أشار تقرير إحصائي صدر عن وزارة العدل، لحالات الطلاق حسب مدة الزواج في سنة 2024، والتي تم تسجيلها في المحاكم الاتحادية بالشارقة وعجمان والفجيرة وأم القيوين، إلى وقوع 16 حالة طلاق في أيام «شهر العسل».
ووفقاً لبيانات لحالات الطلاق المسجلة في نظام الزواج الإلكتروني، بحسب مدة الزواج، فقد كانت أقصر مدة سجلتها المحاكم الاتحادية في العام الماضي، حالة طلاق في اليوم التالي لزوجين من جنسية عربية، في الوقت الذي تم تسجيل 8 حالات طلاق في الأسبوع الأول من عقد القران.
وبحسب الإحصاءات فإن حملات التوعية التي يتم تنفيذها أسهمت في خفض عدد حالات الطلاق المبكر من 24 حالة في سنة 2022 إلى 22 حالة في سنة 2023 وصولاً إلى 16 حالة في نهاية العام الماضي، بواقع انخفاض وصل إلى 8 حالات في السنة الماضية 2024، بالمقارنة بسنة 2022، وبنسبة 34 %، وبواقع انخفاض بلغ 6 حالات مقارنة بسنة 2023، وبنسبة وصلت إلى 28 %.
أسباب رئيسة
وحدد متخصصون وقانونيون 6 أسباب رئيسة لوقوع الطلاق في شهر العسل، تتضمن تغيير مخططات إجازة شهر العسل، ووجود اختلافات كبيرة في السمات الشخصية بين الزوجين، والخلافات المنزلية، وسلوكات الزوج، وتدخل ذوي الزوجين والأصدقاء، والتأثيرات السلبية لوسائط التواصل الاجتماعي.
وأفاد المحامي علي المنصوري بأن الطلاق في شهر العسل بين الأزواج مشكلة عالمية في دول مناطق العالم كافة، وليس مرتبطاً بمجتمع معين، الأمر الذي يستوجب تعزيز جهود التوعية، وذلك بمشاركة الجهات المعنية والمؤسسات المجتمعية، بما يسهم في دعم المبادرات الرامية للحفاظ على الترابط الأسري بين الأزواج.
وبين أن تغيير مخططات إجازة شهر العسل عن المتفق عليه، وما تتضمنه من مواقع للسفر، إضافة إلى غياب التوافق بين الزوجين، واختلاف الشخصيات والاهتمام، يأتي ذلك على رأس الأسباب المؤدية لوقوع الطلاق في شهر العسل.
وقالت هبة بدوي، المتخصصة في الإرشاد النفسي والأسري والعلاج السلوكي، إنه وعلى الرغم من أن فترة الأشهر الأولى من الزواج هي الأشهر الأجمل في كل شيء، فإن هناك ما يعرف في علم النفس باكتئاب شهر العسل أو اكتئاب ما بعد الزواج، وهو حالة يمر بها بعض الأزواج.
وأضافت: هذه الحالة لا تقتصر على المرأة، وإنما أيضاً يمكن للرجل أن يمر بهذا الشعور، ولكن المرأة أكثر عاطفة من الرجل فتتأثر بشكل أكبر منه، وخاصة أن كلا الزوجين ينتظر السعادة المطلقة في الزواج والتي ستتحقق بارتباطهما.
توافق وتفاهم
وعن أسباب وحيثيات حالات الطلاق التي تقع في شهر العسل والتي تنظرها المحاكم، أفاد المحامي علي حسن الحمادي، بأن حالات الطلاق لا تقتصر على شهر العسل، وإنما أيضاً هناك حالات طلاق تحدث قبل يوم الزفاف، وتتم بالتوافق والتفاهم بين الزوجين.
وأرجع السبب في وقوع الطلاق في فترة شهر العسل، إلى وصول الزوجين إلى قناعة بأن أحد الأطراف غير مؤهل للحياة الزوجية، نظراً لوجود مخاوف لديه من عدم القدرة على تحمل مسؤوليات الحياة الزوجية، أو تدخل الأهل في الحياة الأسرية للزوجين.
وأوضحت المحامية عبير الدهماني، أن القانون أتاح للمرأة طريقتين للحصول على الطلاق الأولى تتمثل في «الخلع»، وفيه تتنازل الزوجة عن حقوقها، والثانية «الطلاق للضرر» وهنا عليها إثبات حالة الضرر التي وقعت عليها للحصول على الطلاق.
وأشارت إلى أهمية أن يكون هنالك تفاهم قبل عقد القران بين الزوجين، وفترة حوار كافية تمكن الطرفين من أخذ صورة أكثر قرباً عن السمات والسلوكات التي يتميز بها الطرف الآخر قبل الدخول في تجربة الزواج، حتى يتجنبا الانفصال.