أكاديميون لـ«البيان »: تطوير مناهج التعليم العالي يهيئ الطلبة لوظائف المستقبل

تتأهب الجامعات في الإمارات لوظائف المستقبل بمساقات تُمكن الخريجين وباقتدار من الانخراط في سوق العمل، وذلك في إطار الالتزام التام بضمان جاهزية الطلبة وإعدادهم للمستقبل في بيئات تعليمية ديناميكية ومرنة تركز على المهارات القابلة للتكيف، وتمكينهم أيضاً من تطوير قدراتهم في التعلم المستمر والابتكار والاستعداد لمهن لم تنشأ بعد، بما يضمن جاهزيتهم لسوق العمل المستقبلي سريع التغير.

وأكد نخبة من الأكاديميين والمتخصصين لـ«البيان» أن بناء الكوادر البشرية يستلزم تغيير أساليب تعليم الطلبة، وإعدادهم للمستقبل من خلال تطوير مناهج التعليم العالي لتحقيق أهداف متطلبات سوق العمل، وهذا ما تهتم به القيادة الرشيدة في الدولة، وتوليه رعايتها.

أحمد الرئيسي
أحمد الرئيسي

وفي هذا الإطار قال الأستاذ الدكتور أحمد علي الرئيسي، مدير جامعة الإمارات، بالإنابة: «تحرص جامعة الإمارات على بناء الوعي الأكاديمي المستمر بأهمية المواءمة ما بين المناهج الأكاديمية وسوق العمل والتطورات العلمية، واستشراف مستقبل التعليم العالي من خلال تضمين المواد التعليمية التي تساعد الطالب على كسب مهارات سوق العمل.

وتعد مواءمة المناهج الأكاديمية عملية مستمرة تهدف إلى رفع المخرجات الأكاديمية بما يعزز مكانة الجامعة عالمياً، وتؤكد الجامعة الرؤية الاستشرافية في إعداد المناهج الأكاديمية.

وذلك لضمان مواكبة التغيرات التي تطرأ على منظومة التعليم العالي وتضمن مهارات يطلبها سوق العمل» وأشار مدير الجامعة بالإنابة، إلى ضرورة تبني مفهوم التعلم المستمر والتكيف مع متطلبات العصر.

وذلك من خلال تقديم دورات قصيرة وشهادات رقمية محدثة باستمرار لتلبية احتياجات سوق العمل المتغيرة، كما شدد على أهمية تطوير بيئات تعليمية تشجع على التعلم الذاتي، وإدخال برامج قائمة على المهارات بدلاً من التخصصات التقليدية.

مواجهة التحديات

سيف النيادي
سيف النيادي

وحول دور الجامعات والمؤسسات الأكاديمية في إعداد جيل قادر على مواجهة التحديات، قال الدكتور سيف النيادي أستاذ مساعد في جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية:

يتمثل ذلك من خلال دمج التكنولوجيا الحديثة والذكاء الاصطناعي في المناهج الجامعية من خلال تدريس مفاهيم البرمجة وتحليل البيانات والذكاء الاصطناعي لجميع التخصصات، إلى جانب استخدام تقنيات الواقع الافتراضي والمعزز في التجارب التعليمية، وتوفير منصات تعليمية تعتمد على التعلم التكيفي.

ولا نغفل أيضاً عن أهمية تعزيز ريادة الأعمال والابتكار عبر إدخال برامج حاضنات الأعمال داخل الجامعات، وتشجيع المشاريع الطلابية وربطها بمشكلات العالم الحقيقي، فضلاً عن توفير بيئات تعليمية مرنة تدعم التفكير الريادي.

رانية عبدالله
رانية عبدالله

فيما أوضحت الدكتورة رانية عبدالله، مديرة برنامج الإعلام والاتصال في جامعة العين أن مؤسسات التعليم العالي في دولة الإمارات تحرص كل الحرص على اعتماد برامجها وفق المعايير المحلية والدولية، إلى جانب طرح برامج جديدة بحيث تكون مستدامة ومتوافقة مع سوق العمل، وموائمة لرؤى وطموحات الدولة .

عائشة الشامسي
عائشة الشامسي

وأشارت الدكتورة عائشة الشامسي، أستاذ مشارك في جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية إلى أن التركيز على المهارات الإنسانية والذكاء العاطفي يُعد عنصراً أساسياً في إعداد الطلبة للمستقبل، من خلال تعزيز مهارات التواصل والتعاون والعمل الجماعي، وتعليمهم كيفية إدارة التغيير والتكيف مع بيئات العمل المختلفة .

رسم خارطة طريق

آمنة الهاجري
آمنة الهاجري

وأكدت الدكتورة آمنة الهاجري، حاصلة على درجة الدكتوراه في إدارة التكنولوجيا من جامعة تون حسين أون في ماليزيا، استشاري دولي معتمد في مجال الذكاء الاصطناعي والعالم الرقمي من البورد الأمريكي في الولايات المتحدة الأمريكية، حرص مؤسسات التعليم العالي في الدولة على رسم خريطة طريق للطلبة في إيجاد فرص عمل جديدة وفق معايير متطلبات المستقبل،.

بما يعزز من جهود الدولة في إنجاز متطلبات الخطة الوطنية في بناء الاقتصاد المعرفي، وتطوير الموارد البشرية التي تبنتها القيادة الرشيدة في قيادة المستقبل، وذلك تلبية لمتطلبات الرؤية الوطنية الطموحة في استشراف المستقبل .