الإمـــارات.. عام ثقافي حافل بالإبداع والإنجاز

القيادة حريصة على دعم المشهد الثقافي والإبداعي
القيادة حريصة على دعم المشهد الثقافي والإبداعي

السيد رمضان، وام

شهدت الإمارات العربية المتحدة في عام 2024 حراكاً إبداعياً واسعاً اشتمل على فعاليات متنوعة، اجتذبت تفاعلاً كبيراً تجلى في الحضور الجماهيري الذي رسم لوحة بهية من النشاط الثقافي في الدولة.

وعززت دولة الإمارات جهود تحويل القطاع الثقافي إلى أحد أبرز الروافد الاقتصادية المستدامة، كما واصلت نهجها في حفظ التراث وتوثيقه ونقله للأجيال عبر المهرجانات والفعاليات والأنشطة التراثية التي أقيمت على مستوى الدولة طوال العام.

ومن أبرز فعاليات 2024 تسلَّم صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، في سبتمبر الماضي، نسخة من كتاب بعنوان «الشيخة سلامة بنت بطي» الذي أصدره الأرشيف والمكتبة الوطنية.

واستمع سموه، خلال استقباله وفد الأرشيف والمكتبة الوطنية في قصر الشاطئ بأبوظبي، إلى شرح عن أبرز محاور الكتاب وفصوله، الذي ألفه الباحث علي أحمد الكندي المرر، ووقَّع سموه على نسخة من الإصدار الذي احتُفظ به في قاعة الشيخ زايد بن سلطان ضمن الأرشيف والمكتبة الوطنية.

وكرَّم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، في نوفمبر الماضي، جمعة الماجد، رئيس مركز جمعة الماجد للثقافة والتراث، الحائز وسام الإمارات للثقافة والإبداع عن طبقة العطاء.

وذلك خلال زيارة سموه إلى منزله. وجاء هذا الوسام امتداداً لجائزة الإمارات التقديرية للعلوم والفنون والآداب التي أُطلقت بهدف الاعتراف بجهود المثقفين والمبدعين، حيث سلط الوسام الضوء على دورهم الريادي، كما حفزهم على مواصلة العمل المتميز في مجالاتهم.

تحدي القراءة العربي

وتوج صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، أبطال تحدي القراءة العربي 2024، حيث كرّم سموه في 23 أكتوبر، الفائزين بالمركز الأول وهم الطلبة حاتم محمد جاسم التركاوي من سوريا، وكادي بنت مسفر الخثعمي من المملكة العربية السعودية، وسلسبيل حسن صوالحة من فلسطين.

وذلك في الحفل الختامي للدورة الثامنة من التحدي، التي سجلت مشاركة غير مسبوقة بأكثر من 28 مليون طالب وطالبة، مثلوا أكثر من 229 ألف مدرسة في 50 دولة، وتحت إشراف أكثر من 154 ألف مشرف ومشرفة قراءة، خلال تصفيات الدورة الثامنة من التظاهرة القرائية الأكبر من نوعها باللغة العربية على مستوى العالم، والتي تنظمها مؤسسة «مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية».

وزار صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله،، الدورة السابعة عشرة من معرض «آرت دبي»، المنصة العالمية الرائدة للفن والفنانين من مختلف أنحاء العالم، والشرق الأوسط والجنوب العالمي.

متحف «نور وسلام»

وافتتح سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الدولة، نائب رئيس مجلس الوزراء، رئيس ديوان الرئاسة، متحف «نور وسلام»، في مركز جامع الشيخ زايد الكبير في أبوظبي. ويتألف المتحف من خمسة أقسام تتضمن تجارب تفاعلية، توظف التقنيات والوسائط المتعددة، وتستعرض المقتنيات النادرة والفريدة.

«قصائدي في حب الوطن»

وأصدر المكتب الإعلامي لحكومة دبي، خلال نوفمبر الماضي، كتاباً جديداً لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، يضم 27 قصيدة وطنية لسموه بمناسبة احتفالات دولة الإمارات بعيد الاتحاد الــ 53.

واستهل سموه كتابه الأول من نوعه الذي يتضمن أيضاً مجموعة من الصور النادرة لمناسبات وطنية عدة شكلت منعطفات مهمة في مسيرة دولة الإمارات، بهذه الكلمات: «إلى كل قلب ينبض بحب الإمارات، حب الوطن هو أغلى ما نملك.

