آفاق الصحة والبيئة على طاولة نقاش «منتدى المستقبل» ودعوة لتنسيق الجهود والسياسات

متحدثون وحضور في جلسة مستقبل الأنظمة الصحية
متحدثون وحضور في جلسة مستقبل الأنظمة الصحية

أكد المتحدثون في «منتدى دبي للمستقبل 2024»، على أهمية تعزيز تضافر الجهود، وتنسيق البرامج والسياسات وتبادل المعارف والخبرات على المستوى العالمي، لما فيه تصميم مستقبل أفضل للأنظمة الصحية والبيئية، بما ينعكس إيجاباً على صحة الأفراد والمجتمعات واستدامة الموارد الطبيعية للكوكب.

وتطرقت الجلسات التخصصية إلى محاور رئيسة، في مقدمها مستقبل الأنظمة الصحية، ومستقبل الأنظمة البيئية.

وبحثت جلسات محور «مستقبل الأنظمة الصحية» في اليوم الأول، آفاق «عالم استكشاف الأدوية في عصر الابتكار»، و«كيف ستؤثر مدن المستقبل على صحتنا وأعمارنا؟»، و«ماذا لو ارتبطت صحة المجتمعات بصحة الأرض التي يعيشون عليها؟».

وأكد المتحدثون في حواراتهم على أهمية الابتكارات الحديثة (مثل الأجهزة القابلة للارتداء)، في تحسين الرعاية الصحية، من حيث السهولة والفعالية، وعلى الصلة بين صحة الفرد والعوامل المجتمعية المؤثرة فيه، وصحة البيئة التي يعيش فيها.

وفي نقاش «عالم استكشاف الأدوية في عصر الابتكار»، بحثت سارة شريف من «إكسباريمنتال سيفيكس»، وسعيد النوفلي مدير العمليات في حاضنة الأعمال in5 ضمن مجموعة «تيكوم»، الفرص المستقبلية الواعدة في قطاع استكشاف الأدوية، بالاستفادة من التقنيات المتقدمة، لا سيما تحليل البيانات الضخمة، والاستفادة من تعلّم الآلة في البحوث العلمية والطبية والصناعات الدوائية القائمة على تطبيقات الذكاء الاصطناعي.

وأشار سعيد النوفلي إلى أن الإمارات تحرص على احتضان الشركات الناشئة في قطاع الرعاية الصحية، وتقديم كافة أشكال الدعم لها، لمواءمة أنشطتها مع متطلبات القطاع الحكومي، ما شجع العديد من الشركات الناشئة في الولايات المتحدة وأوروبا، لتأسيس مقرات لها في الدولة.

واستضافت جلسة «كيف ستؤثر مدن المستقبل على صحتنا وطول أعمارنا؟»، الدكتور ماكوتو سوزوكي وكريستال بيرنيت من مركز أوكيناوا للأبحاث، وعلياء الملا مؤسِسة مركز «لونجيفيتي ثينك تانك»، والدكتور راجيف أهوجا من الجمعية الأمريكية للشيخوخة.

وضمت جلسة «ماذا لو ارتبطت صحة المجتمعات بصحة الأرض التي يعيشون عليها؟»، كلاً من الشيخ الدكتور ماجد القاسمي الشريك المؤسس لمؤسسة «سوما ماتر»، والدكتورة جميلة محمود المديرة التنفيذية لمركز صحة الكوكب في جامعة سنواي في ماليزيا، وأندرو زولي الرئيس التنفيذي للأثر في مؤسسة «بلانيت لابز»، حيث ناقشوا ضرورة وجود كوكب سليم معافي، لنكون قادرين على عيش حياة صحية.

وأشار الشيخ الدكتور ماجد القاسمي، إلى أن قيادة الإمارات رسخت ركائز مستقبل صحي لأجيال المستقبل، من خلال إطلاق المبادرة الاستراتيجية لتحقيق الحياد المناخي، بحلول عام 2050.

و ناقشت جلسات محور «مستقبل الأنظمة البيئية»، عناوين وأسئلة محورية من مستوى «ماذا لو تمكّنّا من تعزيز قدرة البيئة على إنقاذ نفسها؟»، و«حقوق الطبيعة وموقف المجتمعات والجهات التشريعية منها»، و«دور الفطريات في تعزيز التوازن البيئي والصحة العامة».

