ناقشت جمعية توعية ورعاية الأحداث دور الأسرة في مواجهة التحديات الرقمية، وذلك تزامناً مع احتفالات دولة الإمارات باليوم العالمي للإنترنت الآمن، الذي يهدف إلى تعزيز الوعي الرقمي وتمكين الأسر من حماية أبنائها في العالم الافتراضي.
وتأتي المناسبة تأكيداً على أهمية تعزيز الاستخدام الإيجابي والآمن للتكنولوجيا الرقمية، خاصة في ظل التطورات المتسارعة التي يشهدها العالم الرقمي وتأثيرها المباشر في الأطفال والمراهقين. ونظّمت الجمعية محاضرة توعوية بعنوان «الأسرة في ظل التطور الإلكتروني»، ناقشت خلالها التحديات التي تواجه الأسر في ظل الطفرة التكنولوجية المتسارعة، والدور المحوري للأسرة في حماية أبنائها من المخاطر الرقمية.
وألقى المحاضرة حسين حسن ميرزا الصايغ، عضو مجلس إدارة الجمعية رئيس اللجنة الاجتماعية، حيث تناول محاور عدة حول تأثير التكنولوجيا في الأسرة، وأهمية تعزيز الوعي الرقمي بين الأهل والأبناء، مع التركيز على المخاطر الإلكترونية التي قد تهدد سلامة الأطفال والمراهقين.
وأكد الصايغ في كلمته أن الأسرة تمثل خط الدفاع الأول في مواجهة المخاطر الرقمية، مشيراً إلى أن تطور التكنولوجيا فرض تحديات جديدة تتطلب وعياً مجتمعياً مشتركاً لحماية الأجيال الناشئة، موضحاً أن التنمر الإلكتروني، والاحتيال، وانتهاك الخصوصية من أبرز التهديدات التي يواجهها الأطفال والمراهقون في الفضاء الرقمي، ما يستوجب تعزيز الحوار الأسري حول الاستخدام الآمن للإنترنت، وتبني ممارسات رقمية مسؤولة.
وأشار إلى أن جمعية توعية ورعاية الأحداث تحرص على تنظيم مثل هذه الفعاليات لنشر التوعية حول القضايا المجتمعية، لا سيما المتعلقة بالشباب والأحداث، مؤكداً أن حماية الأبناء في العصر الرقمي تتطلب جهداً جماعياً بين الأسرة، والمؤسسات التربوية، والجهات المعنية بتقنية المعلومات.
كما شدد على أهمية التربية الرقمية التي تعزز من قدرة الأطفال والمراهقين على التمييز بين المحتوى الآمن والمحتوى الضار، موضحاً أن مسؤولية التوعية تقع على عاتق الجميع، بدءاً من الأسرة وصولاً إلى المؤسسات التعليمية والمجتمعية.
تعاون
وأكد الصايغ أن الدولة توفر بيئة إلكترونية محمية للجميع، تماشياً مع أهداف التنمية المستدامة واستراتيجيات الأمن الرقمي، كما شدد على أن التعاون بين مختلف الجهات هو السبيل لضمان مستقبل رقمي آمن، حيث تتواصل الجهود لرفع مستوى الوعي المجتمعي وتعزيز حماية المستخدمين، خصوصاً الفئات الأكثر عرضة للمخاطر الرقمية. وأضاف أن التطور التقني يجب أن يكون رافداً إيجابياً للمجتمع، وليس مصدراً للقلق، داعياً إلى الاستفادة من التقنيات الحديثة بطرق سليمة، وتوعية الأبناء بضرورة استخدام الإنترنت بشكل مسؤول، بما يضمن لهم مستقبلاً آمناً في العالم الرقمي.
ويُحتفى باليوم العالمي للإنترنت الآمن في شهر فبراير من كل عام، ويهدف إلى تعزيز الاستخدام الآمن والمسؤول للتكنولوجيا الرقمية، خصوصاً بين فئة الأطفال والشباب، حيث يتم تسليط الضوء على المخاطر السيبرانية المحتملة، مثل التنمر الإلكتروني، والاختراقات الأمنية، والاحتيال الرقمي، إلى جانب تشجيع المجتمع على تبني ثقافة الأمان الرقمي. وتشارك دولة الإمارات بفاعلية في هذه المناسبة من خلال تنظيم الفعاليات التوعوية وإطلاق المبادرات التي تهدف إلى بناء مجتمع رقمي آمن، وتحرص الجهات المختصة على تعزيز الثقافة الرقمية وتمكين الأفراد من مواجهة التحديات التكنولوجية، لضمان بيئة رقمية آمنة ومستدامة.