وهو ما يدفعنا لنواصل المسيرة نحو القمة، الإمارات هي الحلم الذي وحدنا، والأمل الذي نبنيه معاً، بجهودكم وإخلاصكم، نصنع المعجزات، ونرسم مستقبلاً مشرقاً للأجيال القادمة، فلنكن دائماً عند مستوى حب هذا الوطن، نبني ونبدع لأجله، حب الوطن واجب ونعمة، ومسؤولية نؤديها بصدق وإخلاص».

ويحمل الكتاب بين طياته مجموعة من القيم الوطنية، ويسرد أثر مواقف عايشها سموه وعبَّر عنها في قصائد، منها: «عيدْ وطَنْ»، و«الصقور المخلصين»، و«بداية الخمسين»، و«تحيا يا وطن».

كتاب «الأوَّل»

وأُطلق في 6 ديسمبر كتاب «الأوَّل» السيرة الذاتية لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم؛ رجلٌ وقائد لم تبنِ عزيمته الأسطورية ورؤيته المتفردة دبي وأيقوناتها وإنجازاتها الرائعة فحسب، وإنما ساهمت في تحويل أرض الإمارات لتنهض من الرمال القاحلة وتصنع مستقبل عالمنا اليوم. يقدم «الأوَّل»، الذي ألفه المؤرخ البريطاني غريم ويلسون، نظرة فريدة عن سيرة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله.

حيث يستعرض الكتاب على امتداد فصوله قصصاً ومواقف لم تُسرد من قبل عن سموه، يرويها أولئك الذين أثَّر في حياتهم، من بينهم قادة وشخصيات عربية ودولية وأممية، رأوا في سموه قيادة استثنائية، ورؤية استشرافية ملهمة، وتجربة سابقة عصرها في بناء المدينة والدولة.

وانطلقت، في أبريل الماضي، تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، أعمال الدورة الـ 33 من معرض أبوظبي الدولي للكتاب، التي احتفت بجمهورية مصر العربية الدولة ضيف الشرف، والروائي المصري نجيب محفوظ «الشخصية المحورية».

وفي أكتوبر الماضي، نظم معرض فرانكفورت الدولي للكتاب في ألمانيا، بالتعاون مع «مركز أبوظبي للغة العربية»، حفل توقيع كتاب «صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان.. إضاءات في مسيرة رجل الإنسانية»، لمؤلفه معالي الدكتور جمال سند السويدي، نائب رئيس مجلس أمناء مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية الذي ترجم إلى لغات عدة.

معرض الشارقة للكتاب

وافتتح صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، فعاليات الدورة الـ43 من معرض الشارقة الدولي للكتاب، في نوفمبر الماضي، تحت شعار «هكذا نبدأ»، مكرِّماً الروائية الجزائرية أحلام مستغانمي، شخصية العام الثقافية، ورؤساء المجامع اللغوية العربية الذين أسهموا في إنجاز المعجم التاريخي للغة العربية، و«منشورات القاسمي» التي عملت على تنفيذ وطباعة وإخراج المجلدات كاملة.

وأقيم معرض «فن أبوظبي» في نسخته السادسة عشرة، الذي نظمته دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي في منارة السعديات خلال نوفمبر الجاري، وشهدت نسخته الـ16 مشاركة 102 صالة عرض قدمت أكثر من 1500 عمل فني من 31 بلداً.

جائزة الشيخ زايد للكتاب

وتحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، أعلنت جائزة الشيخ زايد للكتاب في مركز أبوظبي للغة العربية، التابع لدائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي، أسماء الفائزين في دورتها الثامنة عشرة، بعد اجتماع مجلس أمناء الجائزة وتقييم المرشحين للفوز بناءً على معايير التقييم الدقيقة التي تتبعها الجائزة.

