوي الدكتور محمد فتح الباب من خطورة الإسراف في الإنفاق خلال فترة العيد، حيث يميل البعض إلى الشراء دون وعي على أشياء غير ضرورية، ما يؤدي إلى زيادة الأعباء المالية على الأسرة.
وقال: «البعض يتعامل مع العيد كفرصة للإنفاق المبالغ فيه، ما يضع الأسرة تحت ضغط مالي قد يمتد إلى فترات طويلة بعد انتهاء العيد، ومن المهم أن يتعلم الأطفال قيمة المال، وأن يكون الإنفاق ضمن الحدود الطبيعية دون مبالغة، حتى لا يعتادوا على الاستهلاك المفرط».