يعاني العديد من أولياء الأمور أعباء تنفيذ المشاريع المدرسية نيابة عن أبنائهم، حيث يجدون أنفسهم مضطرين للقيام بمعظم العمل بسبب صعوبة إتمام الأطفال لهذه المشاريع بمفردهم، خاصة في المراحل الدراسية المبكرة، وقد أدى ذلك إلى شعورهم بالاستياء وارتفاع المطالب بتغيير أسلوب تكليف المشاريع المدرسية لضمان تحقيق الفائدة التعليمية المرجوة للأطفال.
ودعا أولياء أمور يدرس أبناؤهم في مدارس خاصة إلى إعادة النظر في سياسات تكليف الطلاب بالمشاريع المدرسية، أسوة بطلبة التعليم الحكومي الذين ينفذون المشاريع داخل الصفوف، خاصة لطلاب رياض الأطفال والحلقة الأولى، مشيرين إلى أن هذه المشاريع أصبحت عبئاً كبيراً على الأسر بسبب عدم قدرة الأطفال على تنفيذها بمفردهم، وطالب العديد من الأهالي بنقل تنفيذ هذه المشاريع إلى داخل المدارس تحت إشراف المعلمين.
وأوضح عدد من أولياء الأمور أن المشاريع المدرسية، سواء كانت تعتمد على المهارات اليدوية أو تتطلب إعداد أبحاث، تتجاوز مستوى قدرات الأطفال في هذه المراحل العمرية المبكرة، ما يدفع الأهالي إلى التدخل وإتمام المشاريع نيابة عن أبنائهم.
وقالت هبة ضناوي، والدة ثلاثة أطفال يدرسون في رياض الأطفال والحلقة الأولى، إن المشاريع المدرسية غالباً ما تتطلب مجهوداً كبيراً لا يستطيع الأطفال في هذه السن القيام بها بمفردهم، لافتة إلى أنها تجد نفسها مضطرة للقيام بمعظم العمل، لأن أطفالها لا يمتلكون المهارات أو الأدوات اللازمة لتنفيذ المشروع بمفردهم.
وأوضحت أن نقل هذه الأنشطة إلى المدرسة سيكون أكثر فائدة للأطفال، وخاصة أنها أعمال يدوية، والمشاريع تطلب من الطلبة طوال العام بواقع مشروع شهري، وطالبت المدارس بتنفيذ المشاريع داخل الصفوف، واختيار أفكار بسيطة يستطيع الأطفال أن ينفذوها.
وأشارت لميس محمد، أم لطفل في الصف الثالث، إلى أن المشاريع اليدوية تتطلب أدوات ومواد لا تتوفر عادة لدى الأطفال في المنزل، لذلك يضطر أولياء الأمور إلى شراء تلك الموارد، ما يشكل عبئاً مادياً آخر على أولياء الأمور، موضحة أن معظم أولياء الأمور يتفقون مع قرطاسيات لتنفيذ تلك المشاريع، ولا تقل تكلفة المشروع الواحد عن 150 درهماً.
استنزاف الوقت
وتحدثت فاطمة الحمادي، ولية أمر، عن تأثير المشاريع المدرسية في حياة الأسرة، وتوازن الوقت بين الدراسة والراحة، وقالت إن المشاريع المدرسية أصبحت تشكل عبئاً ليس فقط من حيث الكلفة المادية، بل أيضاً من حيث الوقت الذي يجب أن نقضيه في إتمامها على حساب وقت العائلة، وتمنت أن تأخذ المدارس بعين الاعتبار أن هذه المشاريع يجب ألا تستهلك وقت الأطفال ووقت الأسرة.
من جهة أخرى، أكد تربويون أهمية نقل عملية تنفيذ المشاريع إلى المدرسة، حيث يمكن للطلاب الاستفادة من بيئة تعليمية مجهزة وأدوات ملائمة، إضافة إلى توجيه مباشر من المعلمين، ويعتقد هؤلاء التربويون أن الورش المدرسية قد تكون الحل الأمثل لتجنب الأعباء على الأسر.
دعم وتوجيه
وقالت التربوية سارية عبدالرحمن: «لا يمكن أن نتوقع من أطفال في مراحلهم الدراسية الأولى أن يتمكنوا من تنفيذ مشاريع مدرسية بمفردهم، فالأطفال في هذه المرحلة يحتاجون إلى توجيه ودعم مباشر من المعلمين، وهذا ما يمكن توفيره من خلال ورش العمل المدرسية التي تساعدهم على التعلم بشكل تفاعلي».
بدورها، أشارت التربوية حنان البوادي إلى أهمية مراعاة تنمية الشغف والإبداع لدى الطلاب عند تكليفهم بالمشاريع المدرسية، وقالت: «يجب أن تكون المشاريع وسيلة لاكتشاف مواهب الطلاب وتعزيز إبداعهم، وليس فقط لقياس مستوى تنفيذهم للمهام، ومن خلال نقل تنفيذ المشاريع إلى البيئة المدرسية، يمكننا توجيه الطلاب بطريقة تركز على تطوير مهاراتهم الإبداعية والفنية، وتحفز حب الاستطلاع لديهم وتعلم المهارات الجديدة».