وفازت بجائزة فرع «الآداب» الكاتبة المصرية ريم بسيوني، عن روايتها «الحلواني.. ثلاثية الفاطميين»، وفاز الدكتور حسام الدين شاشية من تونس بجائزة فرع «المؤلف الشاب»، عن مؤلفه «المشهد المُوريسكي:

سرديّات الطّرد في الفكر الإسباني الحديث»، وفاز بجائزة فرع «تحقيق المخطوطات» الدكتور مصطفى سعيد من مصر، عن دراسته بعنوان «سفينة المُلك ونفيسة الفُلك (شهاب الدين) الموشَّح وموسيقى المقام الناطقة بالعربية بين التنظير والمراس»، وفاز الدكتور خليفة الرميثي من الإمارات بجائزة فرع «التنمية وبناء الدولة»، عن كتابه «الأسماء الجغرافية - ذاكرة أجيال».

وفاز الدكتور أحمد الصمعي من تونس بجائزة فرع «الترجمة»، عن عمله «العلم الجديد» لجيامباتيستا فيكو، الذي ترجمه من الإيطالية إلى العربية، وفاز بجائزة فرع «الثقافة العربية في اللغات الأخرى» فرانك غريفيل، عن كتابه «بناء الفلسفة ما بعد الكلاسيكية في الإسلام»، وفازت مجموعة بيت الحكمة للصناعات الثقافية في الصين بجائزة فرع «النشر والتقنيات الثقافية».

تنمية ودعم العمل الثقافي

واعتمد مجلس الوزراء قراراً بشأن المبادرة الوطنية التقديرية للثقافة والإبداع، ورفع مستوى التقدير من ميدالية الإمارات للثقافة والإبداع إلى وسام الإمارات للثقافة والإبداع، بهدف تنمية ودعم العمل الثقافي والإبداعي، ورفع مكانة وقيمة المبدعين.

وأصدرت حكومة دولة الإمارات، مرسوماً بقانون اتحادي لتمكين قطاع الفنون، عبر تنظيم عمل المؤسسات الفنية التي لا تهدف إلى تحقيق الربح من أعمالها وأنشطتها الإبداعية، وتوفير مجموعة من المزايا لقطاع الفنون والمبدعين.

وهدف المرسوم بقانون، إلى تعزيز البيئة الفنية الحاضنة للفنون، وتشجيع الإنتاج الفني للأفراد المبدعين واستقطاب الموهوبين والفنانين، وتحفيز اقتصاد الصناعات الإبداعية.

وبرعاية سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، تم الإعلان عن تأسيس «الأوركسترا الوطنية لدولة الإمارات العربية المتحدة»، في خطوة تعكس اهتمام الدولة بالفنون وتطويرها بمختلف أنواعها، والدور الذي تلعبه في تشكيل هوية المجتمع وتعزيز التواصل والترابط بين أفراده.

وتجسد الأوركسترا الوطنية التنوع الفني في الإمارات ونسيجها المجتمعي، حيث ستحتفي بالتراث الموسيقي والموروث الفني للدولة، بالإضافة إلى الأنماط الموسيقية المعاصرة من جميع أنحاء العالم.

وفي دبي تم إطلاق مشروع «متحف دبي للتصوير»، الذي يعد الأول من نوعه على مستوى الدولة، ويهدف إلى تعزيز قوة قطاع المتاحف في دبي، وتوثيق تاريخ التصوير في المنطقة والعالم، وعرض مجموعة فريدة من المقتنيات المتعلقة بها.

وأعلنت وزارة الثقافة، في يوليو الماضي، عن فتح باب التسجيل في الدورة الثامنة عشرة من جائزة «البُردة» التي تحتفي بالإبداع المتميز في الأنماط الفنية الإسلامية التقليدية، وتقدر اللغة العربية وجمالياتها وروادها. وكان موضوع الجائزة في دورتها الثامنة عشرة هو «النور».

وذلك استلهاماً من الآية الـ 15 من سورة المائدة {قَدْ جَاءَكُم مِّنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ}، في إشارة إلى النبي محمد، صلى الله عليه وسلم، (والكتاب المبين:

القرآن الكريم) الذي أُرسل لإبلاغ الرسالة الإلهية التي تنير بدورها طريق البشرية وتهديهم إلى الخير، فالنور الذي يتمثل في رسالة رسول الله، هو القدوة الحسنة التي يستقي منها الناس معنى الهداية والحق والخير.

جائزة سرد الذهب

وأعلن مركز أبوظبي للغة العربية، في ديسمبر، عن أسماء الفائزين بالدورة الثانية من جائزة «سرد الذهب» 2024، التي تهدف إلى تكريم رواة السير والآداب والسرود الشعبية محلياً وعربياً.