وأجمع المشاركون في الجلسات على ارتباطنا العميق بالطبيعة، واعتماد مستقبلنا على صحة الأنظمة البيئية، وضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة للحفاظ على التنوع البيولوجي، وتحدث في جلسة «ماذا لو تمكّنّا من تعزيز قدرة البيئة على إنقاذ نفسها؟»، الدكتورة ليف وليامسون من «ريفايف آند ريستور»، التي قالت إن العالم فقد أكثر من نصف الشعاب المرجانية في السنوات الخمسين الماضية، بسبب تغير المناخ، والصيد الجائر والتلوث.

وأشارت وليامسون إلى تكييف الأدوات المتقدمة، مثل التسلسل الجيني، والحفظ بالتبريد، والتحرير الجيني، والخلايا الجذعية، والتي تم تطويرها في الأصل للطب البشري والزراعة، للحفاظ على البيئة.

وشارك في جلسة «حقوق الطبيعة وموقف المجتمعات والجهات التشريعية منها»، كلٌ من ليلى مصطفى عبد اللطيف المدير العام لجمعية الإمارات للطبيعة، رئيس مجموعة آسيا والمحيط الهادي الـ 25، والقاضي أشرف الكمال من المحكمة العليا في بنغلاديش، حيث شددا على ضرورة سن التشريعات والقوانين لحماية الموارد الطبيعية للكوكب، وصونها للأجيال القادمة.

واعتبرت ليلى عبد اللطيف أن إدارة وحماية الأنهار والنظم البيئية الساحلية والشعاب المرجانية وأشجار القرم (المانجروف)، تقلل من ارتفاع الأمواج بنسبة تصل إلى 71 %، ويمكن للحلول القائمة على الطبيعة، الحد من تطرف المناخ بنسبة %26، متوقعةً تراوح الخسائر والأضرار في المجتمعات الهشة مناخياً، بين 400 إلى 800 مليار دولار سنوياً، بحلول 2030، وأنه بحلول عام 2050، قد ينزح حوالي 1.2 مليار شخص بسبب تغيّر المناخ.
بدوره، أكد القانوني أشرف الكمال، الذي نجح في إدراج حقوق الأنهار في القانون الوطني لبلاده، التي تقلصت فيها الأنهار، على حد تعبيره، من 1300 نهر في الماضي، إلى 450 حالياً بسبب التلوث.

وتحدث في جلسة «دور الفطريات في تعزيز التوازن البيئي والصحة العامة»، كلٌ من ديما السروري استشارية التخطيط الحضري الاستراتيجي في مختبر «بايوسفيريك سيتي لاب»، وتوماس جوناس الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي لمؤسسة «نيتشرز فند»، وكلاوديا كولمو زميلة أبحاث الدكتوراه في الكلية الدنماركية الملكية، حول فرص الاستفادة مستقبلاً من المواد الطبيعية في العمارة والتصميم للمناطق الحضرية في مدن ومجتمعات المستقبل.
وقالت ديما السروري، إن خصائص الفطريات، كالعزل الحراري والصوتي وإصلاح الأراضي، تجعلها مادة أساسية للتصاميم المستدامة المستقبلية، وحتى الملاجئ الطارئة للنازحين.

بدوره، قال توماس جوناس إن الفطريات جزء أساسي في حياة البشر بشكل أعمق بكثير مما قد يتصوره البعض، حيث إننا نتنفسها مع الهواء، ويمكننا استحداث بدائل للحوم ومنتجات الألبان، وحتى الجلود، باستخدام الفطريات، ما يثبت أن مستقبل المواد الغذائية مختلف عما نعرفه الآن.

ومن جهتها، قالت كلوديا كولمو: «يجب أن تتحول الهندسة المعمارية إلى أصل بيئي، بدلاً من أن تصبح عبئاً بيئياً، فالطبيعة دائماً ترشدنا، ولديها الإجابات اللازمة، وعلينا أن نحترمها أكثر، ونستخدمها بشكل أكثر فعالية».