«هدفي عمره ما كان تجاري .. الهدف الرئيسي هو أني أعلّم الناس كيف تزرع في بيوتها».. بهذه الكلمات عبّر الشاب الإماراتي سعيد الرميثي عن شغفه بالزراعة العضوية ورؤيته لتمكين الأسر من تحقيق الاكتفاء الذاتي. خاض رحلة مليئة بالتحديات.
حيث بدأ بتعلم أساسيات الزراعة العضوية وتمكن من إنشاء مزرعته الأولى، ومن هذه الخطوة عمل على نقل معرفته إلى المجتمع عبر منصات التواصل الاجتماعي، حيث استطاع أن يحقق انتشاراً واسعاً، مسلطاً الضوء على أهمية الزراعة المنزلية كوسيلة لتعزيز الاكتفاء الذاتي وبناء علاقة أعمق بين الإنسان والأرض.
شغف
تمكّن سعيد من تحويل شغفه بالزراعة العضوية إلى مشروع مجتمعي يهدف إلى تمكين الأسر من زراعة غذائها، وتعزيز ثقافة الزراعة المنزلية، وذلك عبر مقاطعه التوعوية والمفيدة عبر منصات التواصل الاجتماعي واضعاً هدفاً رئيساً يتمثل في نشر الوعي الزراعي بأسلوب عملي يتيح للجميع خوض تجربة الزراعة في منازلهم بسهولة.
ومن جهة أخرى أطلق مشروعه التجاري «ذا أورجانيك فارم» عام 2020، حيث لاحظ خلال جائحة كورونا، حاجة الأفراد إلى توفير المنتجات العضوية بطريقة مباشرة بعيداً عن التوزيع التقليدي، فأسس منصة تتيح للمستهلكين الحصول على المنتجات الزراعية الطازجة مباشرة من مزرعته المنزلية الخاصة.
دراسة
منذ بداياته في دراسة العلوم الزراعية وتطبيقها، أدرك سعيد الرميثي أهمية الزراعة في تعزيز استدامة المجتمع ودورها في حياة الأسر، ما دفعه إلى تحويل شغفه لرسالة إعلامية، مستخدماً الإعلام الرقمي لنشر الوعي الزراعي، ولتحقيق هذا الهدف التحق بكلية الإعلام الجديد في دبي.
حيث اكتسب مهارات صناعة المحتوى التي ساعدته في تبسيط المفاهيم الزراعية وإيصالها إلى مختلف الفئات، خاصة العائلات، ومنها نجح في تقديم محتوى تعليمي يبرز فوائد الزراعة العضوية المحلية، محققاً أكثر من 15 مليون مشاهدة.
حيث ركّز على تمكين الأفراد من الزراعة المنزلية، وتشجيع الأطفال على المشاركة في هذا النشاط، ما ساهم في ترسيخ ثقافة زراعية جديدة داخل المجتمع.
ريادة
وشدد سعيد الرميثي على أن ريادة الأعمال ليس بالضرورة أن تؤسّس على رأس مال ضخم، بل على الالتزام والمثابرة، مؤكداً أنه بدأ مشروعه بإمكانات متواضعة، حيث أشرف بنفسه على عمليات التعبئة والتوصيل، حتى نجح في تطوير علامته التجارية وتوسيع نشاطه، وأضاف أن الزراعة بالنسبة له ليست مجرد وسيلة لإنتاج الغذاء، بل أسلوب حياة يعزز الروابط الأسرية، ويدمج الأطفال في تجربة تفاعلية مع الطبيعة.