وفازت قصة «غرف يجري من تحتها الناس»، للكاتب العراقي ياس الفهداوي، بالمركز الأول عن فرع القصة القصيرة للأعمال السردية غير المنشورة، فيما فازت في فرع القصة القصيرة للأعمال السردية المنشورة، المجموعة القصصية «الحَكَّاء الأخير في هذا الزمان»، للكاتب عبدالرحمن عباس من السودان.

وحصدت «الحكايات الشعبية البحرينية، ألف حكاية وحكاية» للدكتورة ضياء عبدالله خميس الكعبي من البحرين، المركز الأول ضمن فرع السرود الشعبية، في حين فاز العمل الفني التشكيلي «عنترة وعبلة» للفنان شوبّر من العراق، بالمركز الأول عن فرع السرد البصري.

وفي فرع الرواة، حصد «عبيد بن صندل» من دولة الإمارات المركز الأول، تقديراً لدوره كأحد الرواة البارزين، وتكريماً لجهوده في إثراء المكتبة العربية بعدد وافر من المؤلفات حول الحكايات والألعاب الشعبية.

بينما حصل الأكاديمي والباحث «روي كاساغراندا» من الولايات المتحدة الأمريكية، على المركز الأول في فرع السردية الإماراتية، لجهوده في إبراز قيم استئناف الحضارة والمثاقفة والتواصل الحضاري.

جائزة الشارقة للبحث النقدي التشكيلي

وكرّمت دائرة الثقافة في الشارقة، خلال ديسمبر، الفائزين بالدورة الخامسة عشرة من جائزة الشارقة للبحث النقدي التشكيلي التي نظمتها إدارة الشؤون الثقافية في الدائرة تحت رعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، تحت عنوان «العالم العربي في الاستشراق الفني.. أبعاد حضارية جمالية».

الفائزون بهذه الدورة من الجائزة: عبدالله الشيخ من المغرب في المركز الأول عن بحثه «العالم العربي في الاستشراق الفني أبعاد حضارية وجمالية»، وعاطف سعد من مصر في المركز الثاني عن بحثه «الرؤية الجمالية والتشكيلية عند الفنانين المستشرقين لمناظر الفروسية في مصر خلال القرن 13هـ / 19م».

وانطلقت خلال يناير الماضي، في قصر الثقافة، فعاليات الدورة العشرين من مهرجان الشارقة للشعر العربي الذي نظمته دائرة الثقافة، بمشاركة أكثر من 70 شاعراً وشاعرة وناقداً وإعلامياً يمثلون دولاً عربية عدة.

وانطلقت، في نوفمبر الماضي، فعاليات «مهرجان العين للكتاب 2024»، الذي ينظمه «مركز أبوظبي للغة العربية»، تحت شعار «العين أوسع لك من الدار»، وتوزعت الفعاليات على مواقع تراثية وثقافية وسياحية في العين. وقدم المهرجان، في نسخة هذا العام، أكثر من 200 فعالية ونشاط.

معرض الفجيرة لكتاب الطفل

وانطلقت فعاليات النسخة الأولى من معرض الفجيرة لكتاب الطفل، خلال الفترة من 13 إلى 19 أكتوبر في قاعة «البيت متوحد». وجاء المعرض تحت شعار «اصنع بخيالك المستقبل»، بمشاركة مؤسسات تعليمية وفنية وثقافية مختلفة من داخل الدولة. وشمل المعرض 43 فعالية أدبية و34 ورشة عمل وأكثر من 10 جلسات تتضمن محادثات مع مؤلفين.

وفي 15 نوفمبر الماضي، أطلقت دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي النسخة الأولى من «بينالي أبوظبي للفن العام» الذي يستمر حتى 30 أبريل المقبل، في مواقع مختلفة في أبوظبي والعين.

ووفر البينالي، الذي يقام تحت شعار «للعامة»، منصة بارزة تجمع بين التركيبات والعروض الفنية لأكثر من 70 فناناً مقيماً في دولة الإمارات العربية المتحدة وخارجها.

