مدارس تجري لقاءات وأنشطة ومراجعات لتهيئة الطلبة بعد الإجازة

أجمع تربويون على أهمية مرحلة العودة في رسم ملامح الفصل الدراسي الأخير من العام الدراسي الحالي، حيث يواجه الطلبة تحديات تتعلق بالتأقلم بعد الإجازة واستعادة التركيز الذهني. ويؤكد مختصون أن هذه المرحلة لا تقل أهمية عن بداية العام، بل تحتاج إلى تهيئة نفسية وأكاديمية مدروسة لضمان استئناف فعّال ومثمر، يعزز من التحصيل ويهيئ الطلبة للختام القوي.

وتعتمد المدارس والتربويون على مجموعة من الاستراتيجيات المدروسة لتهيئة الطلبة لاستئناف الدراسة، من بينها تنظيم فعاليات استقبال خفيفة، وتخصيص أولى الحصص لحوارات مفتوحة حول الطموحات الدراسية للفصل الثالث خلال الأسبوعين الأول والثاني، كما يتم دمج التذكير بالمعلومات السابقة بطريقة تفاعلية، دون إثقال الطالب، وتُعقد لقاءات مع أولياء الأمور للتأكيد على أهمية الدعم المنزلي في هذه المرحلة المفصلية من العام.

وقالت كلي ولكنسون، مديرة مدرسة نيو دون: نؤمن بأن بداية الفصل الثالث يجب أن تتسم بالتدرّج الأكاديمي وعدم الدخول المباشر في المحتوى المكثّف، وتلفت إلى أن الطالب بحاجة إلى أيام تمهيدية تعيد له تركيزه وتُنشّط ذاكرته بالمفاهيم السابقة، تمهيداً لاستقبال الجديد.

مراجعات

من جانبه قال كفاية خان، مدير مدرسة السلام كميونتي، إن على المدارس دعم الطلبة من خلال تغطية الحصص الدراسية للمواد العلمية بالكامل، وقيام المعلمين بالتدريب المستمر على تقنيات الامتحانات الدولية، وأن يتم تخصيص حصص إضافية لتعزيز تعلم الطلاب بعد اليوم الدراسي، والحرص على التدريب المستمر من خلال الاختبارات التجريبية مع تقديم التغذية الراجعة من المعلمين لكل طالب باستمرار، وتوضيح وتحديد الخطوة القادمة للطالب اللازمة للتطور المطلوب.

من جهته يرى الدكتور أيمن فهمي، رئيس قسم التربية الرياضية في مدرسة البحث العلمي، أن العودة من الإجازة تحتاج إلى دفعة من النشاط البدني الذي يُعيد للطلبة حيويتهم وتركيزهم، ويشير إلى أن الرياضة خلال الأسبوعين الأول والثاني بعد الإجازة تسهم في تنشيط الجسم والعقل، وتخفف من الشعور بالكسل أو التوتر.

توازن نفسي

وأكدت الاختصاصية الاجتماعية فاطمة الظنحاني أن استئناف الفصل الأخير من العام يتطلب تهيئة نفسية خاصة، وأشارت إلى أن بعض الطلبة قد يشعرون بالتوتر، خصوصاً مع قرب فترة التقييمات والامتحانات النهائية، وحالياً يخضع طلبة الثانوية الدولية للامتحانات، ما يتطلب تهيئة خاصة لهم.

ولهذا تركز الظنحاني على ضرورة تقديم جلسات دعم قصيرة وتفاعلية تتيح للطلبة التعبير عن مشاعرهم، إلى جانب تقديم نصائح عملية لإدارة الوقت والتوتر، كما تحث المعلمين على تقييم الحالة النفسية للطلبة وتقديم تدخل مبكر عند الحاجة.