في رحاب مركز «إرادة» للعلاج والتأهيل في دبي، ومنذ لحظات انطلاقته الأولى عام 2016، برزت مواطنة طموحة، لتصبح أول إماراتية تحصل على ترخيص العلاج التأهيلي من هيئة الصحة بدبي في هذا المجال الدقيق، لتكتب قصة شغف متأصل بالعمل الإنساني، وتفانٍ لا يلين في دعم المتعافين من براثن الإدمان.
عائشة أميري، التي تشغل منصب رئيس القسم النفسي والاجتماعي في إدارة التأهيل بمركز إرادة، وبالرغم من مسؤولياتها الإشرافية، يبقى قلبها معلقاً بالعمل المباشر مع المرضى.
حيث تجد شغفها الحقيقي يتجسد في جلسات الدعم النفسي الفردية والجماعية، وترى في هذه اللحظات بصيص الأمل يتوقد في عيونهم، وتشعر بالأثر العميق لكلماتها وجهودها في رحلة استعادة حياتهم.
رحلة هذه الرائدة بدأت من مقاعد الدراسة في جامعة زايد، حيث تخصصت في علم النفس، ثم تعمقت في هذا المجال الإنساني بحصولها على درجة الماجستير في علوم الإدمان من كلية دبي الطبية، إدراكها العميق لتعقيدات مرض الإدمان، وما يصاحبه غالباً من اضطرابات نفسية أخرى، دفعها للبحث عن أحدث وأنجع السبل لمساعدة المرضى.
في هذا السياق حرصت على صقل مهاراتها العلاجية، من خلال المشاركة في العديد من الدورات التدريبية المتخصصة، التي أثرت خبراتها، ومنحتها أدوات فعالة للتعامل مع هذا التحدي الصحي.
تدريب الماتريكس، والعلاج المعرفي السلوكي، والمقابلة التحفيزية، وعلاج إزالة التحسس وإعادة المعالجة بحركات العين كانت محطات مهمة في مسيرتها المهنية، مكنتها من تقديم تدخلات علاجية شاملة ومتكاملة، فالإنجاز بالنسبة لعائشة ليس مجرد شهادة تقدير لمسيرتها المهنية، بل هو بوابة لتقديم خدمات علاجية متخصصة ومعتمدة، ترفع من مستوى جودة الرعاية، وتمنح المرضى أملاً أكبر في التعافي.
وتحمل في قلبها رؤية مستقبلية، تسعى من خلالها إلى دعم المزيد من الكفاءات الوطنية للحصول على هذا الترخيص، إيماناً منها بأهمية تطوير جودة الخدمات العلاجية، وتشجيع المتخصصين الإماراتيين على التخصص في هذا المجال الحيوي، الذي تزداد الحاجة إليه يوماً بعد يوم.
وتعد عائشة أميري حصولها على هذا الترخيص مسؤولية وفخراً كبيراً، وامتيازاً أن تكون ممثلة لدولتها في هذا المجال الدقيق. وتقول: «أنا ممتنة لدولتي الإمارات على الفرص والدعم الذي مكنني من الوصول إلى هذا التخصص النادر، وأتطلع إلى رد الجميل من خلال خدمة المرضى، ومساعدتهم على التعافي بطريقة علمية، فعالة، وإنسانية».