وانطلقت، خلال نوفمبر الماضي، في صحراء مليحة التاريخية بالشارقة، أولى أمسيات «مهرجان تنوير» الأول من نوعه في المنطقة، تحت عنوان «أصداء خالدة من المحبة والنور»، وتحت شعار «رحلتك تبدأ من هنا» المستوحى من حكمة الشاعر جلال الدين الرومي.

اكتشافات أثرية

وسجلت دولة الإمارات خلال العام 2024 مجموعة من الاكتشافات الأثرية المهمة التي شكلت إضافة نوعية للدلائل المادية الملموسة حول ما شهدته الدولة من تعاقب للحضارات العريقة على أرضها عبر التاريخ.

وتسهم مجموعة الاكتشافات المعلن عنها في تكوين صورة أوضح وأكمل عن تاريخ أرض دولة الإمارات خلال العصور القديمة، وطبيعة العادات والتقاليد والعلاقات الإنسانية لسكانها وكيفية تعاملهم مع مختلف موارد الطبيعة المحلية وتسخيرها لصالحهم.

وفي 25 يونيو الماضي، أعلنت حكومة الفجيرة، بالتعاون مع فريق دولي من الباحثين من دائرة السياحة والآثار في الإمارة وجامعة «يينا» الألمانية، وجامعة أكسفورد بروكس في المملكة المتحدة، عن اكتشاف أدلة جديدة تشير إلى وجود بشري قديم يعود لعصور ما قبل التاريخ في إمارة الفجيرة.

وأثبتت النتائج الجديدة أن المجموعات البشرية المتنقلة اتخذت من الملجأ الصخري في جبل كهف الدور الواقع بمنطقة حبحب موطناً لها على نحو متكرر منذ نحو 13 ألفاً إلى 7500 عام.

حيث ساد الاعتقاد سابقاً بأن منطقة جنوب شرق الجزيرة العربية كانت غير مأهولة بالسكان منذ نحو 38000 عام عندما سادتها الظروف المناخية الجافة، إلى أن أصبح مناخها أكثر رطوبة قبل نحو 7000 عام.

ويجسد الاكتشاف التراث التاريخي الغني للفجيرة، إذ كشفت التنقيبات الأثرية التجريبية في الملجأ الصخري بجبل كهف الدور عن ثلاث طبقات تحتوي على أدوات حجرية وعظام حيوانات ومواقد.

وقد أشارت عملية التأريخ بالكربون المشع للفحم المأخوذ من هذه المواقد إلى أن الموقع كان مأهولاً مرات عدة منذ نحو 13000 إلى 7500 عام، ما يجعل هذا الملجأ الصخري أقدم موقع أثري في الإمارة.

وأعلنت دائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي، في يناير الماضي، عن أحدث اكتشافاتها في جزيرة ساس النخل، التي تسلط الضوء على ثقافة العصر البرونزي في منطقة «أم النار» في أبوظبي، التي كانت سائدة في الحقبة الزمنية ما بين 2700 - 2000 قبل الميلاد.

وبعد مرور نحو 65 عاماً على إجراء التنقيبات الأثرية الأولى في أبوظبي في هذا الموقع، بدأت عمليات التنقيب الجديدة في ساس النخل، كما تضمن برنامج التنقيب الأثري أيضاً أعمالاً في مواقع مختلفة في جميع أنحاء أبوظبي، بما في ذلك مواقع التراث العالمي التابعة لليونسكو في العين.

وتضمنت اللُّقيات التي تم اكتشافها مجموعة محفوظة بشكل جيد تضم أكثر من 30.000 عظمة تسمح بمعرفة المزيد من المعلومات حول النظام الغذائي الذي كان سائداً في العصر البرونزي.

حيث وجدت عظام بعض الحيوانات الكبيرة حول مدفأة دائرية كبيرة، ما يشير غالباً إلى ممارسة أنشطة جماعية أو احتفالية، أو إلى أن هذا المكان كان مخصصاً لتجمع الناس من أجل تناول الطعام.

وشملت الاكتشافات الحجرية الرّحى والأحجار المصقولة والفؤوس والخرز، ووعاءً من الحجر الناعم، إضافة إلى أقراص حجرية دائرية مثقوبة كانت تستخدم لتثقيل شباك الصيد، بينما تضمنت اللُّقيات النحاسية مطرقة صغيرة أو إزميلاً وخطافات صيد.

