في ظل التسارع التكنولوجي الذي يشهده العالم، نجح الدكتور محمد البستاوي، معلم لغة عربية في إحدى مدارس الدولة، ومتخصص في تكنولوجيا التعليم، في نشر ثقافة الذكاء الاصطناعي، واستثمار إمكاناته لتحسين العملية التعليمية بشكل شامل، وذلك من خلال مبادرة «استثمار الذكاء الاصطناعي في التعليم: تحديات ومقترحات»، كخطوة رائدة لتعزيز استخدام الذكاء الاصطناعي في الميدان التربوي بالدولة، وتخدم المبادرة معلمين من دول عربية، واستهدفت الطلبة والمعلمين، وأولياء الأمور، لتحقيق مستويات متقدمة من النضج الإلكتروني.
وقال البستاوي لـ «البيان»، إن التكنولوجيا أصبحت جزءاً أساسياً من التعليم، وليست مجرد وسيلة مساعدة، وجاءت مبادرته لتمكين الأجيال القادمة من استخدام الأدوات الرقمية، وأدوات الذكاء الاصطناعي، لإنتاج المعرفة والتفاعل الفعال مع المستقبل التكنولوجي المتسارع، وتتماشى هذه الرؤية مع استراتيجية وزارة التربية والتعليم، ومؤسسات الدولة المختلفة، لتحقيق تقدم ملموس في النضج الإلكتروني.
وأكد البستاوي، أن المبادرة استفاد منها 500 طالب و400 ولي أمر و4000 معلم، من داخل وخارج الدولة، وتركز المبادرة على توفير فرص تعليمية متساوية للجميع، باستخدام الذكاء الاصطناعي، مع إعداد الطلاب للتحديات المستقبلية، وتعزيز مهاراتهم في التفكير النقدي والتحليل العميق.
وذكر أن المبادرة زودت الطلبة بالأدوات الضرورية لفهم وتطبيق الذكاء الاصطناعي في حياتهم الدراسية واليومية، من خلال مشاريع وأنشطة صفية وغير صفية تفاعلية، بالإضافة إلى تقديم برامج تدريبية متخصصة للمعلمين، في كيفية دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي في المناهج الدراسية، فضلاً عن توفر المبادرة لأولياء الأمور الأدوات والمعلومات اللازمة لمساعدة أبنائهم في التعلم الرقمي، ودعمهم في التكيف مع العالم التقني المتغير.
وطبقت المبادرة عبر ورش عمل تفاعلية وأنشطة منتظمة، سواء في المدارس أو عبر منصات التعليم عن بُعد، وشملت ورشاً تعليمية تتمحور حول كيفية توظيف الذكاء الاصطناعي في المواد الدراسية المختلفة، كما عمل على تطوير برامج تدريبية موجهة للمعلمين، لتمكينهم من استخدام أحدث الأدوات والتقنيات الرقمية بشكل فعال.
ولفت البستاوي إلى أن المبادرة كشفت عن مجموعة من التحديات التي تتطلب حلولاً فعالة، أبرزها الفجوة الرقمية التي تعاني منها بعض المجتمعات العربية، بالإضافة إلى نقص المعرفة التقنية لدى بعض المعلمين وأولياء الأمور، ومع ذلك، يرى أن التحديات هي جزء طبيعي من أي عملية تحول، ونسعى جاهدين لتقديم برامج تدريبية مخصصة، لسد هذه الفجوات، والتوسع في تقديم الدعم لكافة المستفيدين، وتُعد هذه المبادرة خطوة محورية نحو تحقيق رؤية تعليمية شاملة، تعتمد على الابتكار والتكنولوجيا، مع التركيز على تطوير القدرات البشرية لمواكبة الثورة الصناعية الرابعة، والتحديات المستقبلية، بكفاءة ومرونة.