سليمان الجاسم: زايد وراشد عملا يداً بيد في بناء الدولة وتدعيم الاتحاد

أكد الدكتور سليمان الجاسم، نائب رئيس مجلس أمناء مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية أن مسيرة رحلة دولة الإمارات نحو التطور والازدهار جمعت قائدين، هما المغفور لهما بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، طيب الله ثراهما، وخلدت إنجازاتهما، وفي مقدمها اتحاد دولة الإمارات، الذي امتزجت فيه طموحات كبيرة للقائدين، حيث عملا يداً بيد في بناء الدولة، وتدعيم الاتحاد، ودفع عجلة التقدم والتنمية، وتحقيق الرخاء للمواطنين، ليصنعا خلال فترة وجيزة تاريخاً يروى للأجيال القادمة.

قادا مسيرة التخطيط والبناء بنظرة ثاقبة لتحقيق نهضة شاملة

جولات متواصلة إلى مختلف المناطق لتطوير المجتمع وتوفير الحياة الكريمة

خطى ثابتة نحو أهداف اقتصادية حققت نقلة نوعية وكسرت كل التحديات

تقلد الدكتور سليمان الجاسم مناصب ومسؤوليات في المجال التربوي والتعليمي والثقافي والاقتصادي والسياسي، وكانت بدايته بالعمل في وزارة الخارجية في السلك الدبلوماسي في عام 1972، ليكون قريباً من قيادات الدولة، ثم عمل عام 1975 رئيساً للديوان الأميري بالفجيرة حتى عام 1986، ليصبح شاهداً على حقبة من الزمان والرؤية المستقبلية للمغفور لهما الشيخ زايد، والشيخ راشد، التي ركزت على بناء الإنسان.

بناء المواطن

وأشار الدكتور سليمان الجاسم إلى أن ترؤسه للديوان الأميري بالفجيرة، أتاح له الفرصة أن يكون قريباً من مجلس الشيخ زايد، باني ومؤسس دولة الإمارات، لافتاً إلى حرصه طيب الله ثراه على بناء المواطن الإماراتي المسلح بالمعرفة والثقافة، والعلم الذي يمكنه من مواجهة الحاضر، وتحديات المستقبل، ولهذا عمل على تطوير المؤسسات التعليمية والتربوية، وعني عناية خاصة بمراكز الأبحاث والدراسات، ودعم مسيرة العلم والتعليم بمختلف أشكالها وأنواعها، إيماناً منه بأن العلم هو أساس بناء الإنسان، ولهذا، كان الشيخ زايد، دائماً يوجه المسؤولين في مجالسه وخطاباته ولقاءاته، إلى ضرورة متابعة سير العملية التعليمية لكافة أبناء وبنات الوطن.

عزيمة وإصرار

وقال الدكتور سليمان الجاسم: «يعود الفضل في قيام دولة الإمارات إلى مرحلة عنونها العزيمة والإصرار، كان قائدها ومحركها الشيخ زايد، ووقوف الآباء المؤسسين معه، لتشكيل قوة اتحادية تتكون من 7 إمارات، حيث تعاملوا بحكمة مع كافة التحديات والصعوبات، وبروح من الانسجام والتعاون، لقد قاد زايد تلك المرحلة بحنكة سياسية ودبلوماسية ورؤية ثاقبة، وحرص على تأسيس علاقات دبلوماسية متوازنة وقوية لدولة الإمارات مع جيرانها من الدول، وباقي دول العالم، منذ إعلان قيام الاتحاد، بقدر حرصه على بناء الدولة من الداخل، وأن ما تشهده الدولة حالياً من مكانة متميزة على الساحتين الإقليمية والعالمية، بفضل قدراته وسماته القيادية، والتزامه بالقيم الإنسانية الرفيعة وسخائه المعهود».

توفير البنية التحتية

ولفت إلى أن سعة الصدر ونفاذ البصيرة وطول البال والحكمة، جعلت الشيخ زايد، والشيخ راشد، ينجحان في مسيرة الاتحاد، لتصبح الإمارات دولة قوية وعظيمة، من خلال رؤية استشرفت المستقبل والتخطيط له، وأسهمت في بناء النهضة الشاملة للدولة، حيث عملا على توفير البنية التحتية بكل مقوماتها، بما فيها المستشفيات، المدارس، مؤسسات التعليم، المعاهد، المراكز الثقافية والمهنية والمؤسسات العسكرية والأكاديمية والفنية لتحقيق الغاية النبيلة.

