أكدت رائدات إماراتيات أن ما حققته المرأة على أرض الدولة، من إنجازات مبهرة، وما حازته من تمكين، إنما يرجع أولاً إلى إيمان القيادة بأنها شريك أساسي في صناعة التنمية، مما أسفر مبكراً عن فتح آفاق الحراك أمامها للتعبير عن ذاتها، عبر خوض جميع مجالات العمل إلى جانب الرجل، وعلى قدم المساواة معه.
وقالت رائدات خلال مشاركتهن بمنتدى المرأة العالمي 2024 بدبي إن المشاركة لا تستهدف تسليط الضوء على تجاربهن من حيث كونها ذاتية، بقدر كونها تعبِر عن مسيرة العمل النسائي على أرض الدولة منذ تأسيسها حتى اللحظة الراهنة.
واعتبرت الدكتورة ماية الهواري، الحاصلة على درجة الدكتوراه في القيادة الذكية التربوية والذكاء العاطفي أن القيادة آمنت مبكراً بأن التنمية المنشودة لن يتسنى لها أن تتحقق بغير الاستثمار الكامل لثروة الوطن الحقيقية والتي تتمثل في رجاله ونسائه على السواء.
وقالت إنها بدأت دراسة الدكتوراه منذ ستة أعوام، ومع الاطلاع على الأبحاث العلمية ذات الصلة بمجالها، أحست بأن شغفاً كبيراً يتملكها إزاء الأمر، موضحة «أن الذكاء العاطفي مبحث تربوي مهم، نظراً لدوره في شحذ قوى الإنسان وتأهيله لتجاوز الأزمات النفسية وتخطي أية عقبات تعترضه، وهذا ما أركز عليه في دراساتي إذ أطمح إلى الوصول إلى الصيغ التي تمكن من استثمار الذكاء العاطفي الكامن في كل إنسان في تحسين حياته». وانتقلت إلى الحديث عن المرأة الإماراتية قائلة: «لديها قدر هائل من الذكاء العاطفي، ووجدت بيئة حاضنة تساعدها على إبراز كفاءتها فلم تضيع الفرصة، وبذلك وصلت إلى ما وصلت إليه».
العمل البحري
وقالت سحر راستي، وهي قبطان بحري إماراتي، إن المرأة الإماراتية برهنت بشكل قاطع على أن لا مكان لمفردة مستحيل في قاموسها، موضحةً أنها لم تصطدم بأية صعوبات حين قررت أن تحترف العمل البحري، إذ وجدت كل الدعم والتشجيع.
وأشادت بالمنتدى قائلةً: «يسعدني أن أتحدث عن تجربتي هنا، في هذا الحدث الكبير الذي يعبر عن إيمان الإمارات بدور المرأة التنموي والحضاري، ويشرفني التعرف على قصص ملهمة لرائدات حققن إنجازات كبرى وصنعن الواقع الراهن الذي تتبوأ فيه ابنة الإمارات الصدارة في جميع المجالات».
من جانبها، قالت مروة سعيد المعمري؛ أول مهندسة طيران إماراتية، إن خوضها هذا المجال الشاق كان تحدياً لم تخضه لتحقيق ذاتها، بل لإثبات كفاءة الإماراتيات عموماً، وتأكيد قدراتهن اللانهائية على صناعة المستحيل.
وأضافت إن الحديث عن تمكين المرأة الإماراتية يحيلنا إلى بدايات تأسيس الدولة، إذ كان تعليم البنات في صدارة الاهتمام، وبعد ذلك كانت المساواة هي كلمة السر في وصول المواطنات إلى ما حققنه من إنجازات فائقة، وانتهت بالقول لم أجد من دولتي المستنيرة إلا كل الدعم والرعاية، وهذا في ظني هو ما حصل لجميع الرائدات في جميع المجالات.