محمد هاشم.. ثمانيني تعج ذاكرته بالمواقف والذكريات


محمد هاشم
محمد هاشم

حينما تجلس مع الوالد الثمانيني محمد عباس هاشم، تدرك تماماً بأنك أمام مرجع معرفي وثقافي وحتى تاريخي أصيل، له ذاكرة تعبق بأريج ذكريات ومواقف وشواهد ولحظات. يأخذك معه من خلال سرده لأحاديثه المشوقة، والشاهدة على الكثير من التفاصيل والتحوّلات الحياتية والمجتمعية في الإمارات.

ولدى زيارته في غرفته الخاصة في دار رعاية المسنين التابعة لدائرة الخدمات الاجتماعية في الشارقة، تشعر وكأنك تدخل إلى ما يشبه متحف صغير، حيث يحرص كل الحرص على تزيين جدران غرفته بصور حكام الدولة، وصوره الشخصية مع عدد من ضيوفه، وصور أخرى لمعالم الدولة. كما حرص على تزيين كل ركن من أركان غرفته بالورود، والكتب، والهدايا التي يستقبلها من ضيوفه، والكثير من الأشياء والمعدات القديمة التي كانت تستخدم في فترة الخمسينات، والتي لا يزال يحتفظ بها إلى اليوم.

ويؤكد محمد عباس هاشم أنه يستمد حب التراث وحفظه من المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وهو الذي علمنا مقولته الشهيرة «من ليس له ماض ليس له حاضر ولا مستقبل».

وفي هذا الإطار قال الوالد الثمانيني محمد هاشم لـ «البيان»: «عملت في فترة شبابي في التجارة، بافتتاح محل خاص بي في السوق القديم في إمارة الشارقة، كما اجتهدت لتطوير تجارتي من خلال سفري لبعض دول الخليج ومنها مملكة البحرين. وأتذكر في تلك الفترة تحديداً كيف سعى العديد من التجار إلى تحسين أوضاعهم المالية، وبطبيعة الحال، حملت تلك الأوضاع في جعبتها الكثير من القصص والحكايات التي عكست تفاني أبناء الدولة عموماً وحتى غيرهم من الجنسيات الأخرى في أعمالهم، وتكاتفهم وتراحمهم وإخلاصهم ومساراتهم القويمة. وقد انعكس هذا الأمر جلياً في أدائهم لأعمالهم وتجارتهم، وشخصياً عملت في التجارة لمدة خمسين عاماً كانت حافلة بالتحديات».

وأضاف: «ومن جانب آخر فأنا أحب الزراعة أيضاً، وقد حرصت أيضاً في فترة ما من حياتي على زراعة الزهور التي أُزين بها غرفتي في الدار اليوم، كما أهوى القراءة أيضاً. ولا أخفي سعادتي بزيارة شتى الشخصيات المجتمعية لنا كمنتسبين في الدار، وتبادل الأحاديث معنا في إطار ودي وعفوي جميل».

وأشاد الوالد محمد عباس هاشم بالخدمات الرائدة التي تقدمها الدار، إلى جانب توفير جميع احتياجاتهم اليومية والمعيشية التي يرغبون بها.

واحة سعادة

وتعد دار رعاية المسنين التابعة لدائرة الخدمات الاجتماعية في الشارقة، واحة لإسعاد كبار المواطنين بالحب والاهتمام بهم، فهم أساساً جزء لا يتجزأ من المجتمع. وتحرص الدار على احتواء المسنين المنتسبين لهم، وتقديم باقة متنوعة من الخدمات التي تستهدفهم، لا سيما الخدمات الطبية الصحية وبجودة عالية مع توفير الأجهزة الطبية والمعدات بكفاءة، حيث يتم تقديم خدمات التطبيب والتمريض والعلاج الطبيعي والفحوص الخارجية والفحوص المخبرية والصيدلية بمعايير عالية، إلى جانب تقديم البرامج والأنشطة والفعاليات التي تسعدهم.