التعليم

وذكر الدكتور سليمان الجاسم، أن الشيخ زايد، اهتم اهتماماً مطلقاً بالتعليم قبل قيام الاتحاد، وحرص على تغيير النظام التعليمي إلى النظام الحديث في التعليم، وكانت نتيجة الجهود والفكر القيادي، افتتاح أول مدرسة بالعين في عام 1959، وسُميت المدرسة النهيانية، وفي عهده انتشرت المدارس في أنحاء البلاد، كما اهتم بالكوادر البشرية المواطنة، ودأب على النهوض بها، ليقينه أن الأيدي المواطنة الكفؤة، قادرة على أن تسهم في بناء وتطوير ورفعة الوطن، لأنه مدرك ما ستكون عليه الدولة من تحضر ونهضة وتقدم، إذا استندت على سواعد مواطنة قادرة على إدارة جوانب الحياة المختلفة فيها، فعمل على تسليح المواطنين بالعلم، ووفر لهم كافة الاحتياجات والخدمات التي يحتاجونها، ودعمهم مادياً، لدفعهم للارتقاء بأنفسهم وبدولتهم، كما ركز على التعليم الجامعي، بافتتاح أول جامعة، وهي جامعة الإمارات، علاوة على تشجيع الشيخ زايد، لطلاب العلم على مواصلة التعليم العالي، والابتعاث إلى الخارج لنيل درجة الماجستير والدكتوراه.

رؤية مستقبلية

وقال الجاسم: «الشيخ زايد، امتلك رؤية مستقبلية، تتصف بالحنكة السياسية والحكمة الأبوية، والقدرة العالية على إدارة الأمور، حيث استطاع إيجاد توافق وطني بين كافة القبائل، حظي بسمعة طيبة، وعمل على بناء الروابط القوية بينه وبين أفراد شعبه، وكان مجلسه مفتوحاً لجميع مواطنيه، وكان الشيخ زايد كرَبّ الأسرة لجميع القبائل، يجلس دائماً للإنصات لمشاكل الناس ويحلها، أحكامه تتصف بالذكاء والحكمة والعدل، ليكون رجل المواقف الدبلوماسية».

التلاحم الوطني

وقال: أدرك المغفور لهما، الشيخ زايد والشيخ راشد ضرورة تعزيز الانسجام الداخلي والتماسك والتلاحم الوطني بين أبناء الشعب، الأمر الذي يحتاج إلى بناء علاقة وطيدة، أساسها المحبة والثقة، فعرف عنهما قربهما من الشعب، وفتح مجالسهما للجميع، وكانا رحمهما الله حريصَيْن على تبادل الأحاديث مع الناس بمشاعر أبوية صادقة، لقد كانت مجالسهما مجالس للشورى وتبادل الرأي، والتعرف إلى أحوال الشعب وأموره، في سبيل تحقيق الخير والرخاء، وتوفير رغد العيش والحياة الكريمة له.

راشد قائد استثنائي

وأضاف الجاسم: الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، طيب الله ثراه، قائداً استثنائياً، قاد مسيرة التخطيط والبناء بنظرة ثاقبة، أسهمت في تحقيق نهضة شاملة للدولة، سواء كان ذلك بالنسبة لرقي وتطوير إمارة دبي، أو في ما يتعلق بالمسيرة الاتحادية، حيث تقدم بخطى ثابتة نحو الأهداف الاقتصادية التي حققت نقلة نوعية، وكسرت كل التحديات.

وتابع: تميز الشيخ راشد، رحمه الله، بالحيوية والنشاط والهمة العالية، عرف عنه بالقائد الذي يسابق الزمن لتحقيق رفعة الوطن والرخاء لشعبه.

وأشار الدكتور سليمان الجاسم إلى حرص الشيخ راشد على الاهتمام بمصالح الناس، والسعي الدائم لحل مشاكلهم، والتفاعل مع همومهم، وكان لا يفرق بين إنسان وآخر، فالكل عنده سواسية، ليحظى بحب الناس الكبير، وباحترامهم وتقديرهم.

ويروي الجاسم موقفاً للمغفور له، الشيخ راشد، قائلاً: كنت حينها رئيس الديوان الأميري بإمارة الفجيرة، وسمعت بوصول الشيخ راشد في تمام الساعة السادسة والنصف صباحاً، قبل بدء ساعات العمل، وأدركت حينها مدى اهتمامه وحرصه على الإشراف بنفسه على المشاريع، حيث يكون حاضراً في مواقع تنفيذ المشاريع، يرافقه الاستشاري والمقاول والمهندسون، بهدف إنجاز المشروع في وقت قياسي، دون الحاجة إلى المرور بإجراءات طويلة وتقليدية، ولذلك، كان يقوم بجولات في مختلف المناطق، من أجل تطوير المجتمع، وتوفير وسائل الحياة الحديثة والعصرية لأبناء الإمارات، حيث كان الشيخ راشد يملك الإصرار وحب المتابعة لسير الأعمال وإنجازها، الأمر الذي ساهم في مسيرة تنموية متميزة.