وعثر خلال عمليات التنقيب الأخيرة على عدد كبير من الأواني الفخارية التي تم استيرادها من مناطق بعيدة مثل بلاد ما بين النهرين القديمة وحضارة وادي السند، ما يؤكد الدور المحوري للجزيرة في التجارة التي كانت سائدة بين المناطق البعيدة آنذاك.

وجرى مطابقة البيتومين «القار» الموجود في الموقع مع مصادر في بلاد ما بين النهرين القديمة، حيث استخدم في صناعة الفخار المقاوم للماء بالإضافة إلى حفرة تخزين مبطنة بالطين.

كما تشير الآثار على الحبال والأخشاب إلى استخدام القار في العزل المائي لهياكل القوارب من العصر البرونزي، ما يشكل دليلاً على ازدهار الملاحة البحرية لفترات زمنية طويلة، كما تشير هذه الاكتشافات المهمة إلى أن جزيرة ساس النخل كانت ميناءً بحرياً مزدهراً خلال الفترة من 2800 إلى 2200 قبل الميلاد.

مسكوكات ذهبية رومانية

من جهتها، كشفت دائرة السياحة والآثار بأم القيوين، خلال أعمال التنقيب النظامية في موقع تل أبرق الأثري بالإمارة وبالتعاون مع البعثة الإيطالية، عن مجموعة من المسكوكات الذهبية الرومانية، وهي عملات تمت محاكاتها لعملات أصلية معروفة باسم «أوري» يعود تاريخها إلى فترة ازدهار موقع الدور الأثري خلال القرن الأول الميلادي.

وعثر على هذه العملات الذهبية التي تحمل صورة الإمبراطور الروماني «تيبيريوس» الذي حكم الإمبراطورية الرومانية في الفترة من 14 م إلى 37 م داخل جرة صغيرة من الفخار، إضافة إلى مجموعة أخرى من العملات البرونزية مستوحاة من العملة المعروفة باسم «أبيل» التي تم سكها محلياً وأيضاً سوار من البرونز.

وعكست الاكتشافات الأثرية التي شهدتها الدولة خلال الفترة الماضية، والتي تعود إلى آلاف السنين، طبيعة الحضارات التي توافدت عليها منذ عصور قديمة.

راحلون

إلى ذلك، فقد الوسط الثقافي الإماراتي، خلال عام 2024، شخصيات بارزة كان لها أثرها المشهود وبصماتها الإبداعية الواضحة، وتركت سيرة عطرة خالدة في ذاكرة الإبداع والفكر.

ورحل عن عالمنا، في مايو الماضي، الشاعر الإماراتي الكبير ربيع بن ياقوت عن عمر ناهز 96 عاماً، بعد مسيرة حافلة بالإبداع.

ونعى سمو الشيخ عمار بن حميد النعيمي، ولي عهد عجمان، الشاعر الراحل الذي يعتبر أحد أبرز رموز الشعر الشعبي، سائلاً الله عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته.

وقال سموه، عبر حسابه على منصة «إكس»: «رحل فاكهة الشعر الإماراتي، وأبرز شعراء الشعر الشعبي، وأحد الشعراء المخضرمين، صاحب الأسلوب الخاص والتفرد الشعري، غاب صانع البهجة بعد رحلة جميلة شكلت وجداننا وعمقت أحاسيسنا، تاركاً إرثاً ثرياً من الإبداع».

ونعى قطاع الثقافة والسياحة في أبوظبي، في مارس الماضي، شيخة محمد أحمد المهيري، التي شغلت منصب مديرة إدارة المكتبات، وتميزت مسيرتها بالعطاء والعمل في نشر القراءة والتشجيع عليها بإطلاق مبادرات رائدة.

كما كانت المهيري، رحمها الله، ضمن أول مجلس إدارة وسفيرة للمجلس الإماراتي لكتب اليافعين، وعنصراً أساسياً في تحقيق نجاح المبادرات التي أطلقها المجلس في سنواته الأولى. وحرصت، خلال عملها المشرِّف، على إطلاق المسابقات التي تسهم باقتدار في ترسيخ ثقافة القراءة في نفوس الناشئة في الإمارات، وتحفيزهم على مطالعة الإبداعات في مختلف الموضوعات.